الغارديان تؤكد حسم الموقف الأميركي بالتعاون مع الأسد نصر «كوباني» يفتتح «موسكو 1»… واختراق في الائتلاف

كتب المحرر السياسي:

يصل اليوم الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى السعودية لما يتخطى التعزية بوفاة الملك عبدالله بن عبد العزيز، ليلتقي أركان الحكم الجدد، أصدقاء أميركا القدامى، خصوصاً منهم الثلاثي الأمراء مقرن بن عبد العزيز ومحمد بن نايف ومحمد بن سلمان، ويطلق إشارة البدء للحوار السعودي ـ الإيراني لترتيبات الوضع في الخليج بدءاً من اليمن تحت شعار، الأولوية للحرب على «القاعدة».

بالتزامن كانت «الغارديان» البريطانية تنقل عن محللي البيت الأبيض، قراراً بحسم التعاون مع الرئيس السوري بشار الأسد، تربط الدعم الذي منحته واشنطن لحوارات موسكو بهذا القرار.

وكانت موسكو تفتتح جلسة التشاور الأولى بين فرقاء المعارضة المشاركين، الذين ضمّوا فريقاً يمثل كلّ الذين تناوبوا على التشاور مع موسكو سابقاً، وهي معارضة تسمّيها موسكو بالوطنية والعاقلة، يتصدّرها الوزير السابق قدري جميل، وفريق تمثله هيئة التنسيق التي تردّدت وقرّرت ترك الحرية لأعضائها ثم حسمت وحزمت أمرها للمشاركة بالإجماع، وأرجأ رئيسها حسن عبد العظيم حضوره الشخصي إلى جولة قادمة يكون فيها الحوار قد دخل في القضايا المباشرة للحلّ السياسي، يكون تمثيل الوفود بين المعارضة والحكومة قد حسمت رئاستها فيترأس هو الوفد المعارض آملاً أن يجد قبالته وزير الخارجية السوري وليد المعلم.

مفاجأة «موسكو واحد» كانت التزامن بين انعقاد اللقاء الأول لفرقاء المعارضة الذين تقدّمهم ممثلو لجان الحماية الكردية، كفريق وحيد من المعارضة المسلحة التي تقاتل «داعش»، وهم يحتفلون بالنصر في عين العرب – كوباني، في تطوّر ما كان ليحدث لولا الدعم الناري الواسع لواشنطن، في توقيت ليس مصادفة، وما فيه من رسالة إلى أنقرة، رداً على رسالتها برفض السماح باستخدام قاعدة «أنجرليك» من قبل الطائرات الأميركية ضدّ «داعش» من دون التفاهم على خطة متكاملة للتغيير في سورية، لينطلق المسار الموسكوفي في جولته الأولى هادفاً لتوحيد قوى المعارضة ونظرتها للحلّ السياسي تمهيداً للقاء الوفد الحكومي يوم غد الأربعاء.

بين ما سيجري في موسكو وما سيجري في الرياض، وصل العماد ميشال عون إلى السعودية للتعزية بوفاة الملك عبدالله، مع توارد معلومات عن ترتيبات للقاءات على هامش الزيارة ستشمل الأميرين مقرن بن عبد العزيز ومحمد بن نايف، والرئيس سعد الحريري، بما أعطى الأمل بتنشيط الاشتغال على فرص إنقاذ الاستحقاق الرئاسي، في ظروف ضاغطة يومياً على المستوى الأمني تهدّد في أيّ لحظة بدخول لبنان نفقاً مظلماً إذا تفجّرت الألغام الموقوتة، في عرسال نحو بلدة القصر في الهرمل وصولاً إلى الشمال حيث الخلايا النائمة، بالتزامن مع عين الحلوة حيث خلط الأوراق.

مع شبه انعدام الحركة السياسية الداخلية باستثناء جلسة الحوار الرابعة التي عقدت أمس في عين التينة، ظلّ الوضع الأمني في صدارة الهموم اللبنانية، ولا سيما بعد مطاولة يد الإرهاب فرع المعلومات باغتيال مدروس وفي شكل محترف لمسؤول الفرع في مرياطة قضاء زغرتا المؤهل أول غسان عجاج.

فقرابة منتصف ليل أول من أمس، وبعد عودة عجاج إلى منزله وركنه سيارته في المرآب، كان مسلح ينتظره في بستان قريب للحمضيات، فأطلق عليه رصاصة واحدة من مسافة لا تتعدى العشرة أمتار من سلاح كلاشنيكوف، اخترقت زجاج سيارته وأصابته في الرأس، ما أدّى إلى مقتله على الفور.

وتتركز التحقيقات حالياً على جمع الأدلة وتفريغ مضمون كاميرات المراقبة الموجودة في المنطقة، كما يتمّ الاستماع إلى إفادة بعض الأشخاص، وإعادة النظر في القضايا التي كان يعمل عليها عجاج منها الأمني وغير الأمني.

إجراءات كثيفة للجيش في الشمال

وواصل الجيش إجراءاته الأمنية الكثيفة ونشر حواجز له في كلّ مناطق الشمال وسيّر دوريات على طول الأوتستراد الدولي وداخل الأسواق القديمة وسط مدينة طرابلس. كما تمّ قطع الطريق عند مسجد الناصري في باب التبانة وضرب طوقاً أمنياً فيما عمل الجنود على التدقيق في الهويات وتفتيش السيارات. كما دهم الجيش مخيمات للنازحين وأوقف أشخاصاً يشتبه في انتمائهم إلى تنظيمات إرهابية.

في الأثناء، استمرّ التوتر على جبهة عرسال إذ استهدفت مدفعية الجيش تحركات للمسلحين في وادي رافق وجرد القاع في البقاع، في حين لم يتحدّد بعد موعد تنفيذ الخطة الأمنية في البقاع الشمالي.

وصدرت أمس مواقف عبّرت عن الاستياء من التلكؤ في تعزيز قدرات الجيش في حربه ضدّ الإرهاب، مطالبة بالإسراع في تزويده بالأسلحة التي عرضتها إيران على لبنان من دون شروط في وقت لا تزال الهبة السعودية مجمّدة وبات مؤكداً أنها ستأخذ المزيد من الوقت بعد وفاة الملك عبدالله والانهماك السعودي في ترتيب الأوضاع في المملكة.

حوار حزب الله «المستقبل»: دعم الجيش بكلّ الوسائل

ووسط هذه الأجواء الأمنية المتوترة، عقدت جلسة الحوار الرابعة بين حزب الله و»تيار المستقبل» في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة بحضور المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل، ووزير الصناعة حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله عن حزب الله. وعن «تيار المستقبل» كل من مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر. كما حضر الجلسة وزير المالية علي حسن خليل.

وثمّن المجتمعون في بيان صادر عنهم «التطور الإيجابي للحوار وما نتج منه من أثر لدى الرأي العام، واتفقوا على بعض الخطوات العملية التي تعزز مناخ الاستقرار. وأكد المجتمعون الموقف الثابت بدعم الجيش والقوى الأمنية بكل الوسائل في مواجهة الإرهاب وحماية لبنان».

وأكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» أن المجتمعين أكدوا «دعم الجيش في مهماته الأمنية ورفض أي نوع من أنواع التعدي عليه، وتأمين الغطاء له في مهماته». ولفتت المصادر إلى أن اللقاء لم يخض في الدعم المادي للجيش بالقوانين المتعلقة بتحسين أوضاع السلك العسكري والتي يجب أن تقرّ، أو في الهبات المقدمة للجيش لا سيما الهبة الإيرانية، بل أكد الدعم السياسي والمعنوي للجيش».

حزب الله يعزي وعون إلى السعودية

وكان وفد من حزب الله ضمّ النائبين علي المقداد ونوار الساحلي عزى السفير السعودي علي عواض عسيري وأركان السفارة بوفاة الملك عبدالله في مسجد محمد الأمين، فيما غادر رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون إلى السعودية، لتقديم واجب العزاء، يرافقه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل.

إلى ذلك، تمنت هيئة التنسيق في لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية على «الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إعطاء القرار الحاسم بتنفيذ الهبة السعودية لتسليح الجيش، حفظاً للبنان وصوناً لكرامته»، كما تمنت «أن يكون على مستوى تطلعات وآمال الشعوب العربية الراغبة بالتحرر من التبعية والتسلط والاحتلال، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني».

تحرك عمالي لمكافحة الغلاء

معيشياً، بدأ الاتحاد العمالي العام جولة على المسؤولين في إطار تحركه لمكافحة الغلاء وارتفاع الأسعار. وقد بدأ وفد من الاتحاد برئاسة رئيسه غسان غصن الجولة بلقاء رئيس الحكومة تمام سلام في السراي.

ونقل غصن عن سلام «أنه مع هذا التحرك المطلبي، وأكد لنا أنه لا بدّ أن نستكمل ما يسمى بالتوازن بين الحوار السياسي الذي يؤمّن الاستقرار السياسي والأمني، في موازاة الحوار الاقتصادي الاجتماعي الذي يؤمّن الاستقرار والسلم الأهلي في موازاة الأمن والاقتصاد».

الراعي غادر المستشفى

في مجال آخر، غادر البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي مستشفى سيدة المعونات الجامعي في جبيل قبل ظهر أمس، بعدما تماثل للشفاء، متوجهاً إلى الصرح البطريركي في بكركي لتمضية فترة النقاهة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى