التضامن الحقيقي مع أسرى الحرية

معن بشور

أن يأتي يوم التضامن العربي والدولي مع أسرى الحرية في سجون الاحتلال الصهيوني 17 نيسان تزامناً مع استشهاد القائد الفلسطيني البارز د. عبدالعزيز الرنتيسي، ومباشرة بعد ذكرى استشهاد القائد والرمز الفلسطيني خليل الوزير أبو جهاد 16 نيسان ، وسابقاً لذكرى مجزرة قانا اللبنانية 18 نيسان ، يؤكد ترابط عناوين النضال الفلسطيني المعاصر وتكاملها وتلازمها مع أيام خالدة في تاريخ الشعب الفلسطيني والعربي امتلأ بها شهر نيسان على مدى العقود الماضية.

فهذا اليوم ليس يوماً لأسرى الحرية الأبطال الذين يسيطرون بصمودهم صفحة مستمرة من صفحات المقاومة الفلسطينية والعربية فحسب، بل هو يوم لشهداء الثورة أيضاً الذين سبقوا أبا جهاد والرنتيسي وتلوهما، وهو يوم للوحدة الوطنية الفلسطينية التي تبقى وثيقة الأسرى إطاراً لها وحافظاً لثوابتها وفي مقدمها المقاومة، كما أنه يوم من اجل العدالة لفلسطين التي ينتهكها الكيان الصهيوني منذ قيامه وتمهيداً لقيامه، كما هو يوم لتلاحم الشعب الفلسطيني واللبناني ومعهما أبناء الأمة العربية والإسلامية على طريق التضحية والبذل والعطاء في سبيل حقوق ثابتة لا يمكن التفريط بها، وقضية تتلاقى فيها كل قضايا الأمة في التحرر والوحدة والحرية والعدالة والكرامة.

وبهذا المعنى فإن الاحتفال الحقيقي بهذه المناسبة، ومع الانتصار الفعلي للأسرى والشهداء، لا يتحقق إلا باستمرار المقاومة بكل أشكالها، وفي المقدمة منها المقاومة المسلحة، والتضامن الحقيقي مع أسرى الحرية لا يترجم واقعاً إلا بإنهاء الانقسام الفلسطيني على قاعدة المقاومة والمشاركة والتمسك بالحقوق الفلسطينية الثابتة وعلى رأسها حق العودة واستمرار الكفاح من أجل التحرير.

كما أن التضامن الجدي مع الأسرى يتطلب الإسراع في محاكمة مجرمي الحرب الصهاينة على المجازر التي ارتكبوها، والإبادة الجماعية التي يمارسونها، والاغتيالات المتواصلة التي ينفذونها بحق قادة ومناضلين ومواطنين فلسطينيين وعرب ومن أحرار العالم، والانتهاكات المتواصلة لحقوق الإنسان التي يمارسونها بحق آلاف الأسرى، وعبر التمييز العنصري بكل ألوانه لا سيما ضد أبناء فلسطينيي 48، وعبر حصار غزة المستمر منذ سنوات، وعبر تهويد القدس وتدنيس مقدساتها لا سيما الحرم القدسي الشريف.

إن صمود الأسرى البطولي يفتح للنضال الوطني الفلسطيني آفاقاً كبرى على المستوى العربي والإسلامي والعالمي، ولعل أبرز تجليات هذه الآفاق هو اللجنة الدولية للتضامن مع مروان البرغوثي وإخوانه في الأسر من قادة ومناضلين، من رجال ونساء ومن أطفال وشيوخ، تلك اللجنة التي انطلقت من الزنزانة التي أمضى فيها القائد الثوري العظيم نيلسون مانديلا في إشارة واضحة إلى أن مقاومة النظام العنصري الابارتايد في جنوب أفريقيا تتكامل مع مقاومة الشعب الفلسطيني للكيان الصهيوني العنصري، والتضامن الحقيقي مع أسرى الحرية وقضيتهم العادلة لا يكون إلا بإغلاق كل بؤر الاحتراب والاقتتال التي تمتد على ساحة وطننا الكبير، وباعتبار أن قضية الأمة المركزية هي قضية فلسطين وان عدو الأمة الرئيسي هو العدو الصهيوني وداعميه ومسانديه.

كلمة ألقيت باسم الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة في اللقاء التضامني مع أسرى الحرية الذي عُقد في قاعة ياسر عرفات في سفارة فلسطين في لبنان في 18/4/2015 وشارك فيها إضافة إلى ممثلي الفصائل والهيئات الفلسطينية واللبنانية سفراء عرب وأجانب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى