تقرير إخباري

تقرير إخباري

معارك ريف اللاذقية: إلى أين؟

بتول عبد الله

خفّت وتيرة المعارك في ريف اللاذقية بعد تحرير الجيش السوري لمدينة كسب وتطهيرها من دنس الإرهابيين. واقتصرت مناوشات الجيش على ضربات بعيدة المدى لمناطق يسيطر عليها المسلحون وأخرى تُعتبر طرق إمداد عسكري ولوجستي لهم. وقد باءت محاولات المسلحين الهجوم على حواجز عدة للجيش وبعض النقاط القريبة من قرية الربيعة – المنطقة الأهم في المعارك حالياً – بالفشل. يذكر أن الربيعة تعدّ مركزاً مهماً للمسلحين، إثر تحرير الجيش نقطتين متاخمتين لها في الأيام القليلة الماضية.

وأفادت مصادر خاصة أن القوات السورية تستجمع قواها تحضيراً لدخول قريب لقرية الربيعة وتوجيه ضربة حاسمة. كما تم رصد ومتابعة تجمع للمسلحين في غمام وقتل ما يقارب 30 منهم كمحصلة مبدئية لضربات متتالية شنتها طائرات الجيش ومدفعياته، آخرها في اليومين الماضيين. وفي السياق نفسه، يقوم الجيش بضرب مكثف، بواسطة الطيران والمدفعية، على سلمى وترتياح والمغيري ودورشان، ما أدى إلى تدمير مراكز عدة لـ«جبهة النصرة» وغرف عمليات تشمل أجهزة اتصال متطورة، كانت تخطط لشن عمليات ضد نقاط محددة للجيش السوري والنيل من بعض القرى الآمنة.

جرّاء هذا الاستهداف، قُتل عدد من قيادات وعناصر الإرهابيين، بالتزامن مع تقدم بري بطيء شمل أخيراً قمة دورين ونقاطاً عديدة مهمة قريبة منها. وفي هذه الأثناء، يقوم الجيش بتعزيز نقاطه وحشد قوات كبيرة، والعين موجهة إلى سلمى وكنسبا وعين الغزال والربيعة وغمام وديرحنا والزويك. فقد شكل الجيش حاجزاً فولاذياً بتوزعه وانتشاره الواسع، يمنع بدوره تمدد المسلحين باتجاه اللاذقية، ويشكل هذا الانتشار قوة متعددة المهام تفيد في استهداف نقاط في قرى إدلب القريبة، ورصد تحركات المسلحين وطرق إمدادهم، وذلك بالتزامن مع معركة إدلب، حيث تشكل هذه المناطق المتاخمة للحدود التركية، منفذاً للمسلحين. ويقول مراقبون إن تحرير الربيعة بات قاب قريباً.

ولا ينفك الجيش يرصد مناطق إطلاق الصواريخ والقذائف التي تصدر بمعظمها من غمام، منعاً لاستهداف مدينة اللاذقية. ومن جهة أخرى، يتأهب الجيش لمواجهة ضغوط وهجمات في ريف اللاذقية سببها فرار مسلحي معركة إدلب والتحاقهم بجبهات اللاذقية. وسيتابع الجيش تقدمه في الريف بالتزامن مع معركة إدلب، ووضع خطط مدروسة للاستفادة من دروس تلك المعركة التي أثمرت انتصارات للجيش وانعكست سلباً على الإرهاب المتفشي في ريف المحافظة الساحلية.

وفي سياق متصل، يعتبر الوضع الأمني والعسكري في اللاذقية وريفها في تحسن مستمر لمصلحة الجيش السوري الذي أخذ المبادرة في معظم المعارك الأخيرة، أهمها معركتا سلمى ودورين ومحيطهما.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى