من العزم إلى الوهم… السيد يضع النقاط على الحروف

طاهر محي الدين

إنّ إجرام النظام السعودي في اليمن، لا يختلف عن إجرام الكيان الصهيوني فلسطين، وخصوصاً في غزة حيث يدمر البيوت ويقتل الأطفال ويدنس المقدسات، ورغم أنّ فوارق موازين القوة العسكرية بين «إسرائيل» ومملكة آل سعود كبيرة، ولكن كما فشل الصهاينة في غزة، فإن جيش آل سعود سيهزم في اليمن، فالحروب لا تحسمها الغارات الجوية ولا فوارق القوة أبداً، بل دماء الشهداء وصمود وتضحيات الشعوب؟

وضع أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله النقاط على الحروف في خطابه الأخير، فأهداف غزوة سلمان ونتائجها وآفاقها ساقطة جملةً وتفصيلاً، لأنّ عبد ربه منصور هادي لن يعود إلى اليمن، لا في عدن ولا صنعاء، كما أنّ «الخطر المحتمل» على أمن آل سعود من قبل الحوثيين، أصبح بعد الغزوة خطراً وجودياً على آل سعود أنفسهم.

كانت حماية الحرمين الشريفين الشعار الأكبر لتحشيد الرأيين العالمي والإسلامي علهم ينجحون في كسب تأييدهما لهذه الحرب، فتمّ إسقاطه في البرلمان الباكستاني «الهندي»، وسقط معه هدف الغزوة الأكبر وهو إشعال حرب سنية ـ شيعية، وقد لاحظنا كيف تغيرت مواقف الداعمين للحرب على اليمن وتنصلهم من دعم الغزوة وأهدافها، فعدم انقسام اليمن شمالاً وجنوباً أسقط حزمهم، وأغرقهم في وهمهم أثبت لهم فشل مخططاتهم.

أما قرار مجلس الأمن، فقد أكد سقوط ما يسمى بالمجتمع الدولي «كراع للإرهاب»، في كلّ قرارته التي تغطي المجرم وتدعم السفاح، وإن كانوا قادرين على تطبيقه فليفعلوا!

آن الآوان لكلّ من يدعون أنهم أحرار ومن يدعون الإنسانية والوطنية أن يقولوا لطغمة آل سعود: كفى إجراماً وإرهاباً وقتلاً وإرهاباً في حقّ الإنسانية، كفا تدميراً للدول ومقدراتها في سورية والعراق ولبنان ومصر وليبيا والصومال ونيجيريا وكينيا وأفغانستان، عبر نشر وهابييهم وأفكارهم التكفيرية المجرمة في كلّ دول العالم.

إنّ الفائز الأكبر من إجرام آل سعود في المنطقة والعالم هو الكيان الصهيوني ورئيس وزرائه نتنياهو، أما فلسطين ومعها الدول والشعوب المظلومة من قهر التكفير في العالم والمنطقة فهي أكبر الخاسرين.

للسعودية المجرمة اليد الطولى في منع استقرار الدول والشعوب، عبر تمويلها ودعمها وتصديرها للفكر الوهابي الإجرامي وتوريدها للإرهابيين على مساحة العالم كله، ومن خلال منعها وتعطيلها كلّ الحلول السلمية والحوارات في الدول التي تتعرض للإرهاب والتدمير الممنهج.

وكما هي العادة سماحة السيد نصر الله في نصرة المظلومين، وقد توجه بالتحية والإكبار إلى ذلك السيد الشاب القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي على شجاعته وصموده وثباته، رغم صغر سنه، وأشاد بحكمته وصبره الذي وصفه بـ «الصبر الاستراتيجي»، والذي تكون نتيجته الحتمية المؤكدة «نصراً استراتيجياً».

كذلك أصرّ سماحته على أن يعيد علينا مشهد عام 2005 إبان خروج الجيش العربي السوري من لبنان، فكرّر شكره «لسورية الأسد» في العام 2015، بعد خمس سنوات من بداية الحرب الكونية عليها فقال: «شكراً سورية لأنك صمدت، وشكراً سورية لأنك لم ترضخي، وشكراً سورية لأنك لم تستسلمي».

بالرغم من كلّ الحملات التي شُنت على سماحته بعد خطابه السابق من قبل الأطراف الداخلية اللبنانية، وخصوصاً تيار المستقبل، من رأسه إلى ذنبه، وتعالي نبرة التصريحات تطاولاً على سماحته في شكل شخصي حتى، إلا أنه كرّر الدعوة، وبأدبه المعهود وأخلاقياته الرفيعة إلى أن يكون مستوى النقد والاختلاف في الرأي سياسياً بامتياز، وبعيداً من لغة الشارع من سبّ وشتم. توجه سماحته إلى كلّ منتقديه بالنصيحة أن يهدّئوا أحصنتهم، وألا يتكلوا على إعلام «عاصفة الحزم»، فيسيرون وراء انفعالاتهم في تقييمهم للوضع في اليمن والمنطقة، معتمدين على تلك الأوهام، حتى لا يصدموا وتتحطم أوهامهم كما حدث لهم عندما ربطوا كلّ تاريخهم ومستقبلهم ومواقفهم السياسية بتصديق ما أوهمهم به العدو الصهيوـ سعودي بأنّ النظام في سورية سيسقط خلال شهرين أو ثلاثة على الأكثر.

وختم سماحته خطابه بحكمةٍ وموعظة، إذ استشهد بقول مؤمن قوم فرعون فقال: «فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى اللَّه إنّ اللَّه بصير بالعباد».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى