مخيم عين الحلوة قنبلة موقوتة… مَنْ يسحب فتائل التفجير؟

جمال الغربي

رغم أنّ قضية تسليم بعض المطلوبين أنفسهم إلى الجيش اللبناني وإنهاء ملفاتهم الأمنية والتي تصنّف بخانة العادية ولا تتجاوز حدود إطلاق نار وتهمة الانتماء إلى تنظيمي جند الشام وفتح الإسلام بموجب وثائق أمنية غير مؤكد منها، تلقى صدىً إيجابياً على المستويين الفلسطيني اللبناني، إلا أنّ الهاجس الأمني يؤرق الفلسطينيين قبل اللبنانيين في مخيم عين الحلوة. وأنّ المخيم بحدّ ذاته هو قنبلة موقوتة بفتائل متعدّدة والعمل على سحبها صعب، ولكنه غير مستحيل، وتحديداً إذا تمّ التعاطي بحزم من القوة الأمنية المشتركة في معالجة قضايا المجموعات المتطرفة ومنها ما هو مرتبط بجهات خارجية على سبيل المثال داعش وكتائب عبد الله عزام، وما كان يُعرف سابقاً بجبهة النصرة.

عند أحد مداخل الشارع التحتاني للمخيم وهو أحد الشوارع الرئيسية ثمة راية لداعش معلقة بين الأسلاك الكهربائية المتداخلة.

لا ينكر أحد وجود موالين لداعش وللنصرة سابقاً وكتائب عبد الله عزام. تعكس هذه الراية والتي هي ليست يتيمة في المخيم تواجد هذه الجهات، وإنْ لم يتمّ الإعلان عن تواجدها رسمياً، إلا أنّ معطيات عدة تؤكد تورّطهم في عمليات اغتيال عدة حصلت داخل المخيم بالحد الأدنى. إضافة إلى اعترافات بعض الموقوفين لدى القضاء اللبنانيين منهم «الأخوان كعوش» بأنّ داعش كانت تحضّر لتنفيذ عمليات أمنية عدة واستهداف شخصيات لبنانية وفلسطينية.

بعض المسؤولين عن تلك الجماعات وتوابعها يفعلون ما يريدون من دون أيّ رادع. فالمخيم شهد عمليات اغتيال عدة في الآونة الأخيرة، طاولت قيادات فتحاوية أبرزها كان خلال العام الماضي، قائد كتيبة شهداء شاتيلا في فتح العقيد طلال بلاونة اغتالته مجموعة بلال بدر المتطرفة، وكان بدر من بينها، بحسب ما بيّنت كاميرات المراقبة في حينه. أما آخر العمليات فكانت اغتيال علي رضا الملقب بـ «البحتي» تحت أنظار الكثيرين. عائلة المغدور طالبت القوى الأمنية المشتركة بتسليم القاتل إلى القضاء اللبناني. شكلت لجان تحقيق. القاتل والمخطط والمساهم معروفون للجميع بحسب العائلة، غير أنّ الإعلان عن اسم القاتل لم يتم حتى الآن رسمياً. توضح كاميرات المراقبة الموجودة في المكان هوية المنفذين أما الأسباب فهي عدة بحسب مصدر فلسطيني مطلع. يؤكد المصدر انّ الجهة أو المجموعة التي نفذت عملية الإغتيال ترتبط بداعش وتحديداً مجموعة المدعو عبد فضة، وهو من المشاركين في عملية الاغتيال. والهدف من هذه العملية ليس جنائياً بل متعددة الأهداف في أكثر من اتجاه، منها أنّ هذه المجموعة لها اليد الطولى في المخيم وتستطيع أن تنفذ ما يُطلب منها، أما السبب بحسب ما تمّ تناقله على وسائل التواصل الاجتماعي فهو شتم الصحابة. كما أنّ عائلة البحتي جزء كبير منها ينتمي إلى حركة فتح ولها وزن على الأرض.

هذه القضية واحدة من قضايا عدة قد تؤجّج الوضع الأمني في المخيم وتأخذه الى المجهول. في الأمس شهدت شوارع المخيم استنفاراً وتوتراً بين عناصر من حركة فتح ومجموعة المدعو عبد فضة، وذلك بعد قيام فضة ومجموعته بالانتشار بالقرب من أحد مراكز فتح في المخيم وتهديده. هذا التطور جاء بعد الحديث عن وجود إمكانية لصدور بيان يتهم فضة بجريمة قتل علي رضا عوض البحتي والمطالبة باعتقاله للتحقيق معه.

سارعت القيادات الفلسطينية إلى تطويق ذيول هذا التطوّر والعمل على إنهائه، ولكن دون الوصول إلى حسم الأمر وعدم تكرار ما حصل.

يصف مسؤول فلسطيني ما قامت به مجموعة فضة بأنه رسالة إلى القوة الأمنية وإلى كلّ مَن يعنيهم الأمر تتلخص بأنه ردّ على اتهامهم بعملية الاغتيال وانهم لن يقدموا على تسليم أيّ أحد من مجموعتهم.

وتنسحب هذه الحال على العديد من الأشخاص المعروفين الذين قاموا بعمليات اغتيال بحق كوادر وعناصر من حركة فتح. فضلاً عن أسماء أخرى تورّطت وشاركت بعمليات إرهابية ضدّ الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية والتخطيط لاستهدافات أخرى. إذ إنه لم تتخذ أيّ إجراءات جدية بحق أولئك الأشخاص المتورطين بقضايا كبيرة من قبل الفصائل باتجاه تسليمهم إلى القضاء اللبناني.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى