الإخوة ريم وداني وحسن مرتضى أبطال البادمنتون

من المتعارف عليه، أنه ومن منطلق التأثّر بالمحيط والاقتداء بالأباء، غالباً ما تنسحب الأجواء الرياضية داخل البيت الواحد على جميع أفراده، إذ طالما قرأنا عبارة «فرخ البطّ عوّام» في مقدّمة الأخبار التي تشير إلى أن البطل في اللعبة الفلانية هو ابن البطل السابق في اللعبة عينها، وهنا لا بدّ من التذكير بأن حسن التوجيه ومواصلة الرعاية هما المعياران الأساسيان في تكرار الإنجازات العائلية من جيل إلى جيل.

وعماد مرتضى لاعب نادي النجمة السابق، المهندس المدني المولود في برج حمود حي النبعة عام 1958 هو مثالنا الساطع على ما تقدّمنا به، إذ أثمرت توجيهاته أخيراً بطولات متميزة لأولاده الثلاثة ريم وداني وحسن في لعبة البادمنتون كلّ في فئته العمرية مع تألق إضافي لافت لخليفته حسن الذي اختير ليكون في عداد منتخب لبنان للأشبال وفي المركز نفسه الذي شغله والده في السبعينيات خط وسط .

الولد سر أبيه

بتوجيه مبكر من الأب، اندفع الأبناء إلى الملاعب الرياضية، ففي مدرستهم كانوا في طليعة المتألقين علماً ولعباً، وهنا يوّضح مرتضى: «ربما مهاراتي وسمعتي في الوسط الكروي أثّرا في طبيعة اندفاعهم إلى ممارسة الرياضة»، ثم يكمل متحسّراً «كنت أرغب بأن تلعب ابنتاي ريم 17 سنة وداني 15 سنة كرة القدم مع أحد الفرق نظراً إلى مهاراتيهما في اللعبة الأحب إلى قلبي، لكن الوضع الكروي النسائي في لبنان لا يشجّع على ذلك، ما يعني أن هناك كثيراً من المهارات الأنثوية الكروية في بلدنا غير موظّفة في مكانها المناسب». إلا أن رغبة الوالد وفرحته اكتملت مع ما لاحظه من فنيات كروية عالية عند ابنه حسن 13 سنة لاعب نادي هوبس الذي اختير ضمن صفوف منتخب لبنان الوطني للأشبال، وبما أن الولد سرّ أبيه، اختار حسن اللعب في مركز خط الوسط.

وإمعاناً منهم في تفجير طاقاتهم الرياضية اختار الثلاثة ريم وداني وحسن لعبة الريشة الطائرة «البادمنتون»، ومن خلال ممارستهم لها بانتظام واندفاع على مدى عامين كاملين في نادي هوبس تحت توجيه نخبة من المدربين سطع نجم «الثلاثة» سريعاً، فنجحوا في الوقوف فوق منصّات التتويج، فداني هي بطلة لبنان للمواسم الأخيرة 2013 ـ 2014 وحسن حلّ في المركز الثاني لبطولة لبنان تحت 12 سنة عام 2013 ثم عاد ليحرزها عام 2014، أما ريم فحلّت ثالثة في بطولة الإناث.

وبناء على تفوّقهم في اللعبة بشكلٍ لافت، عمد رئيس اتحاد البادمنتون جاسم قانصوه إلى إيفاد كل من حسن وداني إلى اليونان والإمارات لخوض دورات ومعسكرات خاصة لصقل مواهبهم وتحسين مستوياتهم، ويعلّق مدربهم محمد كزما: «الأخوة الثلاثة في تطوّر سريع ولافت، لكل منهم أسلوبه الخاص الذي يميّزه عن الآخرين، لكن الثابت عندنا أن شأنهم في اللعبة سيكون كبيراً فيما لو تهيّأت لهم الظروف التدريبية العالمية… وخصوصاً داني التي تشقّ طريق التألق صعوداً وسريعاً».

أما من جهة حسن، فقد أكّد مدرباه في كرة القدم محمد الدقّة وأحمد الخنسا أن أسلوبه في الوسط متميّز وأنيق، خصوصاً لجهة تحركاته وتمريراته المتقنة واتخاذ القرارات الصائبة على أرض الملعب… وهو بذلك يحتذي خطوات والده التي لا بدّ أن توصله أيضاً إلى جادة التألق الكروي والعلمي في آونةٍ واحدة، ولم لا؟ فالتاريخ يعيد نفسه، وكما ذكرنا في المقدّمة «فرخ البطّ عوّام».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى