نصرالله: صيف حارّ… وقانوننا النسبية ومرشحنا عون… ولا زال الحوار دعوتنا ربط نزاع مصرفي مع حزب الله… والمستقبل الأضعف… وطلاق المرده والتيار

كتب المحرر السياسي

بينما تتصاعد وتيرة المواجهات مع تنظيم «داعش» في الفلوجة العراقية ويحقق الجيش العراقي والحشد الشعبي تقدّماً ملحوظاً على جبهات القتال، ومثله في شمال سورية وغوطة دمشق، يتقدّم الجيش السوري وحلفاؤه بثبات ولو ببطء، أعلنت قوات سورية الديمقراطية التي قدّمها الأميركيون كحصان رهان على خوض الحرب على «داعش» بديلاً عن التعاون مع الدولة السورية والحليف الروسي، أنها غير مستعدّة لمعركة الرقة خلافاً للإعلانات السابقة مع بدء العمليات هناك، بينما كان الجمود المحيط بالعملية السياسية في اليمن يسجل اختراقاً بالكلام الصادر عن المبعوث الأممي إسماعيل شيخ أحمد يؤكد الفرص الكبيرة للوصول إلى تفاهمات وسطية بين المتفاوضين، خصوصاً مع التوصل إلى الاتفاق على تبادل ألفي من أسرى الحرب ومعتقليها في اليمن، وكان الجمود الموازي في العملية السياسية السورية لا يزال مسيطراً يؤكده كلام المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا عن عدم قدرته على تحديد موعد لاستئناف المحادثات في جنيف، لكن اللافت كان التفاهم الذي كشف عنه إعلان جماعة الرياض عن بدء حوار لتوسيع الوفد المفاوض يضمّ مكونات كردية وعربية طالما طالبت بها موسكو، بالتزامن مع وجود وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في موسكو، حيث أكد استمرار الخلاف حول الرئاسة السورية بحضور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، لكنه استمع دون أن يعلّق إلى إعلان لافروف عن تمديد المهلة الممنوحة للجماعات المسلحة المنضوية في جماعة الرياض المدعومة من السعودية، لفك تشابكها الجغرافي مع «جبهة النصرة»، مضيفاّ أنّ التمديد تمّ بطلب أميركي.

على خلفية هذا الحراك المتداخل بين السياسة والميدان وغياب الحلول من الأفق، وحصر الإيجابيات المتوقعة بتحسين شروط المعارك المقبلة، أطلّ في عيد التحرير والمقاومة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أول أمس، منبّها من صيف حارّ مقبل على المنطقة، مجدّداً تمسك حزب الله بالحوار إطاراً وطنياً لمواجهة المخاطر، وفي قلب قضايا الحوار قانون الانتخابات النيابية، وإنجاز الاستحقاق الرئاسي، معلناً تمسك حزب الله بالنسبية كأساس لقانون الانتخابات وبالعماد ميشال عون مرشحاً رئاسياً، بينما سجل الحوار الذي بدأه حزب الله مع مصرف لبنان وجمعية المصارف حول العقوبات الأميركية تقدّماً أفضى إلى ربط نزاع يجمّد عشوائية التصرفات المصرفية التي أثارت الاستغراب وكادت تؤدّي لأزمة تصيب القطاع المصرفي وتترجم سحب ودائع ومقاطعة، ليشكل ربط كلّ إجراء سلبي يطال مودعاً أو حساباً مصرفياً بهيئة التحقيق المصرفية.

في الشأن الانتخابي يستعدّ الشمال لجولة الانتخابات البلدية الأخيرة التي ستشهدها مدن وبلدات الشمال الأحد المقبل، وسط طغيان التحالفات والتوافقات، خصوصاً في طرابلس وزغرتا، ويظهر تيار المستقبل كشريك مساوٍ لعدد من الشركاء في المشهد الشمالي ليبدو الأضعف شمالاً بلا قدرة على المبادرة بينما تنهشه الخلافات والتصدّعات، بعدما كان الصانع الأول لهذا المشهد.

النائب سليمان فرنجية رسم مواقفه بمناسبة الإعلان عن لائحة توافقية مع آل معوض في زغرتا مكرّساً الطلاق بين التيار الوطني الحرّ والمرده، مجدّداً موقفه الرئاسي كمرشح يحظى بدعم الرئيس سعد الحريري، مشيراً إلى أن لا فرص للعماد عون رئاسياً طالما الحريري لا يؤيده، منتقداً نظرية المرشح الأوحد ولو كان الزعيم الأقوى.

إعلام «هيئة التحقيق» للمصارف

بقي ملف العقوبات الأميركية على حزب الله محور اهتمام المعنيين للتوصل إلى حل للأزمة الراهنة، وأمس أقرّت «هيئة التحقيق الخاصة» في مصرف لبنان التي اجتمعت برئاسة الحاكم رياض سلامة، الإعلام المنتظر في شأن القانون، وطلبت بموجبه من المصارف والمؤسسات المالية ومؤسسات الوساطة المالية وسائر المؤسسات الملزمة بالإبلاغ، «عدم اتخاذ أي تدابير لجهة إقفال أي حساب عائد لأحد عملائها أو الامتناع عن التعامل معه أو عن فتح أي حساب له قبل مرور ثلاثين يوماً على إبلاغ «هيئة التحقيق الخاصة»، على أن يتضمن هذا التبليغ توضيحاً للأسباب الموجبة التي تبرّر اتخاذ هذه الإجراءات والتدابير، وفي حال لم يردْ أي جواب من «هيئة التحقيق الخاصة» خلال المهلة المذكورة أعلاه، يعود للمصارف وللمؤسسات المعنية اتخاذ الإجراءات المناسبة بهذا الخصوص».

ربط نزاع إيجابي…

وأكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» أن «اللقاءات التي جمعت وفد حزب الله وجمعية المصارف برئاسة جوزيف طربيه توصّلت إلى ما يشبه ربط نزاع إيجابي بين الحزب والمصارف وبالتالي نجحت محاولات فصل الخيوط المتداخلة عن بعضها البعض في هذا الملف وإعادة ضبط وتنظيم الأمور على قواعد جديدة وقرار هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان يصبّ في هذا الاتجاه».

وجددت كتلة «الوفاء للمقاومة» خلال اجتماعها الدوري إدانتها «للاعتداء الأميركي على سيادة لبنان من خلال قانون العقوبات المالية وأي تواطؤ معه، فإنها تعتبر نفسها معنية بمتابعة هذا الأمر وفق معايير حفظ السيادة النقدية اللبنانية وحماية حق التداول النقدي لكل اللبنانيين، تلافياً لأي تداعيات سلبية على الوضع المصرفي اللبناني وعلى الأمن الاجتماعي والاقتصادي».

الحكومة أقرّت تثبيت الأساتذة

ورغم أهمية ملف العقوبات إلا أن مجلس الوزراء لم يتطرق إليه خلال جلسته أمس، ولا إلى ملف توطين النازحين السوريين في لبنان، وأقر عدداً من المشاريع المدرجة على جدول الأعمال أبرزها مشروع مرسوم يرمي إلى تعيين معيدين وأساتذة مساعدين وأساتذة في الملاك التعليمي للجامعة اللبنانية.

بو صعب لـ«البناء»: التثبيت يوفّر على الخزينة

وقال وزير التربية الياس بو صعب لـ»البناء» إن قرار مجلس الوزراء إدخال نحو 500 أستاذ متفرّغ إلى ملاك الجامعة اللبنانية تمّ بتوافق جميع القوى السياسية وهؤلاء الأساتذة تفرّغوا في العام 2008»، موضحاً أن «إدخالهم إلى الملاك يوفر الكثير من التكاليف المالية على الخزينة ولا يكلف أي زيادة لأن إدخالهم إلى الملاك ستقوم الجامعة بحسم جزء من رواتبهم ويكون مخصصاً لبرنامج التقاعد بينما الآن تدفع الرواتب بشكل كامل».

وعلمت «البناء» من مصادر وزارية أن «سجالاً حصل بين الوزيرين بو صعب والمالية علي حسن خليل حول قرار تثبيت الأساتذة لجهة التكاليف المالية المترتبة على ذلك، حيث اعترض خليل ورد بو صعب بالأرقام على النقاط التي أثارها خليل ووافقه جميع الوزراء».

.. وباسيل طالب بإدراج عقود الخلوي

ولم يصل المجلس إلى بندي سد جنة والنفايات، وعلمت «البناء» أن «وزير الخارجية جبران باسيل طالب بإدراج ملف العقود مع الخلوي والإنترنت على جدول أعمال الجلسة المقبلة لأن وزير الاتصالات طلب عدم إدراج هذا البند على جدول الأعمال فضلاً عن أنه تغيّب عن الجلسة. وتلقى باسيل وعوداً من سلام بإدراجه في الجلسة المقبلة».

لبنان على طاولة الكبار

وفي عيد المقاومة والتحرير كان خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بمستوى المناسبة، فالنقطة الأهم في الخطاب هي أن وجود حزب الله بمواجهة التكفيريين على ساحات المعركة الكبرى يجعل من لبنان حاضراً بين الكبار على طاولة مفاوضات قد تحسم مصير المنطقة لعشرات السنوات المقبلة. وبالتالي أشهر صعبة تنتظر المنطقة التي ستتعرض لهجمة شرسة جديدة من الأعداء على قاعدة الاستحقاق الرئاسي الأميركي الذي سيوفر الانتقال من إدارة إلى إدارة، وذلك سيتم على قاعدة حصد المزيد من الدماء في المنطقة وبالتالي فإن «إشعال الجبهات في سورية والعراق وربما في ساحات أخرى»، كما أن «أفق الحلول مقفل في المنطقة ومؤتمر جنيف السوري لا أفق جديد له وبالتالي الأشهر المقبلة تتجه إلى مزيد من التصعيد، لكن مع إصرار حزب الله على التواجد في ساحات المواجهة». وقد حسم السيد نصرالله بأن «النصر لمحور المقاومة، فداعش إلى تراجع وهزيمته تلوح في الأفق والمواجهة مع الحركات التكفيرية مستمرة وستصل إلى ذروتها القصوى خلال الأشهر المقبلة».

.. وعون مازال مرشحنا

وأكد السيد نصرالله على الصعيد المحلي على التزامات حزب الله الأخلاقية والسياسية بشأن الاستحقاق الرئاسي، وبالتالي ذلك يعكس استمرار الحزب بدعم مرشحه الأوحد العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، وألمح إلى الطرف الآخر بأن من يريد إحداث خرق في هذا الملف، فعليه أن يحاور العماد عون، والأهم تكرار موقف حزب الله المتمسك بقانون النسبية مع التنظير لمحاسنه وأهميته في خلق واقع سياسي جديد وإعادة تكوين وبناء السلطة.

فرنجية: الرئاسة قبل النيابة

وفي ما تستعدّ محافظة الشمال إلى الجولة الأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية الأحد المقبل، أشار رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إلى «أن الحوار مع آل معوض بدأ بين طوني فرنجية وميشال معوض منذ سنة تقريباً، والتوافق على الانتخابات البلدية جاء بعد نقاش، ومن أجل مصلحة إنماء زغرتا، لأن من حق الجميع التمثل في البلديات»، موضحاً أن «المعركة البلدية يجب أن تكون إنمائية، ونحن اليوم نضع يدنا في يد خصم سياسي في الانتخابات البلدية، ويجب تخطي موضوع الخصومة السياسية من اجل مصلحة المنطقة إنمائياً ونتمنى على جمهورنا ترجمة هذا التفاهم في الصندوق لنعكس مصداقيتنا، وعلى الجميع المشاركة في الاقتراع لإظهار رقم التمثيل السياسي».

وأكد فرنجية في حديث تلفزيوني «أن لا مشكل لدينا مع «العونيين» في قضاء زغرتا، ولكن في الانتخابات الأمور منفتحة على الجو السياسي والتوافقي، وأن لائحة زغرتا البلدية تعكس الأجواء العامة والتركيبة التوافقية. كل الشرائح في زغرتا ممثلة في اللائحة التوافقية في زغرتا».

وأوضح أن «زغرتا تمثل شريحة كبرى من المسيحيين في الشمال، وهي أكبر مدينة مارونية في لبنان وأن مسيحيي الشمال يشكلون 40 في المئة من مسيحيي لبنان»، مذكراً بـ «أن التوافق يشمل كل شرائح المجتمع وليس هناك وجود لما يُسمّى «لائحة المثقفين» لأن كل الناس باتوا مثقفين». ولفت إلى أن «رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، ورئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، والوزير السابق فيصل كرامي، هم أصدقائي في المعارك الانتخابية في الشمال، ووزير الاتصالات بطرس حرب في تنورين».

وشدّد على أن «مشكلتنا لم تكن مع رئيس التيار «الوطني الحر» ميشال عون أنه ليس الأول، ومشكلتنا مع عون أنه ليس الأوحد، ونحن معه أولاً وأخراً ولكن فليترك لنا دوراً»، معتبراً أن «من قال إن عون الأقوى هو صحيح، ولكنه ليس القوة الساحقة، وانتخابات جونية لن تغيّر رأي «حزب الله» بموضوع الانتخابات الرئاسية، ونحن لم نصدر كلمة في موضوع انتخابات جونية».

وأوضح «أن المشكلة في الرئاسة لا تكمن عند فرنجية ولن أخذل عون إذا دعمه الحريري، لكن الحريري لا يزال داعماً لي في الانتخابات الرئاسية»، مؤكداً أن «الحريري كان صادقاً معي منذ اليوم الأول في موضوع الرئاسة»، مشيراً إلى أن «أحداً يعترض على الحريري كرئيس للحكومة، ولكن يجب توقيع اتفاق طويل الأمد».

واعتبر فرنجية «ان المشهد الانتخابي النيابي قد يتغيّر في المرحلة المقبلة وقد لا نكون امام 8 و 14 آذار كما عرفناهما»، مشدداً على «أن الانتخابات الرئاسية ضرورية جداً قبل الانتخابات النيابية». وشدد على أن «الطريق الصحي والأساسي للمرحلة المقبلة هو الانتخابات الرئاسية، وإذا فريقي وقف مع عون ضدي في الرئاسة أتفهّم الموضوع. ولفت إلى أن انسحابه من المعركة لن يضمن وصول العماد عون إلى سدة الرئاسة»، مضيفاً أنا مع العماد عون لمدة 6 سنوات وأنا ضد الرئيس المياوم، وحتى أنني مع جعجع لمدة 6 سنوات».

وتحدث عن عشاء السفارة السعودية، وقال: «أرسلت ابني ليمثلني في السفارة السعودية، ولكني شخصياً لا أحضر إلى لقاءات لا يكون فيها رؤساء وغيرها، والسعودية بلد صديق قبل بي مرشحاً رئاسياً».

وفي ملف القانون الانتخابي أشار فرنجية إلى انه «يصوّت مع فريقه السياسي في موضوع قانون الانتخابات، وإذا لم نصل إلى قانون انتخاب، فستجرى الانتخابات وفق القانون الموجود»، مضيفاً «لن نذهب في قانون انتخاب إلى التصويت ما لم يتم الاتفاق عليه في اللجان النيابية».

.. وجلسة للجان المشـتركة

على صعيد آخر، واصلت اللجان المشتركة أمس، البحث في قانون الانتخاب وركّزت مداولاتها على مشروعي القانون «المختلط»، الصيغة المقدمة من قبل الرئيس نبيه بري واقتراح القانون المقدم والمتفق عليه بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى