هل تقطف ميركل ثمار «إنسانيتها» إزاء تدفّق اللاجئين؟

أُطلقَت وتُطلق تحذيرات كثيرة من عودة الإرهابيين الذين تدفقوا إلى سورية والعراق من كل أصقاع العالم، إلى الدول التي أتوا منها، ومن ارتكابهم أعمالاً إرهابية في تلك الدول. لكن هذه التحذيرات لم تكن تلقى آذاناً صاغية. وبدأ الإرهاب يفتك في تلك الدول، لا سيما فرنسا.

ومع فتح باب الهجرة إلى أوروبا عبر تركيا واليونان، حذّر كثيرون من اندساس إرهابيين بين المهاجرين، بينما ألمانيا بشخص مستشارتها آنجيلا ميركل، فأعلنت بكلّ «إنسانية» سياسة «فتح الذراعين» لاستقبال الهاربين من ويلات الحرب. ومع حلول الإرهاب ضيفاً دموياً على المدن الألمانية، بدأت ميركل تجني ثمار سياستها.

في هذا الصدد، كتبت صحيفة «تلغراف» البريطانية في افتتاحيتها أمس أن ألمانيا تعيش حالة خطيرة من الإنكار في شأن الهجرة والإسلام والإرهاب، وذلك على خلفية الهجمات الدامية على مدنيين ألمان الأسبوع الماضي من قبل أربعة رجال من الشرق الأوسط أو من أصل آسيوي. وأشارت الصحيفة إلى تلميح وزير داخلية ولاية بافاريا يواكيم هيرمان إلى أن هذه الهجمات تثير تساؤلات في شأن سياسة الهجرة التي سمحت لأكثر من مليون مهاجر بدخول ألمانيا من دون مراجعة أمنية تذكر في السنة الماضية، كثيرون منهم من سورية والعراق وأفغانستان.

أما صحيفة «تايمز» البريطانية، فنشرت مقالاً لديفيد كروس لاند بعنوان «ميركل تواجه ردود فعل غاضبة في شأن المهاجرين». وقال الكاتب إن المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل تواجه مطالبات غاضبة لإنهاء سياسة الترحيب المفتوحة بالمهاجرين بعد قيام أحدهم بتنفيذ عملية انتحارية في البلاد. وأضاف أنّ ألمانيا كانت ـ لسنوات عدّة ـ بمنأى عن الهجمات الإرهابية التي تعرّضت لها إسبانيا وبريطانيا وفرنسا وبلجيكا. وأوضح الكاتب أنه في الانتخابات المرتقبة السنة المقبلة، فإن ميركل لن تستطيع التغاضي عن قلق ألمانيا من استيعاب مليون لاجئ سمح لهم بالدخول إلى البلاد.

وفي الشأن التركي، تطرّقت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية إلى قرار أردوغان حلّ الحرس الرئاسي، مشيرة إلى نيّته تغييرَ بنية الجيش وتقليصَ صلاحيات هيئة الأركان العامة. وقالت الصحيفة: أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الجمعة 22 تموز الجاري، بعد فشل المحاولة الانقلابية، عن نيّته تغيير بنية الجيش. ومن جانبه، أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم في اليوم التالي عن حلّ الحرس الرئاسي، وعن تقليص صلاحيات هيئة الأركان العامة.

«إيزفستيا»: قوات ساحلية خاصة في الأسطول الحربي الروسي

نشرت صحيفة «إيزفيستيا» الروسية مقالاً عن إنشاء قوات ساحلية خاصة تابعة للأسطول الحربي الروسي، مهمتها مكافحة المجموعات التخريبية.

وجاء في المقال: تم إنشاء فصيلتين من القوات الخاصة الساحلية، مهمتهما ليس فقط مكافحة المجموعات التخريبية المعادية في المياه الساحلية والمتاخمة، لا بل تنفيذ مهمات تخريبية في مواقع العدوّ القريبة من الساحل. وستزوّد هذه الوحدات بقوارب حديثة تصل سرعتها إلى 80 كيلومتراً في الساعة، ويمكنها العمل حتى في حالة هيجان البحر، وكذلك بطائرات من دون طيار من نوع «تاخيون»، القادرة على اكتشاف أفراد العدوّ على عمق عدة أمتار تحت سطح الماء.

وقال ممثل وزارة الدفاع لـ«إيزفستيا» إن فصيلتين من هذه القوات قد شُكّلتا: إحداهما في أسطول المحيط الهادئ، والثانية في شبه جزيرة القرم. وبحسب قوله، فإن الفصيلتين تجريبيتان ومهماتهما الأساسية، إضافة إلى حماية السواحل من المجموعات التخريبية المعادية، إرسال مجموعات استطلاعية إلى مؤخرة العدو.

وأضاف: نحن نختبر حالياً بنية الفصيلتين التنظيمية وكذلك الزوارق وطائرات «تاخيون» وغير ذلك من نماذج الأسلحة والمعدّات العسكرية، التي ستزوّد بها هذه القوات الخاصة.

من جانبه، أشار مدير مركز الدراسات البيئية إيفان كونوفالوف إلى أن المياه الساحلية والمتاخمة منطقة الساحل الذي تغطيه مياه البحر عند المد وتجف عند الجزر منذ زمن تستخدمها القوات الخاصة في عدد من البلدان.

وأضاف أنه بالنظر إلى صعوبة تغطية السواحل بالكامل، فإن من السهل إنزال مجموعات تخريبية استطلاعية خلف خطوط العدو ومهاجمة مواقعه الساحلية.

وبحسب قوله، توجد في الأسطول البحري الحربي للولايات المتحدة ثلاث مجموعات من القوات الخاصة مزودة بقوارب خاصة للعمل في المياه الساحلية. أما في بريطانيا، فإضافة إلى القوات الخاصة في الأسطول، تعمل في منطقة السواحل مجموعات يطلق عليها «مجموعات الزوارق» ضمن كل سرب من الفوج الـ22 من القوات الجوية الخاصة « SAS»، ذائع الصيت.

ويذكر أن القوات الساحلية الخاصة ظهرت للمرة الأولى في القوات المسلحة الأميركية أثناء حرب فييتنام حيث كان وزير خارجية الولايات المتحدة الحالي جون كيري من بين أفضل قادة الزوارق، لذلك منح نجمتين فضية وبرونزية.

ويفترض مؤرخ البحرية دميتري بولتينكوف أن تزود كل فصيلة من هذه القوات بزورقين أو ثلاثة من طراز «غراتشونوك» وأكثر من 10 زوارق لإنزال المجموعات خلف خطوط العدوّ وكذلك لإجلاء ودعم القوات الخاصة.

ومن المحتمل جداً أن تكون هذه الزوارق من نوع «رابتور» أو «بي كي 16» أو «بي كي 18». وهذه الزوارق يمكنها إطلاق النار على مواقع العدو الساحلية.

«تلغراف»: ألمانيا تعيش إنكاراً خطيراً للهجرة والإرهاب

كتبت صحيفة «تلغراف» البريطانية في افتتاحيتها أمس أن ألمانيا تعيش حالة خطيرة من الإنكار في شأن الهجرة والإسلام والإرهاب، وذلك على خلفية الهجمات الدامية على مدنيين ألمان الأسبوع الماضي من قبل أربعة رجال من الشرق الأوسط أو من أصل آسيوي.

وأشارت الصحيفة إلى تلميح وزير داخلية ولاية بافاريا يواكيم هيرمان إلى أن هذه الهجمات تثير تساؤلات في شأن سياسة الهجرة التي سمحت لأكثر من مليون مهاجر بدخول ألمانيا من دون مراجعة أمنية تذكر في السنة الماضية، كثيرون منهم من سورية والعراق وأفغانستان.

وقالت الصحيفة إن إثارة مثل هذه التساؤلات قد تبدو منطقية ومعقولة، وانتقدت النقاش السائد في ألمانيا في شأن قضايا الهجرة والاندماج والأمن وقال إنه لا يسير دائماً وفقاً للمنطق أو الحس السليم. وأضافت أن الجدل السياسي في مثل هذه القضايا هو نوع من التكتم الذي يجب أن ينتهي لأنه يخاطر بإحداث ضرر حقيقي.

وأشارت الصحيفة إلى أن الديمقراطيات الغربية تمر الآن بأحداث سياسية كانت تعتبر غير واردة في السابق، وأن المؤسسات السياسية التي تتجاهل وتسخر من مخاوف الناخبين في شأن قضايا الهجرة والتماسك الثقافي تقوم بترحيل المشاكل إلى المستقبل وهذه المخاوف لا تختفي لمجرد أن السياسيين يرفضون الاعتراف بها.

وختمت بأنه يجب على السياسيين الرئيسيين معالجة تلك المخاوف بعقلانية وهدوء، وإلّا فإن المستفيد الوحيد هو الفصائل المتطرفة الأكثر ميلاً إلى استغلال المشاكل الاجتماعية بدل إيجاد حل لها.

«تايمز»: ميركل تواجه ردود فعل غاضبة في شأن المهاجرين

نشرت صحيفة «تايمز» البريطانية مقالاً لديفيد كروس لاند بعنوان «ميركل تواجه ردود فعل غاضبة في شأن المهاجرين». وقال الكاتب إن المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل تواجه مطالبات غاضبة لإنهاء سياسة الترحيب المفتوحة بالمهاجرين بعد قيام أحدهم بتنفيذ عملية انتحارية في البلاد.

وأضاف أنّ ألمانيا كانت ـ لسنوات عدّة ـ بمنأى عن الهجمات الإرهابية التي تعرّضت لها إسبانيا وبريطانيا وفرنسا وبلجيكا.

وأردف أنّ الأيام السبعة الأخيرة وضعت الحياة في ألمانيا في خطر، إذ اضطر الألمان إلى تجنب المواصلات العامة والأماكن المكتظة بالناس، وكذلك عدم حضور المناسبات العامة والاحتفالات التي تقام في ميونيخ.

وأوضح الكاتب أنه في الانتخابات المرتقبة السنة المقبلة، فإن ميركل لن تستطيع التغاضي عن قلق ألمانيا من استيعاب مليون لاجئ سمح لهم بالدخول إلى البلاد. وأشار إلى أن مقولة ميركل الشهيرة «بإمكاننا ذلك» ستدينها، وستواجه ضغوطاً متزايدة للتدقيق في أوراق اللاجئين وطرد من يرتكب جرائم إلى خارج البلاد.

واعتبر كاتب المقال أن أزمة اللاجئين ساهمت في تراجع شعبية ميركل، إذ إن أكثر من نصف الألمان يعارضون سياستها المتمثلة بالحدود المفتوحة.

«أرغومينتي إي فاكتي»: أردوغان يغامر بتكرار مصير صدّام حسين

نشرت صحيفة «أرغومينتي إي فاكتي» الروسية مقالاً بقلم رئيس مركز المعلومات السياسية آلِكسي موخين، يتنبأ فيه بما ينتظر تركيا بعد تجميدها العمل بالاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.

وجاء في المقال: بدعوته الإسلامويين الراديكاليين للخروج إلى الشوارع للدفاع عن سلطته، وبتمديده صلاحياته إلى أقصى الآجال، حدّد الرئيس التركي أردوغان نموذج تركيا الذي يعمل من أجل بنائه. أي أنّ المفاوضات التي استمرت عقوداً عدة في شأن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أصبحت في خبر كان.

وإذا كانت النار إلى وقت قريب تضطرم في عيون أنصار الرئيس التركي، وتعكس وهج الباب العالي أيام زمان حيث كان الحديث يدور تقريباً عن إحياء الإمبراطورية العثمانية، فإنه ومع مرور الوقت، أصبح واضحاً أن أردوغان وجماعته ببساطة لم ينجحوا في هذا المجال. والسبب الرئيس في ذلك إنشاء مشروع تجاري كان أحد أجزائه الأرباح الواردة من نشاط «داعش». وهذا بالذات هو الذي أجبر أردوغان على أن يكون قريباً من مصافحة ساسة أوروبا والولايات المتحدة.

ولكن، بوجود أردوغان، لم يعد يشعر بالراحة أولئك الذين كانت تبيعهم تركيا النفط والأعمال الفنية، وعملياً كان تزودهم بالعبيد على شكل مهاجرين. وهذا يدركه الرئيس التركي. لذلك تم تجميد المشروع العثماني الجديد موقتاً. كما تم تجميد مشروع التكامل مع الاتحاد الأوروبي، الذي بدأ منذ انطلاق المناوشات الكلامية بين تركيا وشركائها الأوروبيين بسبب إقامة نظام حكم شمولي بنكهة إسلامية في تركيا، له شكل خاص شبيه بالرايخ أو الخلافة.

وعموماً، ردّ أردوغان على ملاحظات المسؤولين الأميركيين والأوروبيين كافة حول عدم جواز انتهاك حقوق الإنسان في تركيا بإطلاق «نيران بيزنطية» من جميع سفنه. أي أنه خطى بضع خطوات على طريق قطع العلاقات معهم متوقعاً أن يقلق هذا الرد السلبي وغير المماثل الغرب ويدفعه إلى عدم الاهتمام بالأحداث التركية ويحول دون انتقادها بشدة.

وإن كل ما يرمي اليه أردوغان حالياً هو إعادة بناء النظام السياسي في تركيا، ليستطيع «تنظيف» تركيا قدر الإمكان من أنصار عدوه اللدود غولن. ومن أجل ذلك، فهو يحتاج إلى بضعة أشهر لتنفيذ هذا الأمر باستخدام القمع والتطهير. لذلك، فإن آخر ما يريده تركيز الغرب اهتمامه على هذه المسألة الحساسة.

وإذا تحقق هذا الأمر، فسوف نرى تركيا دولة ذات نظام حكم شمولي واسع وشعب خائف مستعد للتوسع في سورية وأرمينيا وأوكرانيا… سنرى ماكينة حربية مستعدة للتوسع وتوسيع المساحة من أجل تحقيق «المشروع العثماني الجديد». أما القضية الكردية، فهي المشكلة الثانية التي يجب على أردوغان تسويتها في المستقبل القريب. وسيكون عليه دفن فكرة استقلال كردستان، التي برزت وتطورت بسرعة حالياً نتيجة ضعف الحكم في العراق وسورية ما ساعد في انتقال فكرة الانفصال إلى أكراد تركيا. وفي هذا الصدد، فإن أردوغان يغامر بهذا الشكل أو ذاك بأن يلقى المصير المأسوي لصدام حسين، الذي كان له الشرف في أن يكون في البداية حليفاً للولايات المتحدة، وبعدئذٍ عدوّها اللدود، والذي تعثَّر أيضاً بما يسمى «المسألة الكردية.

وأخيراً، المشكلة الثالثة التي يواجهها أردوغان هي خلق الظروف لإنشاء اتحاد إقليمي لا يلزمه بشيء، يضم البلدان التي يريدها في هذه المرحلة أن تبقى محايدة ـ روسيا إيران وسورية.

هذا، ويشار إلى أن أردوغان يعتقد أنه ذكي وسياسي محنك ووريث العثمانيين والبيزنطيين. لذلك، يجب أن ننتظر منه قريباً خيارات ومقترحات غير متوقعة. ولكن الأمر الوحيد الذي سيبقى ثابتاً، أنه سيستمر في تصفية خصومه في كل مكان كلّما كان ذلك ممكناً.

«نيزافيسيمايا غازيتا»: أردوغان يسرِّح إنكشارييه

تطرّقت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية إلى قرار الزعيم التركي حلّ الحرس الرئاسي، مشيرة إلى نيّته تغييرَ بنية الجيش وتقليصَ صلاحيات هيئة الأركان العامة.

وجاء في المقال: أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الجمعة 22 تموز الجاري، بعد فشل المحاولة الانقلابية، عن نيّته تغيير بنية الجيش. ومن جانبه، أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم في اليوم التالي عن حلّ الحرس الرئاسي، وعن تقليص صلاحيات هيئة الأركان العامة، وقال: من الآن فصاعداً، لن يكون رئيس هيئة الأركان شخصية مستقلة، بل سيكون تابعاً لوزارة الدفاع. وأضاف أنه سوف يعلن لاحقاً عن الإصلاحات الأخرى التي ستُجرى في القوات المسلحة.

وغنيّ عن القول أن قرار حل الحرس الرئاسي كان متوقعاً لأن 300 ضابط متآمر من بين 2500 ضابط في الحرس الرئاسي، كانوا متآمرين. وقد اعتقل منهم 283 فوراً. وبحسب قول يلديريم، فإن عدداً من ضباط الحرس كانوا ضمن مجموعة الضباط الذين استولوا على محطة تلفزيون «TRT» الحكومية التركية، وأجبروا المذيعة على بثّ بيان في شأن إعلان الأحكام العرفية وحظر التجوّل في البلاد. وهذا يثبت ضلوعهم في المؤامرة.

والمثير هنا، أن الانكشارية في الامبراطورية العثمانية، أي المسلّحين المقرّبين من السلطان والموالين له الذين كانوا مسؤولين عن حياته، لم يكن دورها إيجابياً دائماً. فقد تمرّد أفراد الانكشارية خلال مراحل مختلفة من عمر الامبراطورية وقتلوا السلاطين أو أطاحوهم.

ويبدو أن أردوغان الذي يريد إحياء عظمة البلاد، أخذ العبرة من الدروس التاريخية للامبراطورية. لا سيما أنه في عام 2012، عندما كان يشغل منصب رئيس الحكومة ضبط حرس الانكشارية وهم يقومون بتنصّت شامل، ولم يُعلن رسمياً لمصلحة من كان وراء ذلك التنصّت. ولكن وسائل الإعلام تفترض أن هذا التنصّت كان لمصلحة الاستخبارات «الإسرائيلية» والأميركية، التي لم تكن مرتاحة لأفكار الطورانية الكبرى لدى رئيس الوزراء.

حينذاك استبدل أردوغان حرسه الشخصي بـ«انكشاريين» جدد، كانت مهمتهم الأساسية حمايته بعدما أصبح رئيساً للبلاد. ولكن الحرس الشخصي خان رئيسه من جديد. إذاً، من سيحمي الرئيس أردوغان وغيره من المسؤولين المقربين إليه في الدولة؟ ذلك غير معروف. ولكن، يبدو أن النهج الذي بدأه الرئيس التركي بإبعاد العسكر عن التدخل في السياسة سيستمر، خصوصاً أن غالبية الجنرالات وضباط الجيش التركي، الذين درسوا في الولايات المتحدة، يعدُّون من النخبة، وهم متأثرون بالقيم الغربية.

ومن الصعب الحديث عن رقابة المجتمع المدني على الإصلاحات، التي سُتجرى في القوات المسلحة حيث إن حملة التطهير الواسعة في الجيش والمؤسسات الحكومية، تشمل كل من يُشك بعلاقته بالحركة الانقلابية أو بالتعاطف معها. وقد بلغ عدد المعتقلين حتى الآن أكثر من 13 ألف شخص. لذلك يدور الحديث عن إنشاء هيئة جديدة للأمن مهمتها الحفاظ على استقرار النظام. بيد أن الغرب غير مرتاح من كل هذا. فيوم أمس نشرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية مقالاً تشير فيه إلى أن الأوضاع التركية الحالية تذكِّر بالرايخ الثالث. فاتفاقية حقوق الإنسان ألغيت عملياً بحجة النضال من أجل الديمقراطية، ويجري بناء دولة بوليسية بـ«دعم كامل من الشعب».

من جانبه، لا يوافق الخبير العسكري الجنرال يوري نيتكاتشيف على ذلك. فبحسب رأيه، إن أردوغان يعزّز سلطات رئيس الدولة في البلاد. ويضيف نيتكاتشيف أن التغيرات الجارية في هياكل السلطة في تركيا، لن تؤثر سلبياً في العلاقات مع روسيا، وأن خطوات إصلاح بنية القوات المسلحة ستصب في مصلحة أنقرة. أما عن تقليص صلاحيات هيئة الأركان العامة، فيقول: حالياً يحلّ رئيس هيئة الأركان العامة في تركيا في المرتبة الرابعة بعد الرئيس ورئيس البرلمان ورئيس الحكومة. أي أنه ليس لوزير الدفاع أي سلطة عليه. لأن رئيس الأركان يخضع لرئيس الدولة مباشرة. لذلك أعتقد أنه يجب تغيير هذا الأمر.

«نيويورك تايمز»: «داعش» لن ينتهي باستعادة الموصل

نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن دبلوماسيين وقادة عسكريين أميركيين قولهم إن تنظيم «داعش» يعود الآن إلى أسلوبه الأول بحرب العصابات، في وقت تتقلص فيه مساحة الأرض التي يسيطر عليها في العراق وسورية، وإن التفجيرات الانتحارية الأخيرة له في بغداد، والتي أدّت إلى مقتل حوالى 330 شخصاً ـ تنذر بحرب دموية طويلة المدى.

وأضافت هذه المصادر للصحيفة أن مقاتلي تنظيم «داعش» يختلطون الآن بالسكان السُنّة بعد معارك الفلوجة والرمادي، ويقضون وقتهم في الاستعداد لتنفيذ هجمات جديدة في المستقبل. ويحذّر كثيرون من المسؤولين الأميركيين الكبار من أنه في وقت لا يظهر رئيس الوزراء حيدر العبادي توجّهاً جادّاً لإشراك السُنّة في السلطة وإنصافهم، فإن أيّ نصر عسكريّ في الموصل لن يكون كافياً لإنهاء تمرّد دموي وطويل في العراق. وقال قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال سين بي ماكفارلاند للصحيفة إنه ولكي يقضي العراق على التمرّد يجب عليه تنفيذ أجندة إصلاح سياسي واقتصادي.

وعلقت الصحيفة بأن عودة تنظيم «داعش» لحرب العصابات ـ في الوقت الذي تنهمك فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها في قتال التنظيم في سورية ـ سيشكّل التحدّي الأوّل الذي يواجهه الرئيس الأميركي المقبل في كانون الثاني المقبل. وقالت «نيويورك تايمز» إن شبح تجدّد حرب العصابات في العراق يبعث في نفوس الأميركيين أشدّ الذكريات مرارة خلال السنوات الـ13 للوجود الأميركي هناك، حتى عندما كان عدد القوات الأميركية أكثر من مئة ألف جندي. وأشارت إلى أن الدبلوماسيين والقادة العسكريين الأميركيين يعبّرون عن قلقهم من المزيد من التدهور لاستقرار العراق وللحملة الرامية للقضاء على تنظيم «داعش». وأشارت أيضاً إلى أن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر صرّح ـ خلال زيارته الأخيرة للعراق ـ بأن إبعاد تنظيم «داعش» من المراكز الحضرية مثل الموصل لن يهيّئ لاستقرار البلاد، وأن مسلّحي التنظيم سيلجأون إلى إرهاب المواطنين.

ونقلت عن القائد الأعلى للقوات الأميركية السابق في العراق الجنرال ديفيد بترايوس قوله إن تنظيم «داعش» عندما ينهزم في الموصل وغيرها ستستمر خلاياه في تنفيذ هجمات دامية مثل تلك التي وقعت في بغداد مؤخراً.

واستشهدت الصحيفة بتصريحات كثيرة لقادة عسكريين أميركيين، مضيفة أن مسؤولين عراقيين كثيرين يتفقون مع ما يقوله الأميركيون حول تعقيدات الحرب ضدّ تنظيم «داعش».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى