الأسد: الإرهاب يريد ضرب نسيجنا الاجتماعي.. ولافروف: الدعوة إلى تغيير النظام نفاق

أكّد الرئيس السوري بشار الأسد أنّ هدف الإرهاب التي تتعرض له سورية هو نشر الفكر والممارسات التكفيرية المتطرفة بهدف ضرب النسيج الإجتماعي المتنوع.

بحسب وكالة «سانا» فقد بحث الرئيس السوري أمس مع رئيس أساقفة قبرص كريسوستوموس الثاني، الأوضاع التي تمر بها سورية إضافة إلى العلاقات بين البلدين وأهمية تطويرها في مختلف المجالات.

وأوضح الأسد أنّ «أحد الأهداف الرئيسية للهجمة الإرهابية غير المسبوقة التي تتعرض لها سورية، هو نشر الفكر والممارسات التكفيرية المتطرفة بهدف ضرب النسيج الاجتماعي المتنوع»، مشدداً على أنّ التجربة القاسية التي يمر بها الشعب السوري زادت من تمسكه بتنوعه ووحدته.

من جهته أكّد رئيس أساقفة قبرص على أهمية العمل لتمتين علاقات بلاده مع سورية ما يعود بالفائدة على شعبي البلدين، مشيراً إلى أنّ من مصلحة جميع الدول الأوروبية أيضاً أن تعيد النظر في علاقاتها مع سورية وترفع الحصار المفروض عليها والذي يزيد من معاناة السوريين.

ولفّت كريسوستوموس إلى أنّ ما شاهده والوفد المرافق له خلال زيارتهم لسورية يؤكد أنّ السوريين ماضون نحو الخروج من الأزمة والانتصار على الإرهاب.

في الإطار ذاته استقبل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، رئيس اساقفة قبرص كريسوستوموس الثاني والوفد المرافق له.

وأشار المعلم إلى دور تركيا في تدريب وتمويل وتسليح وإيواء إرهابيي تنظيمات «داعش» و«جبهة النصرة» وغيرهما من التنظيمات الإرهابية مؤكداً أنّ الشعب السوري صمد وتصدى للإرهاب والفكر المتطرف، بفضل التفافه حول جيشه وقيادته وتمسكه بوحدة سورية وسيادتها، داعياً إلى نقل الصورة الحقيقية للأوضاع في سورية إلى العالم.

إلى ذلك، وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الدعوات إلى تغيير النظام في سورية بأنها منافقة، معيداً إلى الأذهان العبر التي جاءت بها أزمتا العراق وليبيا، واستطرد قائلاً «يظهر استمرار الدعوات المنافقة إلى تغيير النظام في سورية، على الرغم مما حصل في العراق إثر إسقاط صدام حسين وفي ليبيا إثر قتل القذفي بطريقة وحشية، إنّ أولئك الذين يتمسكون بهذه المواقف ليسوا إلا أوغاداً، أو ربما أنذالاً يتمتعون بذلك، أو ربما يضعون صوب عيونهم تدمير الدول والمناطق لتحقيق أهداف نفعية».

وأكد الوزير الروسي أنّ «تنظيم «داعش» لا يكتفي باضطهاد المسيحيين، بل يقوم عناصره بقطع رؤوس الشيعة بنفس الشراسة، وهم يدمرون ويدنسون المقدسات المسيحية والشيعية على حد سواء».

و أشار إلى أنّ المسلمين السنة يعانون أيضاً من جرائم التنظيم، الذي يعتمد «معايير خاصة» اتجاه السنة، انطلاقاً من أيديولوجيته التي لا مكان فيها لمعظم المسلمين. وأردف قائلاً «كلنا ندرك أن أولئك الذين يترأسون هذا التنظيم ويلهمونه، ليسوا متدينين على الإطلاق. إنهم ليسوا إلا أشخاصاً يحاربون من أجل السلطة والأراضي. ويسعى «داعش» في طليعة التنظيمات الإرهابية الأخرى، لإنشاء دولة خلافة تمتد من لشبونة إلى باكستان».

وذكر لافروف أنّ ضباطاً سابقين من جيش صدام حسين، يمثلون اليوم أساس القدرات العسكرية لـ«داعش». وتابع قائلاً «الأمريكيون حلوا الجيش والقوات الأمنية العراقية، وتركوا ذوي الخبرة القتالية العالية، بلا لقمة عيش. والجميع يدركون ذلك جيداً اليوم».

وفي شأن متصل، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، أنّ لقاء ثلاثياً يجمع روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة حول سورية سيعقد في جنيف اليوم الثلاثاء، متوقعاً تحقيق تقدم خلاله.

وأشار الدبلوماسي الروسي تعليقاً على الاجتماع حول سورية في وقت سابق، إلى أنّ موسكو تنظر بشكل بناء إلى اللقاء المرتقب وتتوقع تبني واشنطن في المقابل موقفاً بناء وتحقيق تقدم في العملية السورية.

من جهتها، أعلنت جيسي شاهين المتحدثة باسم المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي مستورا، أنّ الأخير سيعقد لقاء في جنيف مع ممثلين عن روسيا والولايات المتحدة في محاولة لتحريك الحوار السوري السوري.

وقالت شاهين إن «اللقاء سيعقد غداً في جنيف وسيلتقي دي ميستورا الموفد الأميركي لسورية مايكل راتني ونائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف».

إلى ذلك، اتهمت معارضة «مجموعة حميميم» التي تمثل «المعارضة الداخلية» في سورية، مجموعة الرياض بعرقلة المباحثات حول الأزمة السورية وتأجيلها لحين انتخاب الرئيس الأميركي الجديد.

وقال رئيس مجموعة حميميم إليان مسعد «في هذه المرحلة، تتمثل المهمة الرئيسية لهذه المنظمة مجموعة الرياض بشكل مستمر بتأجيل المفاوضات بخصوص إنهاء الصراع في سورية، حيث ستستمر المفاوضات على الأقل حتى انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة».

مسعد أضاف أنّ مجموعة الرياض ليست مستقلة فهي تعبر عن موقف العربية السعودية، وتركيا، وقطر اتجاه الوضع السوري، وقال «لولا تدخل تركيا والسعودية، لاستطاعت روسيا والولايات المتحدة منذ فترة طويلة خلق أرضية خصبة للحوار»، كما أعرب مسعد عن عدم تفاؤله بشأن المفاوضات مستقبلاً.

ميدانياً، أعلن «مجلس منبج العسكري الإثنين» التابع لـ«قوات سورية الديمقراطية»، أمس، عن مبادرة جديدة تتضمن خروجاً آمناً للمدنيين من المدينة وإطلاق سراح المعتقلين لدى «داعش».

وتضمنت المبادرة المذكورة عدة بنود «أولاً السماح لكل المواطنين المدنيين بمن فيهم الجرحى بالخروج الآمن عبر ممرات آمنة إلى المناطق المحررة من قبل قوات سورية الديمقراطية».

«ثانياً- مقابل ذلك ستسمح قوات مجلس منبج العسكري وريفها لتنظيم «داعش» بإخراج جرحاه ومن يرغب بالخروج معهم إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة التنظيم». «ثالثاً إطلاق سراح كل المعتقلين لدى «داعش» في مدينة منبج مهما كانت تهمهم». «رابعاً لتطبيق هذه المبادرة وتنفيذها والتوافق حول تفاصيلها يقوم «داعش» بإرسال وفد من وجهاء منبج المعتبرين والمعروفين يمثل أهل منبج للتباحث في الأمر».

وفي السياق، أعلن مصدر عسكري سوري، أمس، فرض الجيش السوري سيطرته على عدد من كتل الأبنية في منطقة الليرمون، وقال «نفّذت عمليات عسكرية في منطقة الليرمون شمال مدينة حلب استعادت خلالها السيطرة على 33 كتلة بناء ومعمل بعد القضاء على عدد من الإرهابيين في حين فرّ العشرات منهم باتجاه الحدود التركية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى