واشنطن تلوّح بالضغط العسكري على دمشق

دعا وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل التحالف الدولي الذي يوجه ضربات جوية إلى مواقع تنظيم «داعش» الارهابي في سورية والعراق إلى مواجهة هذا التنظيم على الارض.

وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك أمس مع نظيره الأميركي جون كيري أن «المملكة تؤكد أهمية هذا التحالف لمحاربة «داعش» في العراق وسورية، وترى أهمية توافر السبل العسكرية اللازمة لمواجهة هذا التحدي على الارض». وأكد الفيصل دعم بلاده لخيار تدريب وتسليح «المعارضة المعتدلة» في سورية لمواجهة الأسد، مضيفاً أنه «الداعم الرئيسي للإرهاب». بحسب قوله.

وأوضح كيري من جهته، ان واشنطن لا تسعى إلى «مقايضة كبيرة» مع إيران، في إشارة إلى تعاون سياسي وامني اوسع، مؤكداً ان الولايات المتحدة تواصل مراقبة افعال إيران «التي تزعزع الاستقرار».

وأضاف الوزير الأميركي أن بلاده لن تغفل عن تحركات إيران في سورية ولبنان والعراق واليمن، مشيراً إلى انه قد تكون هناك حاجةٌ لممارسة ضغوط عسكرية لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، وقال أنه من الممكن أن يكون هناك «ضغط عسكري على الأسد لضمان تغيير السلطة»، وأضاف: «في نهاية الأمر سيلزم مداورة الدبلوماسية والضغط لضمان التغيير السياسي». وأوضح «قد يلزم الضغط العسكري لذلك».

واعتبر كيري أن إزاحة «داعش» من سورية من أولويات واشنطن لضمان استقرار سورية واعادة بناء دولة آمنة.

جاء ذلك في وقت رجح سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف أن تكون واشنطن تماطل في الحرب ضد مسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية لمواصلة الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال باتروشيف، إن هناك انطباعاً بأن الولايات المتحدة لا تستعجل القضاء على هذا التنظيم المتطرف، خشية تخفيف الضغط على الرئيس الأسد، مؤكداً أن المجتمع الدولي يواجه اليوم مشكلات نجمت عن السياسة الخارجية الأميركية القصيرة الأفق، والتي يستخدم فيها البيت الأبيض سياسة ذات معايير مزدوجة.

وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش من جهته، أن الأسلحة التي توردها الولايات المتحدة ودول غربية أخرى لما تسميها «المعارضة المعتدلة» في سورية تصل في نهاية المطاف إلى أيدي المتطرفين معتبراً أن هذا الأمر يزيد من تعقيد الوضع بشكل أكبر في هذا البلد.

وأشار لوكاشيفيتش إلى أن «حركة حزم» التي تتلقى دعماً كبيراً من واشنطن تعرضت لهجوم كبير من قبل «جبهة النصرة» الذين استولوا على مقراتها وأسلحتها وبالتالي وقعت الأسلحة الموجودة لدى عناصر الحركة بيد هؤلاء الإرهابيين بينما انضم قسم ممن يسمون «المقاتلين المعتدلين» إلى صفوف التنظيم الارهابي وهذا ما يثير التساؤل مرة أخرى حول بيد من يقع السلاح الذي تقدمه الولايات المتحدة وحلفاؤها لما يسمى «المعارضة المعتدلة».

وحول استئناف جلسات اللقاء التشاوري السوري مجدداً أعلن لوكاشيفيتش أن الجولة الثانية من هذا اللقاء ستجرى في موسكو في شهر نيسان المقبل، موضحاً أن «لدى موسكو اتصالات واسعة مع جميع قوى المعارضة السورية وبطبيعة الحال مع الحكومة السورية أيضاً».

وأوضح أن «اتصالاتنا مع هيئة التنسيق المعارضة تدخل في إطار المهمات التي ينبغي أن تضمن مشاركة أوسع للمعارضة السورية في الجولة الثانية من المشاورات بين السوريين المرتقب إجراؤها في نيسان المقبل في موسكو».

وفي السياق، أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أميرعبد اللهيان خلال لقائه المدير العام في وزارة الخارجية البريطانية لشؤون الشرق الأوسط إدوارد أوكدن إن «نظرة إيران للتوجهات السياسية والأمنية والاجتماعية بالمنطقة مبنية على أساس محاربة الإرهاب وعدم التدخل العسكري الأجنبي والمساعدة على تعزيز الحلول السياسية والحوار الوطني».

وحذر عبد اللهيان من اعتماد معايير مزدوجة من قبل التحالف الدولي مع الإرهاب والتسامح تجاه التطرف في المنطقة، واصفاً هذه الخطوة باللعبة الخطيرة ومعتبراً أن تقسيم الإرهابيين إلى جيد وآخر سيئ أمر غير قابل للفهم.

ميدانياً، سيطر الجيش السوري أمس على بلدة دورين وتلتها الاستراتيجية في الريف الشمالي لمدينة اللاذقية، كما سيطرت وحداته على قرى بيت صبيرة، الريان، بيت عيوش، المزرعة في محيط المرصد 45، وواصل تقدمه باتجاه قرية كفر دلبة.

وأطلق الجيش عمليته العسكرية الكبرى بعد تمهيد مدفعي وصاروخي مكثف على تحصينات المسلحين، كما استطاع قطع طريق الإمداد بين دورين وسلمى المعقل الأساسي للمسلحين في الريف الشمالي للاذقية، حيث يسعى الجيش من خلال العملية الى التقدم نحو سلمى وصولاً للحدود مع تركيا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى