«صوتك شغلة»… «دعسة ناقصة» لسيمون أسمر

هنادي عيسى

لا يخفى على أحد أنّ سيمون أسمر مخرج كبير وساهم في إبراز عشرات النجوم في لبنان، من خلال برنامجه الشهير «استديو الفنّ». إذ استطاع، وعلى مدار نحو ثلاثين سنة، أن يخرّج مطربين لا يزالون يتربّعون على عرش النجومية حتى الآن. بدءاً من ماجدة الرومي ووليد توفيق وراغب علامة ونوال الزغبي وعاصي الحلاني وفارس كرم ووائل كفوري، وصولاً إلى رامي عيّاش وميريام فارس. طبعاً، كلّ هؤلاء كان لسيمون أسمر اليد الطولى في جعلهم نجوماً بارزين في كلّ أنحاء العالم العربيّ. هذا فضلاً عن تخريجه شعراء وملحّنين ومصمّمي أزياء وعازفين على آلات موسيقية إلخ… وطبعاً، شكّل سيمون أسمر لنفسه امبراطورية لم يتمكّن أحدٌ من مبارزته فيها على الساحة الفنية، على رغم عشرات برامج المواهب التي تضجّ بها المحطات العربية، والتي عجزت عن تخريج نجم كبير واحد، يمكنه أن ينافس الموجودين في الوسط الفنّي منذ أكثر من عشرين سنة، وكلّ ذلك بفضل سيمون أسمر وعقليته المهنية في الإضاءة على الموهبة الحقيقية وتقديمها بشكل صحيح.

إنّما للأسف، لكلّ جواد كبوة. فمعظم النجوم الذين عملوا تحت مظلّة مكتب «استديو الفنّ»، تخلّوا عن والدهم الروحيّ لأسباب لا يمكن تعدادها هنا، ما جعل الأسمر يغرق في ديون كبيرة أودعته السجن. كما أصيب بعوارض صحّية خطِرة كادت تودي بحياته. لكن إرادة الحياة كانت أقوى. فخرج الأسمر من السجن واستعاد نوعاً ما قوّته الصحية، ومن هنا انتظر الجميع عودته إلى عالم التلفزيون، وأمِلوا خيراً عندما أعلن أنّه سيكون ضمن لجنة تحكيمٍ في برنامج مواهب جديد يُعرض على شاشة «الجديد»، ويقدّمه المطرب أمير يزبك.

إلّا أنّ الصدمة كانت قوية مع بدء عرض الحلقة الأولى من برنامج «صوتك شغلة» . فبدا دور سيمون أسمر هزيلاً في البرنامج. إذ هو مجرد عضو في لجنة يتغيّر فيها العضوان الآخران كلّ أسبوع. ومعظم هولاء الأعضاء ـ الضيوف لا يرتقون إلى مرتبةٍ الجلوس إلى جانب شخص مخضرم فنّياً، أو إبداء آرائهم في أصوات المشتركين. حتى أنّ الدور الأكبر أعطِيَ لأمير يزبك الذي اعترف بنفسه أن أسمر رفض ذات يوم استقباله في برنامج «استديو الفنّ» كونه لا يملك أدنى مواصفات النجومية. إنما الزمن دار وأصبح يزبك هو الآمر الناهي في «صوتك شغلة»، الذي يعطي فرصةً لأيّ إنسان كي يغنّي، سواء كان حلّاقاً أو خيّاطاً أو «ست بيت» إلخ.

أما النافر في البرنامج، فيتمثل في ذلك الصراخ الذي يعتمده يزبك لاعتقاده أنّ علي الديك نجح في برنامج «غنّيلي ت غنّيلك» بهذا الأسلوب، فجاء هو ليضاهيه بالصراخ مع مقدّمة البرنامج ميراي مزرعاني.

حتماً، «صوتك شغلة» يعتبَر «دعسة ناقصة» بالنسبة إلى مخرج عريق مثل سيمون أسمر، وكان أولى به أن يتولّى إخراج برنامج آخر، لا أن يرتضي الجري وراء طاولة لجنة حكم ليقول كلمتين وتنتهي الحلقة بفوز شخص لا علاقة له بالفنّ. فعلاً، الزمن دوّار. ونختم بالمثل الشعبي: «لو دامت لغيرك ما وصلت إلك».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى