خير الله للشاعر: حقّ لك أن تقف في وجه الشمس وتصرخ «تهاوى الظلام»

ضمن أجواء الاحتفال بالذكرى الرابعة والثلاثين للعملية البطولية التي نفّذها البطل القومي خالد علوان، والتي تعرف بـ«عملية الويمبي»، وعلى بعد عشرات الأمتار من «ساحة خالد علوان»، وعلى وقع صدى أزيز رصاصاته التي غيّرت وجه التاريخ. وانطلاقاً من مفهوم تلازم المقاومة بفعلها القتالي مع مفهوم المقاومة بأبعاده الثقافية المتعدّدة في الأدب والشعر والفنون الجميلة كافة. دعت مديرية بئر حسن ـ الأوزاعي التابعة لمنفذية المتن الجنوبي في الحزب السوري القومي الاجتماعي، إلى أمسية شعرية، نظّمتها في «قاعة الشهيد خالد علوان» في بيروت ـ البريستول، أحياها الشاعر القومي عماد منذر، لمناسبة توقيع ديوانه «يا رفيقي»، برعاية عمدة الثقافة والفنون الجميلة في الحزب السوري القومي الاجتماعي، متمثلةً بالعميد الدكتور خليل خير الله، وبمشاركة حشد من القوميين الاجتماعيين والمواطنين ومحبّي الشعر، تقدّمهم رئيس المجلس الأعلى في الحزب محمود عبد الخالق، عميد الداخلية عاطف بزّي، وعميد الإعلام معن حمية، وعضو الكتلة القومية النيابية النائب الدكتور مروان فارس.

قدّمت الحفل هبة جناد بقراءة من مقدمة الديوان بقلمها، ثمّ ألقى خير الله كلمةً خاطب في مستهلّها الشاعر قائلاً: هذا «رفيقي» للشاعر عماد منذر اقرأوه، قلّبوا عناوينه تجدون فيها انتماءه وارتقاءه والنهر الهادر الذي ما انفكت أمواجه تنبع من روح الأمة وتصخبُ عكس التيار، من تشرينها إلى تموزها حتى آذارها. قرأتك شعراً، وعرفتك متمرّداً، ووجدتك تهزّك اللحظة، تحياها تجعل منها زماناً، هو لك طوع بنان، فإذ بك تطلق جياد أحاسيسك، تنهب بها سهول الخيال صعوداً إلى قمم الجبال.

وأضاف: نعود إلى سعاده الذي نعطش إن تركناه، نجوع إن نسيناه، تيبس عروقنا، يجفّ قمحنا، وويل لنا، إن ابتعدنا وامتصت عيوننا ضوءاً سواه. نعود إليه قضية ومفاهيم ما انفكت جديدة، نعود إلى كتابه «الصراع الفكري في الأدب السوري» حيث النظرة الجديدة إلى الأدب، وتصويب الاتجاه، فنجده يقول: «دور الشاعر في عرفي هو الذي يعنى بإبراز أسمى وأجمل ما في كلّ حيّز من فكر أو شعور أو مادة. وأزيد هنا أني أرى من أهم خصائص الشعر، إبراز الشعور والعاطفة والإحساس في كلّ فكر أو في كلّ قضية تشمل عناصر الفكر، وإعطاء الشعور والإحساس والعواطف صوراً مجازية أو خيالية، عناصرها القوة والجمال والسموّ مع عدم مفارقة الحقيقة، والغرض الإنساني».

وهكذا مع سعاده، يكمل خير الله: نجد الدعوة إلى أدب الحياة، نجد التعاليم الجديدة، والنظرة الجديدة، إلى الحياة التي هي سبب النهضة في أدب الحياة. ولا يرتقي الأدب إلا بارتقاء هذه النظرة حين يبدع الأديب والشاعر والفنان القوميّ في إبراز أجمل الصور وأسمى التعابير بأروع الأساليب في كلّ ما يحرّك عناصر النفس القومية وعواطفها وأفكارها.

وغنيّ عن البيان يشرح عميد الثقافة: أنّ صوراً جميلة لأفكار سقيمة تزيد مقدار الضعف والسقم، كعجوز تستعين على الدهر بفاقع الأصباغ. وأن أفكاراً عظيمة تلوّنها يد شاعر وفنان قدير وتلبسه صوراً وتعابير بديعة، تحفظها الأمة في سجلّ العَظَمة، وتجعلها من أدب الحياة. ومن دون هذا المفهوم في المواهب المتميزة والإبداع في الأدب والفنّ، قديم يطحن قديماً وصور تسكن المرايا المتكسرة.

وأنهى خير الله كلمته قائلاً: نعم لتوجيه الفكر والشعور إلى القضية القومية وفلسفتها ونظرتها إلى الحياة الحرّة الكريمة وشؤونها وشجونها، كي يحقّ لمن يغني الحياة القومية لقب الشاعر القومي. ومع هذه الثورة في الشعر حق لشاعر «رفيقي»، أن يقف في وجه الشمس ويصرخ: «تهاوى الظلام».

وختم الشاعر عماد منذر الأمسية بقراءات شعرية من ديوانه «رفيقي»، مختاراً قصائد: «تهاوى الظلام»، «رفيقي ورفيقتي»، «ولادة جديدة»، وأنهاها بقصيدة «الشهيد».

وكان قد تخلّل الحفل تسجيل مصوّر للشاعر منذر في منزله، أعدّته مديرة بئر حسن ـ الأوزاعي.

أ. ص.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى