مهنا: محور المقاومة يصنع التاريخ ومن لا يشارك في هذا المحور سيخرج من التاريخ

أحيت منفذية الغرب في الحزب السوري القومي الاجتماعي عيد المقاومة والتحرير باحتفال حاشد أقامته في قاعة الاستشهادي وجدي الصايغ في بلدة شارون، بحضور رئيس المجلس الأعلى الوزير السابق محمود عبد الخالق، نائب رئيس الحزب توفيق مهنا، وكيل عميد المالية نبيل أبو نكد، المندوب السياسي في الجبل حسام العسراوي، المنفذون العامون: الغرب بدري شهيب، المتن الأعلى عادل حاطوم، والشوف نسيب أبو ضرغم.

كما حضر الاحتفال: الحاج بلال داغر ممثلاً حزب الله، علي القاضي عن حركة أمل، سلطان فياض وغابي صادق عن التيار الوطني الحر، غسان الصايغ على رأس وفد من الحزب الديمقراطي اللبناني، رئيس اتحاد بلديات الجرد الأعلى يوسف شيا، رئيس بلدية شارون نبيه الأحمدية، عدد من رؤساء البلديات والمخاتير في الجرد الأعلى. مدير مدرسة شارون الأستاذ جهاد البنا، الشيخ حسان حلاوي ممثلاً مؤسسة الشيخ أبو حسن عارف حلاوي، الشيخ أكرم الصايغ ممثلاً الشيخ أمين الصايغ، جمع من رجال الدين، وحشد من القوميين والمواطنين.

استهلّ الاحتفال بالنشيدين اللبناني والحزبي، ثم الوقوف دقيقة صمت عن روح عميد الداخلية الأمين صبحي ياغي، كما أدّت ثلة من الزهرات والأشبال أغنية «الحق سلاحي».

وألقى عريف الاحتفال ربيع البنا كلمة شدّد فيها على معاني المناسبة ودور الحزب الرئيسي في المقاومة والتحرير، لافتاً إلى أنّ بلدة شارون كانت في طليعة المقاومين عبر أبطالها… من حسين البنا الذي استشهد على أرض فلسطين، إلى وجدي الصايغ أول الاستشهاديين في جنوب لبنان.

كما ألقت رشا إسماعيل حسان كلمة باسم الطلبة القوميين الاجتماعيين بدأتها بتوجيه العزاء إلى جميع القوميين والمواطنين بفقدان أحد أركان وداعمي العمل الشبابي والطلابي على امتداد الأمة … الأمين المناضل صبحي ياغي الذي ساهم في تخريج أجيال وأجيال في مخيمات العز، والذي عزز العمل الطلابي في مختلف الجامعات … وهذه الأجيال التي ساهمت في تربيتها وتثقيفها تعاهدك أن تبقى يدها مرفوعة زاوية قائمة تحيّي الأمة وزعيمها.

وبعد أن استعرضت بعض مواقف الزعيم في مواجهة أعداء الأمة، ختمت كلمتها بالتأكيد على أنّ القوميين الاجتماعيين مقاومون منذ الولادة، وحتى الشهادة، لأنّ المقاومة نهج وخيار، نقاوم بما نملك من فكر وثقافة وعلم، أما السلاح فهو شرفنا وعزتنا ومصدر قوتنا في مواجهة العدو الغاصب، وسوف نبقى متمسكين بحقنا القومي في الدفاع عن أمتنا.

وكانت للشاعر عادل خداج مشاركة وجدانية عبر قصيدة ألقاها من وحي المناسبة، تناول فيها دور الحزب في المقاومة والتحرير.

كلمة مركز الحزب

أما كلمة مركز الحزب فألقاها نائب رئيس الحزب توفيق مهنا الذي استهلها قائلاً: هذا يوم النصر والانتصار، يوم الفرح والافتخار، هذا يوم الشهداء والجرحى والمعوقين، والمقتلعين من أرضهم بفعل مؤامرة الاغتصاب والاحتلال لأرضنا، هذا يوم كلّ المقاومين وكلّ من احتضن خيار المقاومة قدراً ونهجاً في مواجهة أعداء الأمة.

وقال: هل هناك أبلغ من الانتصار إثباتاً ودلالة على صحة العقيدة التي بعثها سعاده زعيم الحزب السوري القومي الاجتماعي في ثقافتنا ووجداننا وإرادتنا، بالتأكيد «إنّ فيكم قوة لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ».

وها هي قوة المقاومة والشهداء تغيّر وجه التاريخ ومجراه، ها نحن هنا نحتفل بعيد المقاومة والتحرير، بعيد الانتصار، وانظروا إلى عدوّنا كيف يغرف من أزماته ونكباته، يجري المراجعات والتقييمات لأسباب هزيمته وخذلانه واندحاره وانسحابه ذليلاً، ويعيش أزمة داخلية تطاول صميم كيانه الاغتصابي بكلّ مستوياته ومؤسساته. والمؤسف أنّ فئات من شعبنا لم تقرّ بالانتصار ولا تحتفل به ولا تعتبره شأناً من صميم وجودنا، وكأنّ هذا الانجاز التاريخي شكّل صدمة لا للعدو وحسب، بل لمن راهن على فشلنا أمام العدو.

وسأل مهنا: هل عيد المقاومة والتحرير هو يوم عطلة فقط، تستقيل فيه الدولة من واجباتها والتزاماتها الوطنية وتنصرف فيه فئات من شعبنا إلى قضاء يوم نزهة لا أكثر؟ وهل سيأتي يوم يصبح فيه هذا اليوم العظيم منسياً ومشطوباً من أعياد الدولة؟ كما حصل بإلغاء عيد الشهداء الذين قضوا في معركة التحرّر من الهيمنة العثمانية؟. وهل كرمى لبني عثمان نسقط من روزنامة تاريخنا أعيادنا المجيدة وذكرى الشهداء الذين علقوا على المشانق من بيروت إلى دمشق؟ ألا يؤكد ذلك أننا أمام أزمة هوية وانتماء وولاء.

وتابع مهنا: بعض القوى تصرّ على تغييب هذا العيد، وهذا مدعاة تساؤل ومدعاة ريبة. فالمقاومة التي أنجزت التحرير هي مقاومة كل لبنان، والذين يتحدثون عن هوية حزبية أو طائفية أو مناطقية لهذه المقاومة، يبررون تنكرهم لفعل المقاومة وتضحيات المقاومين. وليعرف الجميع بأننا في الحزب السوري القومي الاجتماعي، نرى أنّ هوية المقاومة هي شهداؤها، والمقاومة بكلّ مشاربها، وعقائدها هي تعبير حيّ عن إرادة أمتنا وشعبنا في مقاومة الغزاة والمحتلين، والمقاومة واحدة ضدّ العدو الصهيوني وأدواته من قوى إرهابية أو سواها، ومن يقف في خندق المواجهة لهذه المؤامرة له وحده شرف التعبير عن الانتماء الوطني والقومي، وهو اللبناني الصميم الذي يذود بدمه عن أرض لبنان ويحمي وحدته ومؤسساته ودولته.

ورأى مهنا أنّ المقاومة واحدة من فلسطين إلى لبنان إلى الشام إلى العراق، جبهتها واحدة للردّ على المؤامرة الجديدة التي تستهدف الهلال الخصيب، فالهلال الخصيب سورية الطبيعية تتعرّض من جديد لمؤامرة تجزئة سايكس ـ بيكو، تتناسخ مشروع شرق أوسط جديد في زاوية منه الكيان الصهيوني الغاصب وفي زوايا أخرى دويلات مذهبية طائفية ودولة خلافة مزعومة.

وقال: في هذا المعترك لا معنى لأيّ نأي بالنفس لا على مستوى الأمة أو الأحزاب أو الطوائف، ومن يفترض أنّ لبنان ينجو بالنأي بالنفس خاطئ وواهم، ومن يفترض أن تحييد أي طائفة بعينها عن هذا الصراع المصيري ينجو من خطر هذه المؤامرة فهو خاطئ ومشبوه في خياراته. نحن هنا في جبل لبنان امتداد جبل عامل والكرمل وصنين وقاسيون والسويداء واللاذقية، موقف واحد وموقع واحد في وجه المؤامرة الإرهابية لدحرها وردّها.

ولا يظنن أحد أنّ معسكر الأعداء يمكن أن يقلب المعادلات لصالحه. إن محور المقاومة هو المحور الذي يصنع التاريخ ومن لا يشارك في هذا المحور سيخرج من التاريخ، نحن منحازون إلى خط المقاومة ولا يمكن أن تضيع بوصلتنا عن فلسطين أو دمشق أو بغداد، نحارب مشروع الإمبراطورية «الإسرائيلية» أو العثمانية المتجدّدة، أو مشروع دولة الخلافة المزعومة، من منظور قومي يحمي مصالحنا القومية.

وأضاف مهنا: إنّ المقاومة حرّرت الأرض وتحرّر كلّ أرض محتلة، لكن فلنعترف ونواجه الحقيقة بأنّ تحرير الأرض شرط ضروري لكنه غير كاف إذا لم نغيّر النظام الطائفي السياسي الذي يحاول إفراغ انتصاراتنا من معانيها.

وقال مهنا: انظروا واقع لبنان الممزق والمتشظي، نظامه السياسي فشل وإمكانية تعويمه أو تطويره لا جدوى منها، لذلك وفي يوم المقاومة وعيد المقاومة والتحرير نرفع صوتنا عالياً وندعو كلّ الأحزاب والقوى في خط المقاومة وقوى المجتمع المدني والقوى المتنوّرة إلى التكاتف معاً للسير في خطة واحدة لتغيير هذا النظام الطائفي الفاسد.

وختم: إنّ المؤامرة على بلادنا يقودها الحلف الغربي الصهيوني التركي ـ الخليجي، ولا تصدّقوا أنّ القوى الدولية وأدواتها يريدوننا أن نتخلص من «داعش» والإرهاب، فهذه القوى الدولية والإقليمية والعربية ترعى «داعش» وترعى «النصرة» وأخواتهما، باختصار إنهم يرعون تقسيماً جديداً لبلادنا، لمصلحة العدو الصهيوني. فكما قسّمت بلادنا في سايكس ـ بيكو أثناء الحرب العالمية الأولى، ها هي الإدارة الأميركية، وتحت غطاء التحالف الدولي المزعوم، ترعى مؤامرة تقسيم العراق، وأنّ مشروع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن يجري تنفيذه على الأرض توطئة لتقسيم كلّ المنطقة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى