أتدري؟

أحببتكَ هرباً من السوط الذي يلاحقني

أحببتكَ نكايةً بأولاد عمّي

أحببتكَ لاستثنائك عنهم

بيدي أكتب وبالأخرى أحفر قبري

أعلم… أعلم أنكَ متلفي

ومسرفٌ بالغياب

ومتخفٍّ وراء قبّعةٍ رمادية

أعلم أنّي أخطو لجهنم

أعلم أنّك قدري ومقدرتي

أنك بقائي فنائي غنائي

شطرتَ فؤادي

ليتك قاسمتني الحبّ بالتساوي

اِغفر لي غبائي المتوارَث من النسوة

اِغفر لي اندثاري على مكتبك بين كتبك

اُعذرني حين ذبتُ في فنجانك كي أزور أعماقك

اَنكرني… اُتركني.. اِسحقني… دمّرني

إنّما ضعني هناك إلى جانب سريرك

كي أوقظك لمواعيدك

اتركني هنا على الأريكة أنتظرك

عرضتُ عليك كل أوراقي الخاسرة

أأخبرتك عن وقوعي آلاف المرّات على الأدراج؟

أأخبرتك أنّي لم أعد أتناول دوائي؟

أتدري أنّني مزّقتُ أولادي

لقد أحرقتُ أصابعي

قصصت خصلَ شعري

جادلتُ الله مراراً وصفعني

وأعياني التعب وأضعفني

أتدري أني لعبتُ مع الموت

ناديتُ به إني انتحلت الانتحار

تعالَ خذني

لكنهُ أخلف موعده معي

يشاطرني الاكتئاب بنفسي

أناديك هُزّ لي كتفي

اِصفعني

عانقني

اهمس لي بكلمات أردّدها

كلّما هاجمني الأسى

أعطني ما أدافع به عن نفسي

أعطني ما أودعتُه لديك

كلّ مرةٍ أستنجد بك فيها أرجوك اسمعني!

اِسمعني

نور العبد لله

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى