مهنّا: الدول الأوروبية مطالبة بتصويب سياساتها ودعم الدول التي تحارب الإرهاب والتطرّف

استقبل نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي توفيق مهنّا بحضور عميد الخارجية حسان صقر ووكيله عباس حمية وناموس العمدة، وفداً من الأحزاب الأوروبية ضمّ رئيس التحالف من أجل السلام والحريّة النائب السابق في البرلمان الأوروبي روبرتو فيوري إيطاليا ، عضو مجلس إدارة التحالف هيرفي فانليذيم بلجيكا والنائب في البرلمان الأوروبي أودو فويت ألمانيا .

جرى خلال اللقاء استعراض عامّ للأوضاع في لبنان وسورية، وتحدّيات الإرهاب التي تواجه دول المنطقة. وأعرب الوفد الأوروبي عن رفضه كلّ أشكال التطرّف، ووقوفه إلى جانب الدول والقوى التي تحارب الإرهاب في سورية والعراق.

واعتبر الوفد أنّ زيارته للمنطقة مكّنته من تكوين صورة واضحة وكاملة عن حقيقة الأوضاع، ومخاطر الإرهاب على هذه المنطقة وعلى العالم بأسره.

بدوره، رحّب نائب رئيس الحزب توفيق مهنّا بالوفد الأوروبي، ولفتَ إلى أهميّة زيارته لبنان وسورية، واطّلاعه على حقيقة الأوضاع.

وأوضح مهنّا للوفد الأوروبي أنّ سورية تتعرّض لحرب إرهابيّة هدفها إسقاط الدولة ومؤسّساتها بوصفها دولة مدنية، وتفتيت هذا البلد وتقسيمه، لأنّه يشكّل قاعدة حضارية تواجه التطرّف الذي يتناقض مع جوهر الحضارة السورية، ويشكّل خطراً داهماً على الحضارة الإنسانية.

واعتبر مهنّا أنّ اشتراك دول غربيّة وأوروبيّة وإقليميّة وعربيّة والعدو «الإسرائيلي» في الحرب ضدّ سورية، من خلال دعم ورعاية القوى الإرهابيّة المتطرفة، يساهم في نمو غريزة التطرّف، وهذا من أخطر التحدّيات التي تواجه المجتمعات الإنسانيّة كافّة، وقد بدأت تواجهه المجتمعات الأوروبيّة من خلال التفجيرات الإرهابيّة التي حدثت في أكثر من عاصمة أوروبية.

وقال مهنّا: «إنّ المستفيد من صعود التطرّف، هو الكيان الصهيوني الغاصب بوصفه كياناً عنصريّاً يمارس القتل والإرهاب ضدّ الفلسطينيين، والمستفيد أيضاً هو حكومة أردوغان التي تسعى من خلال دعم المجموعات الإرهابيّة إلى استعادة إمبراطوريّتها الظالمة والحاقدة بحق الشعوب، وليس خافياً أنّ «الامبراطور» المتطرّف رجب طيّب أردوغان يتقدّم باتّجاه بناء منظومة تشرّع التطرّف والتزمّت والجهل والقتل على أنقاض دستور تركيا العلمانية، وهذا يشكل تحدّياً لأوروبا والغرب وكلّ العالم».

أضاف مهنا: «أنّ العالم كلّه، مطالب بتحمّل مسؤولياته في مواجهة خطر التطرّف والإرهاب، والدول الأوروبية بخاصّة مطالبة بإعادة تصويب سياساتها، في اتّجاه دعم الدول التي تقاوم الإرهاب والتطرّف، وخصوصاً سورية، التي تواجه منذ خمس سنوات حرباً إرهابيّة كونيّة، وقد أثبتت خلال هذه السنوات أنّها عصيّة على السقوط، وقادرة على أن تشكّل القاعدة السياسيّة لانتصار القِيَم الإنسانيّة على التخلّف والتطرّف والإرهاب».

وشدّد مهنّا على ضرورة حدوث صحوة أوروبيّة حقيقيّة تجنّب الشعوب الأوروبيّة التهديدات الإرهابيّة الناتجة عن انتشار التطرّف، لافتاً إلى أنّ تغاضي الدّول الأوروبية عن هذه الحقيقة، يضع كلّ أوروبا في مرمى خطر التطرّف، وما تبتزّ به تركيا اليوم الغرب وأوروبا بذريعة قضيّة النازحين السوريّين، سيتحوّل في المستقبل إلى ابتزاز بالأمن والاستقرار، ولذلك حان الوقت كي نشهد موقفاً أوروبياً ينتصر للحق والعدل والإنسانية.

وقال مهنا، «إنّ المساهمة الدوليّة في حلّ قضيّة النازحين السوريين لا تتمّ من خلال تنظيم المؤتمرات لتوطينهم خارج سورية، ولا بمنطقة آمنة تطالب تركيا بقيامها، بل يتمّ من خلال دعم مسيرة الحلّ السياسي، بموازاة وقوف كلّ الدول جدّياً في خندق محاربة الإرهاب».

ولفتَ مهنّا إلى أنّ الدولة السورية وفّرت لمليون ونصف المليون سوري نازح، السكن والغذاء، وهي قادرة على أن تحلّ مشكلة النزوح في الداخل السوري، وإذا كانت دول العالم وخاصة الدولة الأوروبية صادقة في تحسّس معاناة النازحين السوريين عليها أن توفّر الدّعم للدولة السورية، وأن تطالب سائر الحكومات، ومنها الحكومة اللبنانية، من أجل إخراج قضيّة النازحين من دائرة الضغط والابتزاز، وفتح الحوار الضروري مع الحكومة السورية لإيجاد الحلول المناسبة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى