«السوخوي» الروسية في مواجهة الخطّة «باء» الأميركية

قرّرت روسيا زيادة عدد الطائرات القتالية في قاعدة حميميم السورية، وأرسلت قاذفات من طراز «سوخوي 24» و«سوخوي 34». كما أن طائرات «سوخوي 25» غراتش الهجومية جاهزة، وهي بانتظار الأوامر للإقلاع والتوجّه إلى سورية. وتأتي هذه الزيادة على خلفية التهديدات الأميركية بتفعيل ما يسمّى الخطة «باء» في سورية، والتي يفترض أنها تتضمّن تكثيف الهجمات الجوية وإرسال قوات خاصة إضافية وزيادة كمية الأسلحة المورّدة إلى ما يسمّى «المعارضة المعتدلة». وهذه الخطة وضعتها الأجهزة الأمنية والبنتاغون لتستخدم في حال فشل الخارجية الأميركية في التوصل إلى اتفاق مع روسيا.

وقد صرّح مصدر في الدوائر العسكرية ـ الدبلوماسية لصحيفة «إيزفستيا» الروسية أنه تم حالياً إرسال القاذفات «سوخوي 24» و«سوخوي 34»، أما طائرات «سوخوي 25» فسوف ترسَل إذا تطلّب الأمر ذلك. وأضاف: يمكننا تعزيز مجموعة طائرات القوة جو ـ فضائية في حميميم في غضون يومين أو ثلاثة على أبعد تقدير.

وفي هذا الصدد، أوضح رئيس مجلس السياسة الخارجية والدفاع فيودور لوقيانوف لـ«إيزفستيا» أن تعزيز القوات قد يكون ردّاً على انهيار الهدنة فعلياً. وأضاف: من المؤسف أن الجهود السلمية كافة وصلت إلى طريق مسدود، في حين أن قوات الحكومة السورية غير قادرة وحدها على تغيير مجرى الحرب، لذلك يجب علينا العودة إلى تلك الدرجة من التدخل التي كانت حتى آذار الماضي.

وأشار لوقيانوف، إلى أن الضربات التي تنفذها طائرات القوة جو ـ فضائية الروسية هي دعم أساس للجيش السوري المنهك بسبب الحرب الطويلة. لذلك فإن من الصعب التكهن بنتائج معركة حلب.

إلى ذلك، نشرت صحيفة «أرغومينتي إي فاكتي» الروسية مقالاً لمدير مركز التحليلات الجيوسياسية فاليري كوروفين، يردّ فيه على خطاب أوباما أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ويسأل من هي الإمبراطورية حقاً؟ وقال كوروفين: أميركا هي فعلاً إمبراطورية حقيقية. إنّما لتمرير سياستها الاستعمارية تستخدم الشبكات التكنولوجية الحديثة. وهذه السياسة موجهة نحو بلدان العالم الثالث، وحلفاء الولايات المتحدة المقرّبين في أوروبا. أما باقي البلدان، فهي بالنسبة إلى الولايات المتحدة أسواق لترويج بضاعتها، ومصدر لاستغلال الموارد البشرية. هذا هو جوهر التاريخ الإمبراطوري للغرب خلال قرون عدّة: فالإمبراطورية البريطانية قبل زوالها أنجبت وريثة لها، ذهبت أبعد منها.

«إيزفستيا»: مقاتلات روسية إضافية إلى سورية

ذكرت صحيفة «إيزفستيا» الروسية أنه بعد فشل الهدنة في سورية، تنتظر مجموعة كبيرة من طائرات «سوخوي 25» الهجومية الأوامر، لإرسالها إلى قاعدة حميميم في شمال سورية.

وجاء في المقال الذي نشرته الصحيفة أمس: قرّرت روسيا زيادة عدد الطائرات القتالية في قاعدة حميميم السورية، وأرسلت قاذفات من طراز «سوخوي 24» و«سوخوي 34». كما أن طائرات «سوخوي 25» غراتش الهجومية جاهزة، وهي بانتظار الأوامر للإقلاع والتوجّه إلى سورية.

وتأتي هذه الزيادة على خلفية التهديدات الأميركية بتفعيل ما يسمّى الخطة «باء» في سورية، والتي يفترض أنها تتضمن تكثيف الهجمات الجوية وإرسال قوات خاصة إضافية وزيادة كمية الأسلحة الموردة إلى ما يسمّى «المعارضة المعتدلة». وهذه الخطة وضعتها الأجهزة الأمنية والبنتاغون لتستخدم في حال فشل الخارجية الأميركية في التوصل إلى اتفاق مع روسيا.

وقد صرّح مصدر في الدوائر العسكرية ـ الدبلوماسية لـ«إيزفستيا» أنه تم حالياً إرسال القاذفات «سوخوي 24» و«سوخوي 34»، أما طائرات «سوخوي 25» فسوف ترسَل إذا تطلّب الأمر ذلك. وأضاف: يمكننا تعزيز مجموعة طائرات القوة جو ـ فضائية في حميميم في غضون يومين أو ثلاثة على أبعد تقدير.

وبحسب قوله، تجري عملية تعزيز مجموعة الطائرات عملياً وفق جدول المناوبة مع بعض الزيادات البسيطة. وقد أرسلت إلى سورية قاذفات القنابل «سوخوي 24» المزوّدة بمنظومة «SVP-24» التي تحوّل القنابل الاعتيادية إلى قنابل موجّهة نحو الهدف ، وكذلك قاذفات من طراز «سوخوي 34»، التي عادت إلى روسيا للخضوع لعمليات الصيانة.

من جانبه، قال الخبير العسكري المستقل، مؤلف كتاب «الحدود السورية»، أنطون لافروف إن إرسال «سوخوي 25» إلى سورية سيسمح بزيادة عدد طلعات الطائرات الروسية.

وأضاف أن ميزة استخدام «سوخوي 25» في سورية، تكمن في استخدامها كقاذفات قنابل لا بصفتها مقاتلات، حيث كانت تحمل القنابل إلى الأهداف المقررة وتلقيها من ارتفاع شاهق كما تفعل «سوخوي 24» و«سوخوي 34». ولكن «سوخوي 25» مقارنة بهما أخفّ وزناً ويسهل إعدادها للإقلاع. وإذا كان بإمكان «سوخوي 34» القيام بطلعتين في اليوم، فإن «سوخوي 25» تستطيع تنفيذ حتى عشر طلعات يومياً. كما أن في كل طائرة عدد من الطيارين، ما يسمح بتوجيه الضربات على الإرهابيين بصورة مستمرّة ومن دون توقف.

وأشار الخبير إلى أن لكلّ نوع من هذه الطائرات خصوصية معينة، فمثلاً «سوخوي 24» مزوّدة بجهاز رؤية متطوّر يضمن إصابة الهدف بدقة عالية حتى في الظروف المعقدة. أما «سوخوي 34»، فمزوّدة بجهاز رؤية واستكشاف يسمح لها باكتشاف الأهداف، وهي مخصّصة للأسلحة فائقة الدقة.

أما طائرة «سوخوي 25» فهي مثل شاحنة لنقل القنابل، وبعد التحديثات التي أجريت عليها، أصبحت قادرة على إصابة الهدف بدقة تصل إلى 0.8 م عن الهدف. كما أن منظومة القيادة الآلية تضمن توجيه القنابل وفق الإحداثيات التي سجلتها الاستخبارات، وما على الطيار إلا الإقلاع والتحليق نحو الهدف المقرر.

وبحسب رأي المحللين، فإن تعزيز مجموعة طائرات القوة جو ـ فضائية الروسية في سورية، يشير إلى أن موسكو جاهزة لاتخاذ إجراءات حاسمة في حال فشل المفاوضات. وفي هذا الصدد، أوضح رئيس مجلس السياسة الخارجية والدفاع فيودور لوقيانوف لـ«إيزفستيا» أن تعزيز القوات قد يكون ردّاً على انهيار الهدنة فعلياً. وأضاف: من المؤسف أن الجهود السلمية كافة وصلت إلى طريق مسدود، في حين أن قوات الحكومة السورية غير قادرة وحدها على تغيير مجرى الحرب، لذلك يجب علينا العودة إلى تلك الدرجة من التدخل التي كانت حتى آذار الماضي.

وأشار لوقيانوف، إلى أن الضربات التي تنفذها طائرات القوة جو ـ فضائية الروسية هي دعم أساس للجيش السوري المنهك بسبب الحرب الطويلة. لذلك فإن من الصعب التكهن بنتائج معركة حلب.

وأضاف: لم يتمكن أي طرف حتى هذا اليوم من تحقيق انتصار حاسم، وهذا يعني أن المفاوضات عاجلاً أم آجلاً سوف تستأنف، وقد يحدث هذا بعد تغيير إدارة البيت الأبيض. وحالياً يحاول كل طرف تحقيق نصر حول حلب بهدف تغيير ميزان القوى لمصلحته والحصول على موقف قوي في المفاوضات المقبلة.

«أرغومينتي إي فاكتي»: من هي الإمبراطورية حقاً؟

نشرت صحيفة «أرغومينتي إي فاكتي» الروسية مقالاً لمدير مركز التحليلات الجيوسياسية فاليري كوروفين، يردّ فيه على خطاب أوباما أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ويسأل من هي الإمبراطورية حقاً؟

وجاء في المقال: قال باراك أوباما في خطابه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة: عصر الإمبراطوريات ولّى، في حين أن روسيا تحاول استعادة عظمتها باستخدام القوة. وهذا يخفّض مستوى الأمن العالمي.

ولكن! أليس غريباً سماع هذه الكلمات من زعيم دولة استخدمت القوة مرات عدّة من دون خجل في إسقاط الأنظمة غير المرغوب بها؟

أميركا هي فعلاً إمبراطورية حقيقية. إنّما لتمرير سياستها الاستعمارية تستخدم الشبكات التكنولوجية الحديثة. وهذه السياسة موجهة نحو بلدان العالم الثالث، وحلفاء الولايات المتحدة المقرّبين في أوروبا. أما باقي البلدان، فهي بالنسبة إلى الولايات المتحدة أسواق لترويج بضاعتها، ومصدر لاستغلال الموارد البشرية. هذا هو جوهر التاريخ الإمبراطوري للغرب خلال قرون عدّة: فالإمبراطورية البريطانية قبل زوالها أنجبت وريثة لها، ذهبت أبعد منها.

فخلافاً للبريطانيين، ينظر الأميركيون ليس فقط إلى الهند وبلدان أفريقيا كمستعمرات، بل عملياً إلى العالم أجمع. وذنب روسيا في نظر أوباما أنها رفضت أن تكون مستعمَرة، على رغم أنها في تسعينات القرن الماضي سارت في هذا الطريق.

والمزيّة الأخرى للإمبراطورية الأميركية تكمن في أنها دمرت النظام العالمي الذي نشأ بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وجعلت العالم غير آمن من جديد. لقد أكد الأميركيون أن شعار القوة هو القانون من خلال تقويض سيادة واستقلال الدول الواحدة تلو الأخرى. وبالذات هذا ما فعلوه في يوغوسلافيا وأفغانستان والعراق وليبيا وسورية، ونشروا الفوضى في أوكرانيا. لقد دُمرت كل الدول التي اصبحت موضوعاً لـ«الدمقرطة» ـ ولا تزال سورية صامدة.

إن اتهام روسيا على خلفية هذه التدخلات الغادرة بأنها تستخدم القوة في مكان ما، أمر يثير الضحك، لأنه يشبه أن يبصر المرء القذى في عين الآخر وينسى الجذع في عينه.

ومع ذلك، فإن أوباما محق في شيء ما. روسيا تعيد بناء قوتها وعظمتها. ولكنها مع ذلك لا تهدّد العالم، بل على العكس تجعله أكثر استقراراً. روسيا تريد بناء عالم متعدّد الأقطاب يضمّ عدّة مراكز حضارية، لمواجهة العالم الذي تريده أميركا. لنتذكر في العهد السوفياتي كان في العالم قطبان وكان هذا يضمن الأمن، وهكذا سيصبح الأمر عندما يكون العالم متعدد الأقطاب. هذا طبعاً يدركه الذين يفكرون بعقلانية في الولايات المتحدة. فترامب مثلاً يدعو إلى التخلّي عن سياسة «الشرطي العالمي»، ويؤكد أن على الأميركيين التركيز على حل مشكلاتهم الخاصة والمتعددة.

«فايننشال تايمز»: مصرفيون يحذّرون من انسحاب السعودية من الأسواق الأميركية

نشرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية مقالاً بعنوان «مصرفيون يحذّرون من انسحاب السعودية من الأسواق الأميركية». ويقول المقال، الذي كتبه سايمون كير من دبي وديميتري سيفاستوبولو من واشنطن، إن التشريع الأميركي الذي يسمح لأسَر ضحايا هجمات 11 أيلول برفع دعاوى قضائية على السعودية قد يؤدّي بشكل ينذر بالخطر إلى إعاقة الاستثمارات الأميركية في السعودية، كما أنه قد يؤدّي إلى بيع أصول تقدّر قيمتها بمليارات الدولارات.

ولم تردّ السعودية بصورة رسمية على القرار الأميركي. ولكن سعوديين أعربوا عن قلقهم لمسؤولين مصرفيين من أن أموالهم قد تصبح هدفاً في إجراءات قانونية.

ويشير المقال إلى أن مصرفيين يقولون إنهم يتوقعون أن تتصرف السعودية بحذر بينما تراقب أي إجراء قانوني. ولكن المخاوف السعودية تقوض احتمال حدوث استثمارات جديدة في الولايات المتحدة وتزيد من مخاوف تصفية استثمارات سعودية قائمة بالفعل في الولايات المتحدة، حسبما أشار مصرفيون.

وقال مسؤول مصرفي يشرف على استثمار أموال سعودية للصحيفة: سيكون السعوديون أكثر حذراً بالتأكيد وقد تكون التداعيات على المدى الطويل للأصول السعودية في الولايات المتحدة ضخمة.

وقال مدير صناديق تمويل في الخليج للصحيفة إن المستثمرين قد يكونون بالفعل يخططون للحدّ من الاستثمار في الولايات المتحدة، مضيفاً: يشعرون بالقلق إزاء تجميد الأرصدة.

وتقول الصحيفة إن مسؤولين مصرفيين يقدرون أن معظم استثمارات الحكومة السعودية وأصول العائلة المالكة في السعودية موجودة في السعودية، ما يجعل مئات المليارات من الدولارات عرضة للتصفية.

وقال المسؤول المصرفي للصحيفة: من المحتمل أن يسحب أي شخص أو أي مؤسسة لها صلة بالحكومة السعودية أو العائلة المالكة أمواله من البنوك التي تتخذ الولايات المتحدة مقراً لها. إذا أمرت محكمة أميركية بمصادرة أموال، فإن ذلك سينطبق على جميع الشركات المسجلة في الولايات المتحدة.

وتقول الصحيفة إنه في أعقاب هجمات 11 أيلول أعاد مستثمرون سعوديون أموالاً تقدر بمليارات الدولارات إلى بلادهم والشرق الأوسط خوفاً من استهداف أصولهم، وإنه يخشى أن يكون ردّ الفعل مماثلاً إزاء القرار الجديد.

«روسيسكايا غازيتا»: الكونغرس الأميركي يتجاهل للمرة الأولى فيتو أوباما

تناولت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية إقرار الكونغرس، للمرة الأولى في ثماني سنوات من حكم باراك أوباما، مشروع قانون كان الرئيس قد جمده سابقاً.

وجاء في المقال: صوَّت الكونغرس بمجلسيه يوم الأربعاء 28/09/2016 بغالبية ساحقة لمصلحة وثيقة مدوية، تسمح لأعضاء أسر ضحايا عمليات 11 أيلول الإرهابية عام 2001، برفع دعاوى قضائية ضد سلطات المملكة السعودية.

لكي يصبح القانون ساري المفعول رغم فيتو الرئيس، كان يجب أن يصوّت لمصلحته ليس أقل من ثلثي أعضاء الكونغرس في مجلسيه. وقد تخطى البرلمانيون هذا الحاجز من دون عناء، تاركين الرئيس وفريقه في عزلتهم. فقد ساند الوثيقة 97 مشرّعاً في مجلس الشيوخ من مجموع 100، وفي مجلس النواب 348 من مجموع 450.

وقد استقبلت ادارة أوباما نتائج التصويت بتأثر بالغ ورأت فيها إهانة لرئيس الدولة. وهذا ما تدل عليه التصريحات التي أطلقها بحق أعضاء الكونغرس المتحدث الرسمي بِاسم البيت الأبيض جوش إيرنست، الذي قال إن هذا العمل هو الأكثر خزياً من جانب أعضاء مجلس الشيوخ منذ عشرات السنين. ويعدّ تخلياً عن تنفيذ مسؤولياتهم الأساسية باعتبارهم ممثلين منتخبين للشعب الأميركي.

ومن الواضح أن سبب موافقة الكونغرس على مشروع القانون، الشعبية الكبيرة التي يحظى بها في المجتمع. وهذا يعني أن الجمهوريين والديمقراطيين أداروا ظهورهم للرئيس، موجهين له صفعة قوية قبل أشهر من نهاية ولايته. وهذا أمر نادر عندما يحدث إجماع في الكونغرس، وهو ما لم يشهد له مثيلاً خلال السنوات السابقة بسبب استقطاب ممثلي الحزبين، ورفضهم تقديم أي تنازلات في شأن الأمور المطروحة ما كان يسبب شلل عمل الكونغرس في بعض الأحيان.

يقول السيناتور الديمقراطي من نيويورك تشاك شامر: ليس من السهولة تخطّي فيتو الرئيس. ولكن المهم بالنسبة إلينا تحقيق العدالة لأسَر ضحايا كارثة 11 أيلول 2001، حتى إذا كان ذلك سيسبب بعض الصعوبات الدبلوماسية.

ويذكر أن الكونغرس كان قد أقرّ مشروع القانون، ولكن الرئيس أوباما استخدم حق النقض الفيتو ضدّه، موضحاً أن القانون لن يحمي الأميركيين من الأعمال الإرهابية.

وتخشى الادارة الأميركية من أن يتحوّل هذا الضوء الأخضر لرفع شكاوى ضدّ المملكة السعودية إلى رفع قضايا ضد السلطات الأميركية نفسها من قبل حكومات ومواطني الدول الأجنبية ما يهدّد بتعرض الدبلوماسيين والعسكريين العاملين في الخارج لملاحقات جنائية، وكذلك بعواقب مالية جدّية لواشنطن. وإضافة إلى هذا، يعتقد الرئيس أن ذلك يهدّد بخلق صعوبات في العلاقات مع أقرب الحلفاء. وقد أيّد مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون برينان هذه الحجج، معلناً أن إقرار القانون ستكون له عواقب وخيمة على الأمن القومي الأميركي.

ويرى البعض أن فيتو الرئيس دليل على لا مبالاته برغبة أسر ضحايا الكارثة بتحقيق العدالة، ومحاولة منه لحماية المملكة السعودية التي رغم بعض الخلافات معها تبقى الحليف الأساس لواشنطن في الشرق الأوسط. ويعتقد منتقدو أوباما أنه أعطى الأولوية عند اتخاذه القرار لحسابات سياسية لا لمصلحة المواطنين المتضرّرين، لأنه لم يرغب بتأزيم العلاقات مع الرياض.

وقد حاولت السعودية بكل السبل منع إقرار مشروع القانون، حتى عبر حملة إعلامية قوية داخل الولايات المتحدة. ولكنها مع ذلك لم تتمكن من وقف العملية.

ويذكر أن أقارب ضحايا الكارثة استقبلوا فيتو الرئيس بعداء. وأعلن الكونغرس أنه سيبذل جهوده من أجل أن يصبح القانون حيّز التنفيذ بغضّ النظر عن إرادة أوباما. ومع أن بعض أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ يؤيدون البيت الأبيض في خشيته، فإنهم رغم ذلك صوّتوا لمصلحة إقرار مشروع القانون.

«إندبندنت»: كلينتون وترامب كلاهما جاهل بالشرق الأوسط

وصف الكاتب روبرت فيسك تناول المرشّحين للرئاسة الأميركية الديمقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب الشرق الأوسط، بأنه عبثيّ وثرثرة غير مفيدة.

وقال إنه تمنّى ألا يكون أحد في الشرق الأوسط شاهد مشاكسة المرشحين حول «داعش» ومزايدة كلّ منهما على الآخر بأنه الأقدر على هزيمته، ساخراً من اتهام كلينتون لترامب بأنه لا يملك خطة لهزيمة «داعش».

وأضاف: ليتنا وضعنا خططاً للعدالة والحرّية والحفاظ على كرامة الناس في الشرق الأوسط، ووضع نهاية لسياسة القصف التي أصبحت مساوية للمبادرة السياسية في العالم العربي.

ولاحظ أن المناظرة لم تأت على ذكر الصراع الفلسطيني ـ «الإسرائيلي» باستثناء إشارة عابرة من ترامب لرئيس الوزراء «الإسرائيلي» موجّهة إلى مؤيدي «إسرائيل» من الناخبين الأميركيين.

وأشار إلى أن كلينتون زعمت أن أوباما أوقف أجهزة الطرد المركزي الإيرانية، ثم ردّ عليها ترامب بأن الشرق الأوسط كله في حالة يُرثى لها، ويعاني خراباً كاملاً، وأن إيران ستتحوّل إلى قوة عظمى قريباً، وسخر الكاتب مما قاله ترامب قائلاً: وكأن إيران ليست قوة عظمى في المنطقة حالياً.

وتساءل فيسك عن الخراب الذي يتحدّث عنه ترامب بالضبط: أهو خراب المستشفيات في حلب الشرقية؟ أم خراب حقوق الإنسان في مصر؟ أم الخراب الذي خلّفه قصف المستشفى التابع لأطباء بلا حدود في أفغانستان؟ أم خراب فلسطين التي قال إن اسمها لم يرد على لسان أيّ من المرشحين اللذين يخطّط كلّ منهما لتولّي رئاسة أميركا.

وفي رفض للكاتب لاستخدام العنف من قبل الغرب على الدول العربية، سخر من تعهد ترامب بهزيمة «داعش» شرّ هزيمة وبأسرع وقت ممكن، قائلاً: ألم نهزمهم في العراق، واليمن، وليبيا، وسورية وحتى لبنان؟ وحافظنا على استمرار ظهور المحاربين والمقاتلين الذين سيلد «داعش» سلالة أشرس منهم؟

وقال إن المرشحَين لم ينسيا شيئاً غير مفيد عن الشرق الأوسط إلا قالاه، باستثناء معلومة واحدة لا معنى لها، وهي أن «داعش» وُلد خارج أميركا. وحذّر الكاتب من أن عدد العرب الذين يعتقدون أن «داعش» مولود في أميركا في تزايد مستمر.

«إندبندنت»: مسؤولون في حزب العمال عملوا على إطاحة كوربين

كشفت صحيفة «إندبندنت» البريطانية أن مسؤولين ونوّاباً في حزب العمال البريطاني عملوا لأشهر في الخفاء للتأكد من أن يكون مندوبو الحزب المرسلون إلى ليفربول من المنتمين إلى الجناح الوسطي في الحزب، مشيرة إلى أن جيريمي كوربين وقع ضحيّة دهاء الوسطيين في حزب العمّال الذين عملوا لأشهر في الخفاء ليتأكّدوا من فوزهم في المعارك الأساسية في المؤتمر.

وقالت الصحيفة إن جهود هذه المجموعة أتت ثمارها عندّما سلّم المندوبون مناصب السلطة المهمّة للغاية في الحزب، وهي سلطة الفصل التنفيذية لأشخاص في الأغلب سيقفون في وجه تصاعد نفوذ كوربين. وكنتيجة، بات توازن القوى في اللجنة التنفيذية الوطنية لحزب العمّال على المحك، وأصبحت اللجنة محورية في النضال في سبيل مستقبل الحزب.

وأظهر كثيرون من الوسطيين في حزب العمال وجوماً بعد الفوز الساحق لزعيم الحزب على أوين سميث بفضل جيش من الداعمين الجدد، ومنهم ناشطو حركة «مومنتم» الداعمة لكوربين.

كذلك، رفض الزعيم الذي تولّى السلطة حديثاً الرضوخ لخطّة تقضي بالسماح للنوّاب أن يختاروا أعضاء حكومة الظل. وتجدر الإشارة إلى أنّ معظم هؤلاء النوّاب رفضوا دعم كوربين خلال التصويت على إعطاء الثقة. لكن لم يعلم ناشطو «مومنتم» الذين يحتفلون بفوز كوربين خارج مؤتمر حزب العمّال الرسمي بتحرّكات الوسطيين لترويج اختيار مندوبين معتدلين، وكانت هذه التحرّكات قد بدأت قبل أشهرٍ من فوز زعيمهم.

ونقلت الصحيفة عن أحد النواب أن التحرّكات باتت أكثر جدية عندما بات من الواضح أنّه سيتم إعادة انتخاب كوربين. وقال النائب في هذا الصدد: كانت هذه التحرّكات غاية في التنظيم. مضيفاً أن موجة تشجيعٍ على اختيار مندوبين يتّسمون بالاعتدال سادت بين الناس.

وأشار شخصٌ آخر من داخل حزب العمّال إلى أنّ ما سهّل منع اختيار مندوبين منتمين إلى اليسار المتطرّف، أنّه في دوائر كثيرة، لا يزال الأعضاء الذين يعودون إلى ما قبل عهد الزعيم الحالي هم الأنشط، وذلك حتّى في الدوائر التي تشهد تدفّق الداعمين الجدد لكوربين.

ونقلت «إندبندنت» عن شخصية مهمّة منخرطة في هذه التحرّكات، أن اجتماعات أجريت بين الزملاء الذين شجّعوا الناس على اختيار مندوبين. كذلك حصلوا على دعم مندوبين جيّدين حتى في مناطق كثيرة واجهت في السابق مشاكل مع اليسار المتطرّف، لكنّ مجموعتنا تعلم كيفية الترويج للمندوبين الجيّدين بشكلٍ مشروع.

مضيفاً أنه تمّ تقديم النصح للمندوبين المتعاونين، إضافة إلى معلومات حول ما عليهم توقّعه في المؤتمر. وقام داعمو كوربين بمحاولات عدّة لتأجيل التصويت النهائي في المؤتمر، لكنّ محاولاتهم باءت بالفشل. وفي الوقت نفسه، سعوا إلى الحؤول دون تنفيذ الخطّة التي وضعها نائب زعيم حزب العمّال توم واتسون، والتي تقضي بالسماح للنوّاب أن ينتخبوا أعضاء حكومة الظلّ برئاسة كوربين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى