تقسيم سورية… هدف واشنطن الأساس

لم يعد خافياً على أحد ما ترمي إليه الإدارة الأميركية في الشرق الأوسط، من خلال نشر الفوضى والإرهاب، وادّعاء محاربتهما. منذ ستّ سنوات، ومع اندلاع ويلات الخريف العربي، كان واضحاً أنّ تقسيم المنطقة إلى كيانات أكثر محدودية في المساحة، وعلى أساس طائفيّ إثني عرقي، هو الهدف الأساس لواشنطن. لكن الرياح لم تجرِ بما تشتهيه سفنها. ففي سورية فُرمل مدّ الخريف العربيّ، وما زالت الحرب ضدّ الإرهاب تخوضها سورية بجيشها الأبيّ مدعوماً من الشرفاء في هذا العالم.

اصطدمت واشنطن في سورية بالعثرات، فبدأت باجتراح الخطط الثانوية، التي راحت تتهاوى هي الأخرى. إلى أن طالعتنا مؤخراً بما سمّته «اتحاد القوى الديمقراطية السورية»، كبديل عن «المعارضة المعتدلة» التي أفلسها عدم اعتدالها!

الحديث عن حكم ذاتي كرديّ يعود اليوم إلى الواجهة. وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية تقريراً تطرّقت فيه إلى بدء المرحلة الأولى من تحرير الرقة، مشيرة إلى أنها تتضمّن السيطرة على المناطق الواقعة شمالها. وقالت إنّ القوات الشعبية السورية، بدأت بدعم جوي من الولايات المتحدة، الهجوم على مدينة الرقة في سورية. ويقود هذا الهجوم اتحاد «القوى الديمقراطية السورية»، الذي يضمّ مليشيات كردية وفصائل عربية. ومن الممكن أن تصبح الرقة جزءاً من «الدولة الكردية» في حالة سقوطها بيدهم.

ونقلت الصحيفة عن وكالة «نوفوستي» قولها استناداً إلى مصدر كردي، إن عشرات الألوف من المقاتلين يشتركون في هذه العمليات 30 ألف بحسب «BBC» ، والذين يستطيعون اقتحام دفاعات المدينة وتطهيرها من مسلّحي «داعش». أما وكالة «رويتر» فتشير إلى عدم وجود ما يؤكد احتمال اقتحام المدينة، وإلى أن المسؤولين الأكراد رفضوا تأكيد هدف هذا الهجوم الواسع ولكن ممثل اتحاد «القوى الديمقراطية السورية» طلال سلو، أعلن أن العمليات الهجومية بدأت صباح يوم الأربعاء 25 أيار الجاري، وهدفها السيطرة على المناطق التي تقع إلى الشمال من الرقة، لا الرقة نفسها.

إلى ذلك، نشرت صحيفة «تايمز» البريطانية تقريراً عن ناشطة نسوية كردية تقود المعركة في مواجهة مسلّحي تنظيم «داعش» من أجل تحرير الرقة، أعدّه توم كوغان مراسل الصحيفة في بيروت. ويقول المراسل إن روجدا فيلات متأثرة بأفكار بسمارك ونابليون وصلاح الدين الأيوبي تقاتل ضدّ متطرّفي تنظيم «داعش» منذ ثلاث سنوات. وهي الآن تقود 15 ألفاً من المقاتلين الأكراد والعرب المدعومين بقوات أميركية خاصة.

«نيزافيسيمايا غازيتا»: هل يبني الأكراد «دولتهم» على أنقاض «داعش»؟

تطرّقت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية إلى بدء المرحلة الأولى من تحرير الرقة، مشيرة إلى أنها تتضمّن السيطرة على المناطق الواقعة شمالها.

وجاء في المقال: بدعم جوي من الولايات المتحدة، بدأت القوات الشعبية السورية الهجوم على مدينة الرقة في سورية. ويقود هذا الهجوم اتحاد «القوى الديمقراطية السورية»، الذي يضمّ مليشيات الكردية وفصائل عربية. ومن الممكن أن تصبح الرقة جزءاً من الدولة الكردية في حالة سقوطها بيدهم.

وتفيد وكالة «نوفوستي» استناداً إلى مصدر كردي، بأن عشرات الألوف من المقاتلين يشتركون في هذه العمليات 30 ألف بحسب «BBC» ، والذين يستطيعون اقتحام دفاعات المدينة وتطهيرها من مسلّحي «داعش». أما وكالة «رويتر» فتشير إلى عدم وجود ما يؤكد احتمال اقتحام المدينة، وإلى أن المسؤولين الأكراد رفضوا تأكيد هدف هذا الهجوم الواسع ولكن ممثل اتحاد «القوى الديمقراطية السورية» طلال سلو، أعلن أن العمليات الهجومية بدأت صباح يوم الأربعاء 25 أيار الجاري، وهدفها السيطرة على المناطق التي تقع إلى الشمال من الرقة، لا الرقة نفسها.

وتجدر الإشارة إلى أن الهجوم بدأ بعد الزيارة التي قام بها قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط جوزف فوتيل إلى المناطق الشمالية السورية، حيث أبدى ارتياحه للزيارة مشيراً إلى أن خبرة القوى المحلية ومهارتها ستساعدان في تغيير الوضع في الجبهة، وأن التغطية الجوية لهذه العمليات يقدّمها الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.

وكانت روسيا قد أعلنت عن استعدادها لتقديم المساعدات اللازمة لتحرير مدينة الرقة. فقد قال وزير خارجيتها سيرغي لافروف في ختام اجتماع وزراء خارجية مجلس «منظمة شنغهاي للتعاون»، الذي عقد في طشقند: لقد اتفقنا مع شركائنا الأميركيين ليس فوراً، بل بعد تجاوز أفكارهم وشكوكهم وحتى مقاومتهم على ضرورة التحوّل من تبادل المعلومات إلى تنسيق العمل في مكافحة الإرهاب.

وبحسب رأيه، فإن تحرير الرقة والموصل سيكون سريعاً إذا ما بدأ العسكريون بالتعاون في ما بينهم، وأكد ضرورة تزامن وتنسيق عمل طائرات القوة الجو ـ فضائية الروسية وطائرات الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة، لتقديم المساعدة للقوات الأرضية التي تواجه فصائل الإرهابيين.

وبعد مضيّ بعض الوقت، أكّد المتحدث بِاسم الخارجية الأميركية مارك تونير للصحافيين، أن مسألة العمليات المشتركة نوقشت بين واشنطن وموسكو ولكنه أبدى شكوكه حول تناول مسألة تحرير الرقة خلالها.

من جانبها، أشارت ممثلة البنتاغون ميشال بالدانتسا إلى أن وزارة الدفاع الأميركية في الوقت الحاضر لا تخطّط للقيام بأيّ عمل عسكري مشترك مع روسيا في سورية، واعترفت بأن روسيا تركّز هجماتها على «داعش» في سورية مراعية بذلك اتفاق الهدنة.

وهذا ما يؤكّده قرار وزارة الدفاع الروسية تأجيل مهاجمة مواقع المجموعات التي لم توافق على اتفاق الهدنة، الذي كان مقرراً بدؤه يوم 25 من الشهر الجاري، نتيجة طلب عدد من المجموعات في محافظتَي حلب ودمشق من الوزارة الانتظار بعض الوقت إلى حين فكّ ارتباطهم بالكامل بـ«جبهة النصرة»، وقد وافقت الوزارة على طلبهم.

وعلى رغم أن القوة الضاربة لاتحاد «القوى الديمقراطية السورية» هي المليشيات الكردية، فإن مشاركة العرب في هذه العمليات لها أهمية، لأن المنطقة يسكنها العرب. وتشير صحيفة «تلغراف» البريطانية استناداً إلى وكالة «ARA News» الإخبارية السورية ـ الكردية إلى أن الرقة قد تنضمّ إلى ما سمّتها «الدولة الكردية» أو إلى «منطقة الحكم الذاتي» في شمال سورية.

ولكن الخبراء ينصحون بعدم التسرّع بالتوقعات. فالباحث العلمي في مركز آسيا والشرق الأوسط التابع لمعهد الدراسات الاستراتيجية، آرسين حضرييف يقول: يجب انتظار البيان الرسمي للقيادة الكردية، لأنه حتى من وجهة نظر البنتاغون، فإن وجود الأكراد في منطقة الرقة لا مبرّر له. وهذا ما أعلنه العسكريون في تشرين الثاني الماضي، معلّلين ذلك بأن الأكراد لم يحاربوا أبداً في «الأراضي العربية». ولهذا السبب، يراهن البنتاغون على العرب السوريين، ولكن يبدو حالياً أن وجهة نظر واشنطن قد تغيّرت.

لذلك، لم يساند الجميع عمليات الهجوم بسبب الأكراد، حتى أن السكان المحليين عارضوا وجود اتحاد «القوى الديمقراطية السورية» خوفاً من التطهير العرقي. ولكن آخرين يعتبرونها إشاعات ينشرها «داعش».

ويضيف الخبير أن أكراد العراق لن يدعموا هجوم إخوانهم في سورية لأن لا حاجة إلى انتظار مشاركة نشطة لأكراد العراق: لديهم مشاكلهم الخاصة في الموصل وكركوك. لذلك لن يحملوا أنفسهم مسؤولية تحرير الرقة. وأكثر من هذا، فقد أعلن ممثلو كردستان العراق، أن الهجوم على الموصل غير متوقع خلال السنة الحالية.

ويذكر أن الرقة سقطت بيد «داعش» في آب عام 2013، ويحتمل وجود نحو 5 آلاف مسلح فيها، يستخدمون المدنيين دروعاً بشرية في الدفاع عن مواقعهم.

«واشنطن بوست»: أوباما يغذّي سرطان الإرهاب

اعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أن خطر الإرهاب ينمو ولن يتوقف في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وأن أميركا تواجه وضعاً أخطر وأكثر تعقيداً بكثير مما كان عليه الحال قبيل 11 أيلول 2001. وقالت إن تنظيمَي «داعش» و«القاعدة» يتنافسان على ضرب أميركا.

وقال الكاتب مارك ثيسين في مقال نشرته الصحيفة إن افتخار البيت الأبيض بإضعاف تنظيم «داعش» في العراق وسورية كافتخار المريض بتقليل خطر السرطان على أحد أعضائه في وقت ينتشر في أعضاء أخرى.

وأضاف أن الرئيس الأميركي باراك أوباما لو بدأ حربه ضدّ تنظيم «داعش» في مرحلة مبكرة لكان أوقفه من الانتشار في المقام الأول ولما انتشر في كل أنحاء العالم مثلما هو الحال الآن.

ونقل ثيسين عن قناة «CNN» أنّ تنظيم «داعش» ومنذ إعلان «دولة خلافته» في عام 2014 نفّذ تسعين هجوماً في 21 دولة خارج العراق وسورية حصدت أرواح 1390 شخصاً وأصابت أكثر من ألفين بجروح، وأصبح لديه وجود في أكثر من 12 دولة، وأعلن عن قيام «ولايات» تابعة له في الجزائر، وليبيا، ومصر، ونيجيريا، والسعودية، واليمن، وباكستان، وأفغانستان.

ونقل عن «واشنطن بوست» قولها السنة الماضية إنه ومنذ انسحاب معظم القوات الأميركية والدولية من أفغانستان نجح تنظيم «داعش» في تحقيق تقدّم هناك، كما أن تنظيم «القاعدة» عاد مرة أخرى.

وأشار إلى وصف أوباما مقتل زعيم حركة «طالبان» الملا أختر منصور باعتباره محطّة مهمة، قائلاً: لكن الحقيقة أنّ الحركة قد حقّقت مكاسب كبيرة في أفغانستان، وأن تنظيم «القاعدة» هناك أصبح أقوى وأكبر مما كان قبل 11 أيلول.

وأضاف الكاتب أن تنظيم «القاعدة» أعاد أراضيه التي فقدها في اليمن، وفي سورية أصبحت «جبهة النصرة» تمثل أكبر التهديدات ضدّ أميركا من أيّ تنظيم سلفيّ جهاديّ آخر على المدى البعيد، وحتى أكبر من تنظيم «داعش» نفسه، وعموماً ـ يقول الكاتب ـ إن تنظيم «القاعدة» نما أربعة أضعاف خلال السنوات الخمس الماضية.

ويقول ثيسين إن تعقيد الخطر الذي تواجهه أميركا ليس في كون أنه صادر عن تنظيمين بدلاً من واحد كما الحال إبان 11 من أيلول، بل لأن التنظيمين يتنافسان على ضرب أميركا من أجل الحصول على المزيد من المتطوّعين والمزيد من التبرّعات المالية.

وختم الكاتب قائلاً إنّ إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش كانت لها تعويذة بأن تحارب «الإرهاب» خارج أميركا حتى لا تواجهه «هنا»، أما أوباما فقد أوقف تلك التعويذة ليصبح «الخطر» يقترب «منّا» كلّ يوم.

«إندبندنت»: أميركا تتخلّى عن الدعوات إلى رحيل الأسد

تناول الكاتب روبرت فيسك ما يعرف «بتحالف المليشيات السورية المدعوم أميركيا»، والحديث عن تقدّمه على تنظيم «داعش»، ورأى أنّ هذا التحالف كردي إلى حدّ كبير، واستهجن زيارة قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزف فوتيل الجيب الكردي شمال سورية ، وتشجيعه المشاركين في ما سمّاها «حرب أهلية».

وقال فيسك في مقال نشرته صحيفة «إندبندنت» البريطانية إن هذا ما يفعله الجيش الأميركي أيضاً في العراق بتشجيعه المليشيات الشيعية التي تقاتل في ضواحي الفلوجة، لا بل يقدّم الدعم الجوّي لقوات حكومة بغداد التي وصفها بالضعيفة.

وأشار الكاتب إلى لغة جديدة للولايات المتحدة في شأن سورية، كما جاء على لسان فوتيل مؤخراً عندما قال: قطعاً، يجب أن نتحرّك وفق ما لدينا. وتساءل هل هذا معناه أن الكلام المعاد بأن «الأسد يجب أن يرحل» بدأ يتغير، لأننا لم نسمع كثيرين من الأميركيين يقولون هذا الكلام في الآونة الأخيرة ونادراً ما لاحظنا ذلك.

ويعتقد فيسك أن «حملة الأسد يجب أن يرحل» سيتم التخلّي عنها بهدوء، بفضل تنظيم «داعش» الذي هو أكثر بغضاً للأميركيين من حكومة دمشق.

ويرى أنه ليست هناك خطط مستقبلية لسورية، كما في لبنان، لتطويرها بعد الحرب، ولا خطط لسياسة مستقبلية تجاه الأسد، وأن الجيش السوري سيكون له دور في أيّ «سورية جديدة»، وأن هذا ما تدركه روسيا ولذلك تدخلت بهذه الطريقة المأسوية، كما أن خسائر الجيش السوري مرتفعة جداً، وهو السبب الذي ربما دفع موسكو إلى نشر قوتها الجوية في اللاذقية وطرطوس.

وأضاف الكاتب أنه إذا هزم تنظيم «داعش» فيجب أن تكون هناك مخططات لأولئك السوريين الذين قاتلوا على الجانبين، لكن يبدو أن الأميركيين تخلّوا عن القصف الجوّي للروس بعد تذمّرهم منه والرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يخشى قول ما هو واضح بأن حكومة دمشق أفضل من تنظيم «داعش»، وختم بأن الأيام هي التي ستحدّد من سينتصر.

«تايمز»: كرديّات في الخطوط الأمامية لمواجهة «داعش»

نشرت صحيفة «تايمز» البريطانية تقريراً عن ناشطة نسوية كردية تقود المعركة في مواجهة مسلّحي تنظيم «داعش» من أجل تحرير الرقة، أعدّه توم كوغان مراسل الصحيفة في بيروت.

ويقول المراسل إن روجدا فيلات متأثرة بأفكار بسمارك ونابليون وصلاح الدين الأيوبي تقاتل ضدّ متطرّفي تنظيم «داعش» منذ ثلاث سنوات. وهي الآن تقود 15 ألفاً من المقاتلين الأكراد والعرب المدعومين بقوات أميركية خاصة.

وتقول روجدا إن هدفها تحرير النساء السوريات والكرديات من قيودهن وتقاليد المجتمع، وكذلك تحرير سورية من الإرهاب. وتستلهم روجدا نساء قاتلن حتى الموت، ومنهن أرين ماركين التي فجّرت نفسها حتى لا تقع في قبضة مسلّحي تنظيم «داعش» وتواجه الاستعباد.

وقال أحد رفاق روجدا إن معظم المقاتلات أخذن على أنفسهن تعهّداً بالعفة حتى نهاية المعارك مع تنظيم «داعش».

ويعتقد أن هناك عشرة آلاف امرأة كردية في صفوف المقاتلين، بعضهن في ألوية مختلطة، والبعض في ألوية مخصّصة للنساء.

«كمسمولسكايا برافدا»: روسيا تشتري قاعدة سرّية لغوّاصات الناتو

تناولت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية مسألة شراء روسيا قاعدة سرّية لغوّاصات الناتو، مشيرة إلى أن ذلك أصاب الغرب بصدمة.

وجاء في المقال: ثمة مناحة حقيقية في وسائل الأعلام الغربية وشبكات التواصل الاجتماعي، لأن الروس استولوا على قاعدة بحرية ـ حربية سرّية، بناها الناتو في خضمّ الحرب الباردة في ستينات القرن الماضي لمواجهة الاتحاد السوفياتي، وكلّفته مبلغاً ضخماً بمعايير ذلك الوقت ـ 500 مليون دولار. وما يزعج ممثلي الناتو، أنّ السفن الحربية الروسية يمكنها استخدام القاعدة، وليس في وسع أي محكمة طردهم منها. لذلك يعُدُّون ذلك «خيانة» على أقل تقدير.

وقد أنشأ الناتو هذه القاعدة في منطقة نائية في الشمال قرب مدينة ترومسو النرويجية، بحفر أنفاق في الصخور، أنشأ فيها أرصفة محشوّة بالمعدّات اللازمة لاستقبال الغوّاصات ما كان يسمح لها بالاختفاء هناك، وإجراء عمليات صيانة بسيطة والتزوّد بالوقود والمؤن.

إن موقع القاعدة الجغرافي جعل قاعدة «أولافسفيرن» هذه نقطة مهمة جداً لمراقبة سفن الأسطول السوفياتي واعتراضها في بحار القطب الشمالي، إذ كان بإمكانها سدّ الطريق إلى بحر النرويج ونصف الكرة الغربي.

ولكن حلف شمال الأطلسي، بعد تفكّك الاتحاد السوفياتي، لم يعد يستفيد منها، لذلك قرر بيعها في مزاد الانترنت العلني عام 2009، معتقداً أن روسيا لم تعد تشكل خطراً عليه، ومن السهولة الانتصار عليها.

وحين لم يرغب أحد في شراء هذه القاعدة خلال عدة سنوات، جرى تخفيض قيمتها من 12 مليوناً إلى 4.4 ملايين يورو، فاشتراها رجل الأعمال النرويجي غونار ويلهيلمسون.

والمثير في الأمر أن الأمين العام الحالي لحلف الناتو ينس ستولتينبيرغ، هو الذي وقّع صفقة البيع والشراء، حين كان يشغل منصب رئيس وزراء النرويج. ومن المؤكد أنه فرح لتخلصه من هذا الإرث الثقيل. ولكن عندما بدأ يظهر العلم الروسي عند المرسى ثاب ستولتينبيرغ إلى رشده. فقد كانت هنالك سفينتا البحث العلمي الأكاديمي «شاتسكي» والأكاديمي «نيمتشينوف».

وكان ستولتينبيرغ في هذا الوقت قد انتقل إلى العمل في بروكسل، أما السكان المحليون فكانوا مسرورين بوجود السفن الروسية، لأن ذلك سيساعد في نمو اقتصاد القرى القريبة. في حين أن الأمر أقلق العسكريين لأن روسيا بدأت تستعيد قوتها وتعيد بناء أسطولها الحربي، وسيكون بإمكان الغواصات الروسية الظهور في المضايق النرويجية.

ويقول الفريق البحري إينار سكورغين القائد السابق للقوات الشمالية النرويجية: ببيعنا قاعدة الغواصات الوحيدة والمهمة، فقدنا أهم رأس جسر. إنه جنون تام.

وقد حاولت السلطات التحقيق في الموضوع، ولكن ويلهيلمسون أبرز الأوراق الثبوتية كافة، والتي تؤكد شراء رجل الأعمال هذه القاعدة وسداده قيمة الصفقة بالكامل. ووقعت السلطات النرويجية في فخ قرارها بألا أهمية تذكر للقاعدة. وفي النهاية، اعترف الناتو بأن استعادة القاعدة عبر المحاكم غير ممكن.

ووفق المستشار السياسي لوزير الدفاع النرويجي أودون هالفورسين، فإنه يحق لصاحب القاعدة استخدامها بالصورة التي يراها مناسبة، لذلك «ليست لدينا صلاحيات لمنع دخول السفن المدنية إلى القاعدة».

وبعد مضي سنة على شراء ويلهيلمسون القاعدة أي عام 2013، بدأت تظهر السفن التي ترفع العلم الروسي، وهذا يعني أن روسيا اشترت من رجل الأعمال القاعدة كاملة أو قسما منها، أو انه أجرها لروسيا.

هذا افتراض. ولكن ما حاجة روسيا إلى هذه القاعدة؟ وكيف ستستخدمها؟ لا يمكن التكهن بهذا. غير أن حصول روسيا على هذه القاعدة من دون إطلاق رصاصة واحدة أمر مهم جدا، وإذا استمرت الأمور على هذه الشاكلة، فسيكون بالإمكان شراء البنتاغون ومقر الناتو في بروكسل وآخر من يعلم بذلك سيكون جنرالات الناتو.

مساحة القاعدة 25 ألف متر مربع.

مساحة الأرصفة 3000 متر مربع.

عدد غرف النوم 124 غرفة مجهزة بكل مستلزمات الحياة.

والطبع، فإن روسيا تمتلك قاعدة مشابهة في شبه جزيرة القرم. وكذلك تملك مثلها السويد وألمانيا.

بيد أن الصفقة النرويجية الروسية مثيرة، إذا نظرنا إليها من وجهة نظر ضيقة. ولكن الغرابة في أن هذه القاعدة البحرية السرية تستخدمها سفن البحث العلمي الروسية منذ عدة سنوات. لكن الضجة لم تظهر إلا هذه الأيام.

هذا يشير إلى أن الأمين العام للناتو ينس ستولتينبيرغ يطالب أوسلو برفع النفقات الدفاعية إلى 2.2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.

وهناك سبب آخر. أن القاعدة كانت تستخدمها الغواصات الأميركية حتى بداية القرن الحالي. والآن بعدما أعلنت روسيا عن برنامج البحث العلمي في القطب الشمالي، أدرك البنتاغون الخطأ الذي اقترفه بتركه هذا الموقع. لذلك بدأ يحرض النرويج على إخراج روسيا منه.

«تلغراف»: وثائق حول صفقة تجارية مشبوهة لترامب

كشفت صحيفة «تلغراف» البريطانية عن قيام المرشّح عن الحزب الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب بتوقيع صفقة تجارية مثيرة للجدل، أراد منها حرمان الحكومة الأميركية من عشرات الملايين من دولارات الضرائب.

وقالت الصحيفة إن ترامب وافق على استثمار قيمته خمسون مليون دولار في شركة وأعيد كتابة الصفقة كقرض بعد عدة أسابيع فقط.

ويقول الخبراء إن تأثير هذه الخطوة كان للالتفاف على التزامات ضريبية ضخمة، وإنّ وثائق المحكمة التي اطّلعت عليها الصحيفة بأن الصفقة ترقى إلى الاحتيال.

وقال محاسبو ضرائب ومحامون مستقلّون إن الوثائق التي وقّعها ترامب ـ تحتفظ الصحيفة بنُسخ منها كجزء من تحقيق على مدى ثلاثة أشهر ـ شملت علامات حمراء تشير إلى أنّ الصفقة كانت مخالفة للقواعد، ومع ذلك وقّع عليها.

وأشارت الصحيفة إلى أن الشؤون الضريبية لترامب أصبحت تحت المجهر في الأسابيع الأخيرة عندما كسر تقليداً سياسياً أميركيا ورفض الإفصاح عن إقراراته الضريبية قبل الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني المقبل.

ولمّحت الصحيفة إلى أن ترامب، الذي كشف قبل أيام عن أنه كسب أكثر من خمسمئة مليون دولار السنة الماضية، تفاخر في وقت سابق بكيفية دفعه القليل من الضرائب قدر الإمكان.

ونقلت الصحيفة عن خبراء مستقلين راجعوا نسخاً من الاتفاق النهائي قولهم إن الوثائق تبدو أنها استثمار في الأسهم، متخفّ في شكل قرض من أجل تجنّب دفع الضرائب على الأرباح التي كان من المتوقع أن تحصل عليها شركة إيسلندية في شراكة مع ترامب.

«فايننشال تايمز»: تعيين ليبرمان وزيراً للدفاع يشلّ مستقبل «إسرائيل»

نشرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية مقالاً قالت فيه إنّ المراقبين لم يتوقّعوا أن يستطيع رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو فعل المزيد لحَرف حكومته باتجاه اليمين، لكنّه بتعيينه آفيغادور ليبرمان وزيراً للدفاع يكون قد خالف توقعاتهم.

وترى الافتتاحية أن هذه الخطوة ستؤدّي إلى توتر علاقات «إسرائيل» الدولية، خصوصاً مع الولايات المتحدة الأميركية، وستقضي على أيّ إمكانية لعودة نتنياهو إلى محادثات السلام.

وكانت خطوة نتنياهو مناورة سياسية لتعزيز قوة ائتلافه الحكومي في «الكنيست»، فبانضمام حزب «إسرائيل بيتنا» إلى الائتلاف يزيد عدد مقاعد نوابه في «الكنيست» من 61 إلى 66، بحسب الافتتاحية.

وتقول الصحيفة إن نتنياهو فكّر في إمكانية عقد صفقة مع يتسحاق هرتزوغ «زعيم المعسكر الصهيوني» في البداية، لكن هذا كان سيتطلب منه الالتزام بالعملية السلمية.

وليبرمان الذي يعيش في إحدى المستوطنات، سبق أن تولى وزارة الخارجية في حكومة نتنياهو. وكان قد طالب بالإطاحة بحركة «حماس» التي تحكم غزّة، وتنفيذ حكم الإعدام في من يدانون بالإرهاب. وكذلك أثنى على فعل جنديّ «إسرائيلي» قام بإطلاق النار على جريح فلسطيني وقتله. ووصفه نتنياهو نفسه بأنه «رجل خطير».

وترى الافتتاحية أن تعيين ليبرمان لم يكن موضع ترحيب من أصدقاء «إسرائيل» في الخارج، وأثار اعتراضات في الدوائر السياسية والعسكرية في الداخل أيضاً.

وقال موشيه يعالون، سَلف ليبرمان في وزارة الدفاع إنه قلق على مستقبل «إسرائيل» بسبب تعيين ليبرمان. أما رئيس الوزراء السابق إيهود بارك، فذهب إلى القول إن الحكومة «الإسرائيلية» تلوّثت ببذور الفاشية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى