هاموند وسعود وفابيوس وسليمان والسنيورة وجنبلاط… صدفة؟

ناصر قنديل

– في يوم واحد أخرجت كلمات متقاطعة من مصادر مختلفة ومن أمكنة مختلفة، فوقف الرئيس فؤاد السنيورة أمام المحكمة الدولية، يدلي بشهادته التي لا تصلح إفادة مختار، فصارت حكومة عام 1997 عنده في الـ2007، وفي الـ2007ـ زار الرئيس رفيق الحريري الرئيس حافظ الأسد، وكليهما توفي قبل الـ2007 طبعاً، ولم يقف أيّ من القضاة مصحّحاً، وسجل في محضر المحكمة التاريخ في 2007 صحيحاً لموعد اللقاء بين المتوفين، ليتداولا في تشكيل حكومة لبنان، كما غاب عنه اسم اللواء غازي كنعان فصار بعد تفكّر مجرّد، أبو يعرب، ودوّن أبو يعقوب، ولما سئل عن الدور السوري في انتخابات العام 2000 هل كان على يد اللواء غازي كنعان أم اللواء رستم غزالي استغرق في التفكير، ونطق جوهرة، أنه إما كان كنعان أو غزالي، وبالتأكيد كان أحدهما، أما عن موضوع اللقاء بين الرئيس حافظ الأسد والرئيس رفيق الحريري عام 2007 فقد كان بحسب السنيورة، تحديد حصة الحريري من ثلاثة وزراء فقط، وقد اختار الوزراء بهيج طبارة وسمير الجسر وفؤاد السنيورة، ولما سئل عن الوزير باسم السبع، قال يبدو أنّ الاتفاق سمح للحريري بأربعة وليس ثلاثة، وأنا أخطأت.

– أخطأ السنيورة أيضاً، فشرّفني عندما أراد أن ينال مني بقوله إنّ اختياري من قبل سورية كان لأنني خير من يمثل وجهة نظرها، برأيها وبرأي كثير مثله من اللبنانيين، لكنه أخطأ في الوقائع في تفسير وجودي على لائحة الرئيس الحريري بدلاً من تلميذ السنيورة كما وصفه غازي يوسف، وسبب سحب ترشيحه من انتخابات عام 2000، وقوله إنّ فرض ترشيحي على الرئيس الحريري كان السبب، تجاهل وجهلت معه المحكمة، وقضاتها المنغمسون في التفاصيل النيابية، أنّ هناك مقعداً تترشح عنه على لائحة الرئيس نبيه بري في الجنوب، شقيقة الرئيس الحريري النائب بهية الحريري، ومقابله يسمّي الرئيس بري مرشحاً على لائحة الرئيس الحريري في بيروت، وإنْ كان ثمة طلب أو ترجيح سوري فهو مع الرئيس بري وليس مع الرئيس الحريري، وبالتالي لا شأن للرئيس الحريري به ولا للسنيورة حكماً ولا لتلميذه حكماً حكماً حكماً.

– التدخل السوري في الشأن المالي كان العنوان التالي في شهادة السنيورة الإصلاحي، فقال السنيورة لم يكن يحدث تدخل، وهذا خلاف القول إنّ السوريين كانوا يتدخلون في كلّ شيء في الدولة، وكلّ شيء له قيمة في نهاية المطاف هو مال، وكلام السنيورة يدحض ما يقوله وفريقه عن مغانم على حساب الدولة حققتها سورية، لتصير مهمة سورية إدارة توازنات النزاعات القبلية بين أمراء الطوائف اللبنانيين، إلا أنّ السنيورة تفتّق عن عبقرية اتهام سورية بتعطيل الخطط الإصلاحية، أما ما هي الخطط الإصلاحية، فقال السنيورة إنّ قلبها الخصخصة أيّ بيع الدولة وأملاكها التي أسماها السنيورة بلغة مخففة، إشراك القطاع الخاص، ولم يقل إنّ من بينها منع ملاحقته بتهمة الفساد وإساءة التصرّف بالمال العام في محرقة نفايات برج حمود، ولا قال إنّ مثلها يتكرّر الآن بسياساته الإصلاحية من دون وجود سوري في لبنان، وعنوانها أحد عشر مليار دولار ضائعة على الدولة لا يعرف أحد مصيرها، ويتحمّل شخصياً مسؤوليتها، وأنه يربط وكتلته تمرير أيّ موازنة عامة بالعفو عنها وتجاهل التحقيق فيها.

– المهم أنّ السنيورة استُحضر إلى المحكمة ليتولى استثمار المنصة إعلامياً للتهجّم على سورية ورئيسها وعلى المقاومة وسلاحها، وبلغة عدائية لا حاجة لاستعادتها.

– ليلة ظهور السنيورة أطلّ على اللبنانيين قمر الرئيس السابق ميشال سليمان إطلالة لم ينصحه مستشاروه الإعلاميون أنها لا تليق بقائد سابق للجيش أو رئيس سابق للجمهورية، ليتحدث عن القمر الدين والصابون البلدي ومربى المشمش، وليسلط لسانه على المقاومة وسورية ورئيسها وجيشها، متناسياً أنّ النأي بالنفس الذي يتباهى بكونه أهمّ إنجازاته، كما يدعوه للاحتجاج على وقوف من يقف إلى جانب سورية ورئيسها وجيشها يمنع عليه فعل العكس.

– بالمناسبة سينتحر شارل ديغول وهو في قبره بسبب معادلة الجنرال سليمان الحربية، لأنه انتصر على الفاشية التي يقارع شقيقتها الرئيس الأسد في سورية، وقد بلغ عدد ضحاياها أكثر من نصف مليون، فيصير ديغول بعرف الجنرال سليمان انتصر على شعبه بنصف مليون ضحية، كما سينتحر أيزنهاور من معادلة الجنرال سليمان حول المعادلات الحربية، التي تسقط كمعادلة الجيش والشعب والمقاومة التي سقطت لأنّ المقاومة قاتلت الإرهاب خارج حدود لبنان، كما قاتل أيزنهاور خارج حدود بلده، وردّ عنها ما رآه خطراً قادماً.

– صبيحة شهادة السنيورة وظهرها وبعد ظهرها، طوّقت الشهادة بتصريحات من النائب وليد جنبلاط ووزير خارجية بريطانيا ووزير خارجية السعودية، والموضوع التهجم على الرئيس بشار الأسد.

– التوقيت ليس على علاقة بما يجري في سورية، وليس هناك جديد يفسّره، ولا جديد في قضية الرئيس الحريري، السبب تصريح جون كيري عن التفاوض شخصياً مع الرئيس بشار الأسد.

– يردّون على كيري ويخلقون له معوقات، فليدافع كيري عن مفاوضاته، فالرئيس الأسد يهمّه الأفعال وليس الأقوال.

– في الأفعال وزير خارجية بريطانيا مسؤول عن ثلاثة آلاف داعشي عليه تدبّر أمرهم بعد عودة باتت وشيكة إلى بريطانيا، وجنبلاط لديه أفعال بما بعد العام 2016 ومكانة سورية وإيران وربما النأي بالنفس عن المسؤولية أو ما يسمّيه بالتنحي، وسعود الفيصل أمامه اليمن فليفعل إنْ يقدر، والسنيورة عليه الاستعداد لموازنة 2016 حيث لا ينفع تأجيل ولا مقايضة على الأحد عشر مليار، أما الرئيس السابق فقد ضاع عليه زمن الفعل، ولذلك معذور من يرفض أن يتقاعد وليس لديه إلا الأقوال، وقد أضاع زمن الأفعال.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى