والد الشهيد: ودّعناه كما ودّعنا قبل 30 عاماً عمّه الشهيد ناظم وسنتابع الطريق بعدهما دفاعاً عن أرضنا وأمتنا

أحيت منفذية صافيتا في الحزب السوري القومي الاجتماعي ذكرى مرور أربعين يوماً على استشهاد الرفيق البطل حسن عياش، باحتفال تأبيني حضره، إلى جانب عائلة الشهيد، منفذ عام صافيتا اسكندر كباس وأعضاء هيئة المنفذية، عضو مجلس الشعب إيناس الملوحي، مدراء المديريات وأعضاء هيئاتها، فصيل من نسور الزوبعة، وحشد من القوميين والأهالي.

افتتح الاحتفال بنشيد الجمهورية ونشيد الحزب السوري القومي الاجتماعي، ثم الوقوف دقيقة صمت تحية للشهيد وكلّ شهداء الأمة.

عرّفت الاحتفال نينار ابراهيم، فرحبت بالحضور وألقت قصيدة تناولت فيها بطولات الشهيد. كما ألقى كلّ من ماريا حسن والمواطن بشار عرنوق والزهرة لبانة شعبان، قصائد من وحي المناسبة.

أما كلمة رفقاء الشهيد فألقاها علي إبراهيم وجاء فيها: لم يهدأ حسن عياش منذ أن حمل بندقيته، فمعارك ريف اللاذقية تشهد له، ولشجاعته وإقدامه، هو الشاب الصغير بعمره، الكبير بعزمه، فمن ريف اللاذقية التي أذاق فيها النسور قوى الظلام والإرهاب طعم الموت والهزيمة، إلى الطبقة حيث راح يقاتل ويدفع عن شعبه بمواجهة قوى الإرهاب، إلى أن عاد إلى ريف اللاذقية بهمة أكبر وعزيمة أشدّ، فقاتل قتال الأبطال، واستشهد كما يليق بالأحرار، فارضاً حقيقته على هذا الوجود.

عائلة الشهيد

وألقى والد الشهيد الرفيق أحمد عياش كلمة العائلة فقال: هذا الاحتفال ليس مأتماً بل هو عرس مخضّب بدم الشهادة والشهداء، فحين يكون الموت من أجل قضية ووطن، تختلط مشاعر الأمهات بفراق الأحبة بمشاعر الفخر والاعتزاز بالتضحية التي قدّموها، وحينما يشاركنا كلّ هؤلاء الرفقاء والأصدقاء هذه اللحظة الصعبة يتحوّل ابننا الذي نشأ على العز ومحبة الوطن، ابناً لكلّ هذه الأمة الجريحة…

وتابع: لقد آمن الشهيد حسن بأنّ الدماء التي تجري في عروقنا ليست ملكنا بل هي وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها، وها هو قد ردّ الأمانة من دون تأخير، عندما طلبت الأمة وديعتها، فأمتنا اليوم تتخبّط بدمائها وتنادي أبناءها السوريين وها هم يلبّون النداء، إننا نودّع اليوم الشهيد حسن بكلّ ألم وكبرياء، كما ودعنا منذ ثلاثين عاماً عمّه الشهيد ناظم، الذي لبّى نداء الأمة محطماً حواجز الكيانات.

وختم والد الشهيد: نحمل الرسالة من بعدهما، ونتابع طريقهما، وكلنا ثقة بأنّ أمتنا ستخرج منتصرة من هذا الموت والدمار بفضل دمائهما ودماء الآلاف من السوريين المدافعين عن أرض هذا الوطن.

منفذية صافيتا

وألقى ناظر الإذاعة والإعلام هنيبعل ضيعة كلمة المنفذية، فوجه في بدايتها التحية للبيت الذي أوقد الشعلة، وللأب الذي وضع الابن على أول الطريق، وللأمّ التي أرضعت ابنها حبّ الحياة وحبّ الموت متى كان الموت طريقاً للحياة، وأشار إلى أنه ليست المرة الأولى التي يقدّم فيها هذا البيت، وتلك القرية الجميلة أول الشهداء، بل قدّم وقدّمت الشهيد ناظم عياش قبل ثلاثين عاماً شهيداً في سبيل قضية الأمة السورية.

كلمة المركز

أما كلمة مركز الحزب فألقاها منفذ عام صافيتا اسكندر كباس، الذي رأى أنّ الشهادة خيار طبيعي في معركة الحفاظ على كرامة الأمة وصون سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها، فمع بداية تأسيس الحزب سار رفقاء لنا إلى فلسطين لمواجهة العدو اليهودي، لأنّ أرضنا تستحق كلّ قطرة دماء تجري في عروقنا.

أضاف: لم يكن الشهيد ناظم عياش أول الشهداء ولن يكون الشهيد حسن عياش الأخير، فقد تغيّرت الظروف وتنوّعت أشكال المواجهة، لكنّ الثابت واحد والعدو واحد والخطر واحد.

هناك في الجنوب عدو صهيوني عنصري قاتل مكشوف الوجه، أما في الشام والعراق، فقد ارتدى هذا العدو أقنعة بمسميات مختلفة، لكن كل هذه الأقنعة لم تنجح في تضليلنا، فامتشق القوميون الاجتماعيون السلاح مدركين أنّ حرب الوجود مع اليهود تلبس اليوم وجوهاً عدة، ومعركتنا ضدّ الإرهاب والتطرف هي جزء من المعركة الأساس، هي مواجهة حرب كونية تشنّ على أمتنا بهدف تفتيتيها وتقسيمها، على أسس طائفية ومذهبية وعرقية، وإقامة أنظمة ضعيفة متناحرة في ما بينها، يتحكم الكيان اليهودي بها، ويسود على حساب شعبنا، لكنّ إيماننا بحقنا وبحتمية النصر يجعلنا نقدّم الشهيد تلو الشهيد إلى جانب الجيش السوري البطل وكلّ القوى المقاومة، ونواجه معاً حرباً كونية سيكون النصر في نهايتها حليفنا، فمعركتنا هي معركة الحقّ بوجه الباطل وقوى الظلام.

وتابع كباس: من كنسبّا إلى أقصى الجنوب وإلى كلّ قرية وبلدة ومدينة وجبل وسهل سوري، دماؤنا لأجل عز سورية، نحن أبناء الحياة التي نحبّ، وندرك أنّ التاريخ، كما الجغرافيا، شاء لنا أن نصارع من أجل الحياة، فطريق الشهادة هو طريق الحياة لأمتنا ومجتمعنا ولمستقبل أبنائنا…

وفي نهاية الحفل توجّه القوميون إلى ضريح الشهيد حيث وضعوا أكاليل من الزهر وأدّوا له التحية الحزبية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى