بقايا «14 آذار» يسعون إلى معركة و«القوّات» تتحضّر للمعادلة الحكوميّة العتيدة

مع بدء العدّ العكسيّ لجلسة انتخاب رئيس الجمهوريّة المقرّرة في 31 تشرين الأول الحالي، استمر فرز المواقف المؤيّدة والرافضة للتصويت لرئيس تكتّل الغيير والإصلاح النائب ميشال عون، وكذلك البحث فيما بعد الانتخابات إذا تمّ كما هو متوقّع في حال عدم حدوث مفاجآت.

وفي السيّاق، أكّد وزير الدولة لشؤون التنمية الإداريّة نبيل دو فريج «أنّ الرئيس سعد الحريري مرتاح للمرحلة التي ستلي انتخابات الرئيس»، لافتاً إلى أنّه لن يكون هناك اعتراض كبير على عون، «فالاتصالات التي يقوم بها الحريري تؤدّي إلى نتائج إيجابيّة بالنسبة لخياره لجهة تأييد ترشيح عون».

في المقابل، أشار وزير الاتصالات بطرس حرب إلى أنّ الفريق المعارض لانتخاب عون «سيحاول دعم توجّه قيام معركة جديّة بين المرشّحين للانتخابات الرئاسيّة».

وإذ شدّد في تصريح على «ضرورة ممارسة حقّ التعبير عن الرأي في صندوق الاقتراع»، وقال: «سنوثِّق الموقف المعارض لعون إمّا عبر وضع أوراق بيضاء أو انتخاب رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجيّة، لكنّني على الصعيد الشخصيّ أنا من دُعاة دعم مرشّح ما لتأمين فعّالية المعركة».

من ناحيته، سأل رئيس «حزب القوات» سمير جعجع في حديث إلى محطة «سي بي سي»: «لماذا موقف الرئيس نبيه برّي حادّ إلى هذه الدرجة ضدّ العماد ميشال عون؟ فلو كان عون ذراع طهران في السلطة كما يُقال أكان عارضه برّي بهذا الشكل؟ فعون حين يصل إلى رئاسة الجمهوريّة، ونظراً لأنّه شخص براغماتي، سيكون همّه إنجاح رئاسة الجمهوريّة»، مؤكّداً أنّ «رئيس الحكومة المقبل سيكون بإذن الله سعد الحريري، وطبعاً القوات ستكون ضمن المعادلة الحكوميّة».

علاقة راسخة بين «حزب الله» و«أمل»

في غضون ذلك، شدّد «حزب الله» وحركة «أمل» على عمق العلاقة بينمهما. وفي هذا الإطار، اعتبر نائب رئيس المجلس الننفيذيّ في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق، أنّ «لبنان أمام فرصة حقيقيّة للخروج من النفق، وأنّ استمرار واستكمال التفاهمات والمبادرات الوطنيّة من شأنها أن تحصّن الوحدة الوطنيّة من أجل أن نصل إلى تفاهمات وطنيّة جامعة لا تستثني أحداً على وحدة الموقف. التحالف بين «حزب الله» وحركة «أمل» ثابت وراسخ، وهو أقوى من أن تهزّه أيّ تطوّرات سياسيّة داخليّة أو أيّ تفصيل سياسيّ داخليّ، وتبقى الأولويّة أن نحصّن وحدتنا الوطنيّة وأن يبقى حزب الله في الموقع المتقدّم لحماية لبنان من الخطر التكفيريّ».

بدوره، تساءل عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب نواف الموسوي

خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه «حزب الله» للشهيد علاء حسن نجمة في بلدته عدلون: «إذا كنّا نحضّ القوى السياسيّة في لبنان على التفاهم في ما بينها، فكيف بنا وبالأخوة في حركة أمل؟».

ونصح «المراهنين من صهاينة عرب وأميركيّين وإسرائيليّين بألّا يضيّعوا جهداً فارغاً في محاولات الإيقاع بين حزب الله وحركة أمل، فنحن اليوم وغداً كما كنّا بالأمس، وسنبقى دائماً حليفين تربط بينهما أواصر غير قابله للانفكاك».

وأكّد التمسّك «بالدور الهامّ الوطنيّ الوفاقيّ البنّاء الذي قام به على الدوام الرئيس نبيه برّي، لحماية الوفاق الوطنيّ وتدوير الزوايا وإيجاد الحلول للأزمات، ومتمسّكون به مرشّحاً رئيساً واحداً وثابتاً لرئاسة المجلس النيابيّ»، موضحاً أنّ دور برّي «لا ينحصر في رئاسة المجلس فحسب، وإنّما يستمر في بناء المؤسسات الدستوريّة والوطنيّة».

وعقدت قيادتا حركة «أمل» و«حزب الله» في الجنوب اجتماعاً موسّعاً في مقرّ قيادة إقليم الجنوب لـ«أمل» في النبطيّة، وذلك تأكيداً لـ«العلاقات التحالفيّة بين الجانبين، وتطوير صيغ التعاون بينهما على مختلف المستويات وفي شتّى المجالات».

وبعد الاجتماع، أصدرت القيادتان بياناً أكّدتا فيه، أنّ «العلاقة بين الحركة والحزب على مختلف المستويات القياديّة والجهاديّة والجماهيريّة هي علاقة راسخة عصيّة، وأيّ رهان على العبث أو العمل على تصديع هذه العلاقة هو رهان خاسر، ولن يحصد السّاعون خلفه ووراءه إلّا مزيداً من الخيبات».

وأشادت القيادتان بالمواقف الوطنيّة للرئيس برّي، و«بدوره الرائد والطليعيّ في بناء لبنان وقيامته وتفعيل دور المؤسسات».

أبو زيد: برّي ممرّ إلزاميّ لانتخاب الرئيس

وفي الموازاة، شدّد عضو «تكتّل التغيير والإصلاح» النائب أمل أبو زيد، على أنّ «للرئيس برّي حيثيّة سياسيّة وشعبيّة لا يمكن نكرانها، وهو ممرّ إلزاميّ لانتخاب الرئيس»، معوّلاً على «حكمة الرئيس برّي ودوره الوطنيّ، بحيث إنّ التيار الوطني الحرّ وتكتّل التغيير والإصلاح لا يمكنهما أن يكونا بعيدَين عن التوصّل إلى اتفاق مع الرئيس برّي».

ورأى أنّ كلّ المؤشرات، وخطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يدلّ إلى انتخاب العماد عون رئيساً في جلسة 31 الحالي، مبدياً تفاؤلاً «بانتخاب عون وبأصوات وازنة.

من جهته، أكّد أمين سر التكتّل النائب إبراهيم كنعان خلال رعايته افتتاح بلديّة ضهر الصوان مركز هيئة الرعاية الدائمة – مستوصف الدكتور موسى أبو فرح، أنّنا «سنُقاتل لتحقيق فكرة والوطن القائم على الشراكة. قتالنا سيأخذ أشكالاً أخرى بالإيمان والعمل الديمقراطي، فنحن طلاب حرية وديمقراطيّة وعمل مسؤول وشراكة فعليّة. والخدمة العامّة بالنسبة إلينا هي مسؤوليّة لا وجاهة».

من جهةٍ أخرى، أكّد كنعان أنّه «لم يكن هناك في أيّ لحظة منذ البداية، لا على صعيد التيّار الوطني الحر ولا على صعيد قيادته، أيّ شكّ بمواقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله».

وقال كنعان في حديث إلى «المنار»: «يمكنك أن تختلف مع السيد نصرالله، لكن لا يمكن أن تشكّك بمصداقيّته»، لافتاً إلى أنّ «كلام السيد نصرالله جاء بهذا الشكل وبهذه القوة، ليزيل الشكوك لدى من التبست عليه الأمور أو التحاليل أو المواقف السياسيّة التي كانت تصدر في الفترة الماضية، وليزيل بشكل أساسي اللغط الحاصل لدى من كانوا يربطون موقف الحزب بموقف بعض من في فريق 8 آذار».

ورأى كنعان أنّ صدق السيد نصرالله بدا أيضاً «في التسهيلات التي قام بها والتي تحدّث عنها العماد ميشال عون بعد الاجتماع مساء، والتي سُمّيت بالتضحية بالمعنى السياسي، إذ إنّ علاقة حزب الله مع المستقبل هي علاقة خصومة».

وختم: «التسهيلات تؤكّد أكثر فأكثر لا بل تحسم مسألة الانتخابات الرئاسيّة».

لحّود: الرئاسة مضمونة للفريق الممانع

إلى ذلك، شدّد النائب السابق إميل لحّود في بيان، على أنّ «ما يجري في الميدان العسكريّ السوريّ، بفعل تضحيات الجيش السوريّ والمقاومة وحلفائهما، كما في العراق واليمن، من انتصارات لمحور الممانعة على «محور التطبيع» هو الذي يحقّق الانتصارات في الميدان السياسيّ وليس التمويل وازدواجيّة المواقفـ«، مؤكّداً أنّ «هذا الأمر انعكس على الداخل اللبناني حيث يتنافس مرشّحان على رئاسة الجمهوريّة ينتميان إلى الفريق نفسه، ما يعني أنّ الرئاسة باتت مضمونة لهذا الفريق الممانع».

أضاف: «من ضمن هذا الواقع الجديد الذي لا يمكن إنكاره، برز «التناتش» داخل الفريق الآخر، وهو آخذ بالتصاعد لتحقيق ما تبقّى من مكاسب بدءاً برئاسة الحكومة والمقاعد النيابيّة، كما سنراها في المستقبل في التعيينات الإداريّة».

ولفتَ إلى أنّ «وزير العدل أشرف ريفي، الذي ابتكر نوعاً جديداً من الاستقالة من الحكومة، وجد في ما يجري فرصة لكسب شعبيّة، معلناً بأنّه ينتمي إلى مدرسة رفيق الحريري، الذي، للتذكير، بقيَ رئيس حكومة لسنوات وكان شريكاً في السلطة في ظلّ الوجود السوريّ في لبنان، وكان صديقاً ليس فقط للقيادة السوريّة، بل لضبّاط المخابرات السوريّين».

وتابع لحود: «من حق ريفي أن يمارس السياسة، وأن يحلم بزعامة مدينته، وأن ينتمي إلى المدرسة السياسيّة التي يريد، ولكن ما ليس من حقّه هو أن يتحالف مع قاتل ابن المدينة وزعيمها لعقود ورئيس الحكومة الشهيد رشيد كرامي».

أضاف: «شهدنا في مرحلة ما بعد العام 2005 الكثير من البطولات الوهميّة على حساب سورية ممّن سمّوا أنفسهم «السياديّين»، ولذلك فلنقم لمرّة بجردة على السياسيّين اللبنانيّين لنرى من منهم ليس لسورية جميل عليهم، وها هم اليوم يتنكّرون لذلك ويرفعون لواء السيادة ورفض الطغيان، وآخر هؤلاء ريفي الذي نسأله أين كان حين صعد سعد الحريري إلى سورية ونام فيها، ولماذا لم يبادر حينها إلى الاستقالة من منصبه اعتراضاً؟».

وأمل لحّود أن «ننتهي في المرحلة المقبلة من ثقافة تسوُّل المواقع على حساب دم الشهداء، التي اعتمدها سابقاً تيّار «المستقبل» قبل أن تفشل الثورة وتضيع الثروة، ويعود إلى الواقع ويضطر للتسليم به»، مؤكّداً «أنّ «المستقبل»، أو ما تبقّى منه، لم يكن الأول ولن يكون الأخير، فـ«الحبل على الجرار» في هذا المجال، تماماً كما انتصارات الميدان».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى