إعلان خطة التنسيق الروسي الأميركي مطلع الشهر المقبل ومصير الأسد ليس للنقاش

أعلن ممثل روسيا الدائم لدى مقر الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، أليكسي بورودافكين، أنّ موسكو تعتقد أنّ واشنطن لم تعد تطالب باستقالة الأسد فوراً، وقال «أجل بدون شك نحن ندرك ونعرف أن الولايات المتحدة لم تعد تتحدث عن استقالة فورية للأسد».

بورودافكين أضاف «لقد عدّلت واشنطن بعض الشيء موقفها من هذا الموضوع وهو بات الآن يتلخص في أنه لم يعد لدى الأسد أيُّ مستقبلٍ سياسي في سورية، ولكن على الرغم من ذلك لم تعد واشنطن تطالب بأن يقدم الرئيس الأسد استقالته على الفور».

ووفقاً للدبلوماسي الروسي، فقد تبين أنّ إعلان مجموعة الرياض المعارضة حول ضرورة تقديم الرئيس الأسد استقالته فوراً، أعطى نتائج عكسية ولم يعد يحظى بأي تأييد من الشركاء الغربيين في المنطقة، لأن الجميع أدركوا أنّ رحيل الأسد يهدد بتكرار السيناريو الليبي والعراقي في سورية.

التصريحات الروسية جاءت في وقت، قال المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، أمس، إنه يسعى لعقد جولة ثالثة في جنيف بين الأطراف السورية قبل نهاية آب المقبل.

وأكّد دي ميستورا إنّ وزيري الخارجية الأميركي والروسي، اتفقا على خطوات في موسكو وسيقومان بتنفيذها قريباً، مضيفاً أنه طبقاً لقرارات الأمم المتحدة فإنّ «جبهة النصرة» و»داعش» هما منظمتان إرهابيتان.

و خلال مؤتمر صحفي في جنيف أكّد المبعوث الأممي تحقيق تقدم بشأن اللقاء الثلاثي بين موسكو وواشنطن والأمم المتحدة حول الأزمة السورية، مؤكداً أنّ الوفدين الروسي والأميركي سيواصلان العمل على توضيح التفاصيل التقنية في الأيام القليلة المقبلة.

المبعوث الأممي أشار إلى أنّ الأمم المتحدة لا تربط استئناف المفاوضات السورية بتحسين الوضع في حلب ودمشق، ولكنها تأمل في تحقيق تقدم هناك في الأيام المقبلة، مؤكداً أنّ فريق العمل الخاص بوقف القتال سيبحث الوضع في حلب ودمشق في 28 تموز.

ويأتي هذا الاجتماع بعد لقاء ثنائي بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ونظيره الروسي سيرغي لافروف على هامش اجتماع دول جنوب شرق آسيا، حيث أكّد كيري إنّه يأمل أن يتم إعلان تفاصيل خطة أميركية بشأن تعاون عسكري، أوثق ومشاركة معلومات مخابراتية مع روسيا مطلع آب المقبل، مشيراً إلى إحراز تقدم في الأيام القليلة الماضية بشأن المضي قدماً في الخطة.

ويتضمن المقترح الأميركي مشاركة معلومات المخابرات بين واشنطن وموسكو لتنسيق الضربات الجوية ضد «جبهة النصرة» المتحالفة مع تنظيم «القاعدة» ومنع القوات الجوية السورية من مهاجمة جماعات المعارضة المعتدلة.

كيري دافع عن الاقتراح برغم التشكك العميق الذي أبداه كبار القادة العسكريين ومسؤولي المخابرات الأميركيين اتجاه التعاون مع روسيا، وقال «آمل أن نكون مطلع آب في وضع يؤهلنا للوقوف أمامكم وإخباركم ما الذي يمكننا فعله، على أمل أن يصنع هذا فرقاً في حياة الشعب السوري ومسار الحرب».

وأثناء المناقشات حدد كيري مع لافروف المرحلة المقبلة في تطبيق الخطة، وتشمل سلسلة من الاجتماعات على المستوى التقني لتهدئة مخاوف الجيش الأميركي والمخابرات، وقال «نقوم بواجبنا.. وقد أنجز الكثير من العمل في الأيام القليلة الماضية وأقول لكم إنه تمّ بنجاح».

من جهته، أعرب وزير الخارجية الروسي عن قناعته بأنّ الاتفاقات التي تمّ التوصل إليها مؤخراً مع نظيره الأميركي، من شأنها أن تضمن تنصل المعارضة السورية المعتدلة من «داعش والنصرة».

لافروف قال، أمس، إثر لقاءه مع كيري، إنه في حال تطوير الاتفاقات التي تمّ التوصل إليها، وفي حال تنفيذ هذه الاتفاقات فعلاً، فستضمن تلك الاتفاقات تنصل المعارضين المعتدلين من «داعش» و»جبهة النصرة»، وقال»إننا بحثنا ما يجب علينا أن نقوم به لكي يبدأ تنفيذ هذه الاتفاقات في إطار عمليات القوات الجويّة والفضائية الروسية وسلاح الجو الأميركي والتحالف الدولي الذي يقوده».

وأوضح الوزير الروسي أنّ الاتفاقات مع واشنطن تتعلق بخطوات عملية يجب اتخاذها من أجل محاربة الإرهابيين في سورية بفعالية، وعدم السماح بتواجد من يطلق عليهم «المعارضون المعتدلون» في الأراضي الخاضعة لسيطرة الإرهابيين.

وتابع أنّ هؤلاء يريدون المشاركة في نظام الهدنة، ويسعون في الوقت نفسه للسماح لتنظيمي «داعش» والنصرة» بالاستفادة من هذا النظام والحيلولة دون تكبد التنظيمين أيّ خسائر.

وفي معرض تعليقه على نتائج لقائه بكيري في لاوس، قال لافروف إنّ الجانب الأميركي ما زال يؤكد لموسكو أنه قادر على الفصل بين المعارضة السورية المعتدلة والتنظيمات الإرهابية، على الرغم من فشل واشنطن في إحراز هذه المهمة منذ أشهر.

كما تناول لافروف في تصريحاته موضوع المفاوضات السورية في جنيف، مشدداً على ضرورة استئنافها في أقرب وقت. لكنه أكّد أنّ مواقف الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن معارضة الرياض وإصرارها على طرح إنذارات في سياق الحوار، تعرقل استئناف المفاوضات.

واستطرد قائلاً «تتخذ ما تسمى الهيئة العليا للمفاوضات حتى الآن موقفاً غير بناء، وهي لا تطرح أيّ اقتراحات، بل تقدم إنذارات لا يمكن أن تؤدي إلى شيء إيجابي، وتصر على رحيل الأسد، لنرى بعد ذلك ما نفعل مع العملية السياسية. إنه موقف لا يؤدي إلا إلى طريق مسدود».

ميدانياً، سيطر الجيش السوري على منتجع الكاستيلو و كراجات الليرمون شمال حلب، و أمّن خطوطه ونقاطه على طريق الكاستيلو، وفتح الطريق للتوجه غرباً باتجاه بلدة كفرحمرة في الريف الشمالي للمدينة.

و يأتي هذا التقدم بعد ساعات من سيطرة الجيش على اثني عشر معملاً في منطقة الليرمون الصناعية، واستهدافه مقار الجماعات المسلحة في حي الراشدين غرب حلب.

في غضون ذلك، وجهت القيادة العامة للجيش السوري مجموعة من الرسائل النصية عبر أجهزة الخليوي إلى المواطنين والمسلحين في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، تدعوهم فيها للانضمام إلى المصالحات الوطنية وطرد المرتزقة الغرباء وتحدد لهم ممرات آمنة وأماكن إقامة مؤقتة لمن يرغب بالخروج.

كما تضمنت تلك الرسائل طمأنة للمواطنين في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، وأكّدت قيادة الجيش السوري حرصها على تأمين متطلباتهم المعيشية لكافة المواطنين، كما دعّت المسلحين إلى ترك السلاح وتسويّة أوضاعهم قبل فوات الأوان.

ومع سيطرة الجيش السوري على طريق الكاستيلو يكون أطبق الخناق بشكل كامل على التنظيمات المسلحة داخل مدينة حلب وقطعها كلياً عن الريف.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى