لافروف: اتفاقات مينسك لا تنفذ بسبب سلوك كييف

حمّل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كييف مسؤولية عدم تنفيذ اتفاقات مينسك، مؤكداً ضرورة التزام الحكومة الأوكرانية إقامة حوار مباشر مع ممثلي دونيتسك ولوغانسك.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التشيلي أرالدو مونيوس في موسكو أمس: «للأسف الشديد اتفاقات مينسك لا تنفذ بسبب الجانب الأوكراني قبل كل شيء»، مشيراً إلى وجود أمثلة كافية تثبت ذلك.

وأكد الوزير الروسي أن كييف حاولت عرقلة بدء عمل لجان فرعية في إطار مجموعة الاتصال، مشيراً إلى أن ذلك يدل على عدم رغبتها في تنفيذ خطة مينسك لتسوية الأزمة.

وأشار إلى أن الجانب الأوكراني يحاول وضع شروط جديدة لم تناقش مع أحد لبدء عمل اللجان في تنفيذ اتفاقات «مينسك»، مؤكداً رفضه توسيع إطار مجموعة الاتصال الخاصة بأوكرانيا من خلال إشراك خبراء ومنسقين من الخارج وممثلي منظمات دولية غير حكومية.

وقال: «يجب أن يتحقق هذا الإطار بدقة في آلياته العملية، ونعارض إدخال أي خبراء خارجيين لم يسمع عنهم أحد، في تلك الآليات»، مؤكداً أن كييف تعهدت الحوار المباشر مع ممثلي دونيتسك ولوغانسك وفقاً للاتفاقات، وأضاف: «أعلن وزير الخارجية الأوكراني كليمكين أن كييف لن تتحاور مع ممثلي دونيتسك ولوغانسك، كما تريد ذلك روسيا، بحسب قوله، لكن ذلك ليس هو رغبة روسيا، الحوار المباشر هو التزام كييف باتفاقات مينسك».

وأوضح لافروف أن موسكو لا تفهم كيف يمكن الحديث عن أوكرانيا كدولة موحدة بعد أن وصفت كييف مسلحي دونيتسك ولوغانسك بالإرهابيين.

إلى ذلك، أعلن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أن التعاون الأوكراني الأميركي في المجال العسكري التقني ينتقل إلى مستوى عملي جديد نوعياً.

وقال بوروشينكو لدى افتتاحه تمرين مركز القيادة الأوكراني الأميركي «فيارليس غارديان – 2015» في مقاطعة لفوف بغرب أوكرانيا أمس: «يسرني أن أعلن انضمام ألمانياً وكندا وبولندا ودول عديدة أخرى إلى شركائنا الأميركيين الذي يرسلون إلينا ممثلين عن قواتهم المسلحة».

وكانت مصادر في مقاطعة لفوف أفادت في وقت سابق بأن «مراسم افتتاح التدريبات بمشاركة رئيس البلاد ستجرى في المركز الدولي لحفظ السلام والأمن في أكاديمية القوات البرية بقرية ستاريتشي في منطقة يافوروفسكي».

وأعلن المتحدث باسم أركان عملية القوات الأوكرانية شرق البلاد أندريه ليسينكو أنه وصل إلى لفوف من أجل تدريب القوات الأوكرانية على العمليات العسكرية نحو 300 من مشاة بحرية اللواء 173 في الجيش الأميركي.

وذكر وزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف أن الاتفاق على التدريبات جرى بين بوروشينكو ونائب الرئيس الأميركي جو بايدن، حيث سيشارك في التدريبات من الجانب الأوكراني 900 مقاتل من الحرس الوطني سينقسمون إلى ثلاثة أقسام يتدرب كل منها 8 أسابيع، ومن ثم ستجرى تدريبات عامة بمشاركة وحدات الحرس الوطني وكتائب «آزوف» و»ياغوار» و»أوميغا»، وغيرها من وحدات كييف وخاركوف وزابوروجيه وأوديسا ولفوف وإيفانو – فرانكوفسك وفينيتس.

وأعلن الكرملين مراراً أن إرسال الدول الغربية مدربين وخبراء عسكريين إلى أوكرانيا قد يؤدي إلى زعزعة الوضع، نظراً إلى استمرار النزاع الداخلي الأوكراني ووجود مشاكل تعرقل تطبيق اتفاقات مينسك.

وقال دميتري بيسكوف، الناطق الصحافي باسم الرئيس الروسي إن «وجود مدربين وخبراء وعسكريين من دول أجنبية في أوكرانيا لا يساهم على الإطلاق في تسوية النزاع، ولا في توفير الجو الملائم لتطبيق اتفاقات مينسك ، بل على العكس، يمكن أن يؤدي إلى زعزعة الوضع بشكل كبير».

عدا ذلك أُعلن قبل أيام أن كندا سترسل إلى أوكرانيا قرابة 200 عسكري للمشاركة في تدريب الجيش الأوكراني حتى أواخر آذار عام 2017. بدورها تعهدت بولندا الانضمام لجهود تدريب القوات الأوكرانية في إطار فعاليات عسكرية لحلف الأطلسي.

أما بريطانيا التي تعهدت أيضاً دعم الجيش الأوكراني، فكانت قد أرسلت 35 عسكرياً إلى أوكرانيا، يشرفون على عمليات التدريب في مدينة نيقولايف بجنوب البلاد، وذلك في إطار مهمة تستغرق قرابة شهرين.

إلى ذلك، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أن إرسال مظليين أميركيين إلى أوكرانيا يمكن أن يعتبر خطوة أولى نحو توريد سلاح أميركي حديث إلى كييف.

وقال: «كما هو معلوم يدخل في إطار برنامج التدريب تعليم إجادة استخدام السلاح والمعدات على النموذج الغربي، وهذا يمكن اعتباره خطوة أولى لتوريد الأسلحة الأميركية الحديثة إلى أوكرانيا التي يتوق للحصول عليها «حزب الحرب» في كييف، وتشجيع من قبل واشنطن لخطط الحزب الانتقامية يهدد بتجديد سفك الدم الجماعي في البلد المجاور لنا». وأضاف أنه «من الواضح أن الجنود الأميركيين في الأراضي الأوكرانية لن يجلبوا السلام».

ونوه المسؤول الروسي إلى أن المظليين الأميركيين مع نظرائهم البريطانيين الموجودين حالياً في أوكرانيا والمدربين الكنديين، يعتزمون المجيء لتدريب مقاتلي ما يسمى بـ»الحرس الوطني» وهنا يبرز السؤال: «هل يدركون في واشنطن ولندن وأوتاوا عمن يجري الحديث؟».

وأوضح أن هؤلاء الذين في واقع الأمر هم أنفسهم القوميون المتطرفون من كتائب المتطوعين الذين يضعون على بزاتهم العسكرية الإشارات النازية والذين لطخوا أنفسهم بدماء النساء والأطفال وكبار السن خلال عملياتهم في أحياء دونباس. على ماذا سيدربهم المدربون العسكريون الغربيون؟ سيدربونهم ليستمروا في قتل من يتكلم بالروسية؟».

وأكد أن إرسال هؤلاء الجنود يتعارض بشكل مباشر مع اتفاقات مينسك التي تدعمها الإدارة الأميركية شفوياً وتفشلهاً عملياً.

وذكر لوكاشيفيتش أن الولايات المتحدة تحاول صرف الأنظار عن نشرها عسكريين تابعين لها في أوكرانيا بادعاءات حول وجود مزعوم لـ»قوات روسية» في دونباس، مشيراً إلى أن أحداً لم يثبت وجودها في المنطقة على عكس المظليين الأميركيين في مقاطعة لفوف.

وتعتبر موسكو أن مثل هذه التحركات قد تقوض اتفاقات مينسك التي تنص صراحة على سحب التشكيلات العسكرية الأجنبية كافة وجميع المرتزقة من أراضي أوكرانيا تحت إشراف منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، وعلى نزع أسلحة التشكيلات المسلحة غير الشرعية كافة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى