سمعان: لن نسمح لأحد أن يفصلنا عن جذورنا ويبعدنا عن أرضنا

أكد منفذ عام حمص في الحزب السوري القومي الاجتماعي العميد نهاد سمعان أننا لن نسمح لأحد أن يفصلنا عن جذورنا ويبعدنا عن أرضنا التي إذا ما غادرناها سنفقد أهمّ صفة من صفاتنا، وهي الأصالة، لأننا لن نكون أصلاء إلا في هذه الأرض التي أنجبتنا.

وقال سمعان في الحفل الذي أقامته منفذية حمص بمناسبة عيد مولد باعث النهضة القومية، أنّ سعاده حدّد عدوّنا وعيّنه وسمّاه، حين قال: «ما دمنا نقتتل على السماء فلن نربح الأرض، واقتتالنا على السماء قد أفقدنا الأرض، فكلنا مسلمون لربّ العالمين، منا من أسلم لله بالإنجيل ومنا من أسلم لله بالقرآن، ومنا من أسلم لله بالحكمة، وما من عدوّ يقاتلنا في ديننا وحقنا ووطننا إلا اليهود»، ومن تحديده للعدو تحدّد معه الصديق، فأصبحت لدينا بوصلة نحدّد بواسطتها من يريد لنا الخير ومن يتربّص بنا ويريد لنا شراً.

بكلّ بساطة… إنّ ما يسرّ «إسرائيل» لا بدّ أن يكون شراً علينا، لأنّ بوصلتنا هي فلسطين.

وتابع سمعان قائلاً: لقد حدّد سعاده المفاهيم الرئيسية وعرّفها وفسّر معاني الكلمات ومدلولاتها، فلم يعد صعباً على القومي الاجتماعي معرفة ما يضرّ بمصلحة أمته وما يحققها.

وقال سمعان: في بداية الأحداث في شامنا الغالية، اختلط الأمر على البعض بسبب عدم وضوح بعض المفاهيم وضبابية الرؤية، خصوصاً أنّ من طبخ وأعدّ سيناريو الإشعال وجدل فتيل الأزمة كان قد طرح على ألسنة المراهقين شعارات ظاهرها فضائل لكنه حمّلها في أذهانهم معاني أقلّ ما نقول عنها إنها رذائل، فوقع في الخطأ من لم يكن لديه بوصلة صالحة، أو أنه لم ينتبه إلى مؤشراتها.

لقد بشرتنا وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس بأنهم يعدّون لإطلاق آخر مبتكراتهم المصنوعة خصيصاً لبلادنا وهي «الفوضى الخلاقة»، وفعلاً سخّروا إعلامهم وجنّدوا علماء النفس لتصبح الفوضى والحرية شأناً واحداً وكلمتين لمدلول واحد في الأذهان، واحتار الناس في شأن هذا «المخلوق» الذي سينتج عن الفوضى، ولم يخطر في بال أحد في تلك الفترة أنه سيكون «داعش» وأخواته!

وتابع قائلاً: الحرب اليوم هي حرب وجود… حرب بين الدولة العلمانية التي نحيا ضمنها وبين إمارة الارهاب والتطرف، وهي حرب لن تنتهي إلا بغالب حقيقي ومغلوب حقيقي، ولا بدّ أن تنتج في النهاية إنساناً جديداً قوياً يحمل كلّ الخير في توجهه وفكره، مسلح بسلاح الحق والمعرفة، إنسان يعتبر العقل هو الشرع الأعلى.

وشدّد سمعان على أننا أقوياء ولن نسمح لأحد أن يفصلنا عن جذورنا ويبعدنا عن أرضنا التي إذا ما غادرناها سنفقد أهمّ صفة من صفاتنا وهي الأصالة، لأننا لن نكون أصلاء إلا في هذه الأرض التي أنجبت عظماء أغنوا البشرية بابتكاراتهم، لقد زرعت هنا أول حبة قمح، وأنتج هنا أول رغيف، وعصرت هنا أول حبة زيتون، وكتب هنا أول حرف، وهنا دار أول دولاب، وهنا جعلنا السنة اثني عشر شهراً والأسبوع سبعة أيام، وهنا أول تثبيت لشريعة على ألواح من حجر…

وأردف قائلاً: هنا باقون، ويجب أن نبقى، نهيّئ لولادة الإنسان الجديد، ونبني ما تخرّب من بنيان ونفوس، نبنيه كما قال الرئيس بشار الأسد: سوا مع كلّ المخلصين من القوى العلمانية الصادقة، سوا سنبقى… سوا سنبني… سوا سننتصر…

كلام سمعان جاء خلال حفل غداء أقامته منفذية حمص في «القومي» بمناسبة مولد باعث النهضة أنطون سعاده بحضور عميد الإذاعة والإعلام وائل الحسنية، منفذ عام الحصن غضفان عبّود، منفذ عام العاصي علي عواد، وعدد من المسؤولين.

كما حضر الحفل مطران حمص للروم الأرثوذكس المطران جورج أبو زخم، مدير أوقاف حمص الشيخ عصام المصري، العميد محمد عساف، أعضاء مجلس الشعب سناء أبو زيد وشحادة ميهوب، رئيس حزب العهد الوطني همام غالي، ممثل مطران السريان الكاثوليك الأب ميشيل نعمان، الشيخ أحمد الجدي، رئيس غرفة تجارة حمص ابراهيم أتاسي، وعدد من الفاعليات الاقتصادية والاجتماعية.

وتخللت الحفل كلمات للعميد الحسنية والشيخ المصري والمطران أبو زخم، شدّدت على تحصين الوحدة الوطنية ومواجهة الإرهاب والتطرف.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى