الباحث رسلان علاء الدين: الكتاب السوري يحمل خصوصية تفوّقه

محمد الخضر ـ شذى حمود

يكرّس الباحث رسلان علاء الدين جهده بين البحث العلمي في العمل الإداري، وبين عمله كمدير لـ«دار رسلان للطباعة والنشر»، محاولاً أن ينشر الكتاب السوري خارج البلاد، على رغم كل ما يتعرض له من محاولات لإعاقة نشره وتوزيعه.

ويقول علاء الدين: «إن الكتاب السوري بما يحتويه من معان وثقافات مختلفة يحمل خصوصية تتجلى بتفوقه وانعكاس التنوع الثقافي عبر صفحاته وهذا ما يدفع المثقف بشكل عام للبحث عنه على رغم الأزمة الثقافية التي يعاني منها الكتاب خلال الأزمة وقبلها».

ويرى علاء الدين أن أزمة الكتاب ليست فقط بسبب الحرب على سورية، إنما هناك أزمة المثقف العربي بشكل كامل منذ سنوات طويلة، من دون أن تنخفض قيمة الكتاب في وقت تراجَع فيه مستوى القارئ وظلت القراءة مرهونة للمثقف النوعي الذي يعتبر الثقافة والمطالعة أساساً في حياته. معتبراً أن هذا الأمر يجب أن يكون قيد العلاج لوجود جيل مثقف قارئ، وبالتالي تتميز حركة الكتاب وبنيته أيضاً.

ويقول علاء الدين: «أصبحت هناك معوقات بعد الحرب على سورية في تصدير الكتب للمغترب السوري أو العربي، على رغم بحثه الدؤوب عنها ورغبته باقتنائها، لا سيما أن المثقف السوري يمتاز بالأصالة وبالتالي الكتاب الذي ينجزه ظاهرة مميزة من حيث اللغة والأدب والعلم والتطرق إلى التاريخ وقراءة الحضارة».

وعن مشاركته في المعارض الخارجية يقول: «إن القارئ والمثقف لا يهمهما مصدر الكتاب في العالم الخارجي، ولكنهما يهتمان بما يحتويه هذا الكتاب. لذلك عندما نستطيع أن نذهب بالكتاب السوري إلى مكان آخر، فمعنى ذلك أنه سيحظى باقتناء الكثيرين، إذ نجحت دور نشر كثيرة في الترويج لكتبها بسبب فهمها آلية تسويق الكتاب، وفشلت دور أخرى بسبب عدم فهمها ترويج الكتاب».

ويوضح علاء الدين أن وجود عدد كبير من السوريين في المهجر يدفعنا لمحاولات جادة في أن يحصلوا على الكتاب نظراً إلى أهمية الثقافة عند ذلك المغترب، ودورنا في تنشيط الحركة الثقافية كدور نشر وطنية.

كما عبّر مدير «دار رسلان» عن صعوبة صناعة الكتاب وتسويقه نظراً إلى ما يصادفه من عقبات بعد الحرب على سورية، أملاً في أن تأتي مرحلة قريبة يأخذ الكتاب ما يستحقه، وهو يمر بمراحل ولادته مبشّراً بما يتضمنه.

ويقول علاء الدين إن «دار رسلان» أصدرت خمسة وخمسين كتابا عام 2014، وعام 2015 اقتربت إصداراتها من العشرين، فقدّمت معلومات ومضامين متنوعة في النقد الأدبي والنحو والمعلوماتية والرواية والقصة العالمية والشعر والتاريخ والسياسة. فمن سورية على سبيل المثال طبعت في النقد «تجلّيات النكبة والمقاومة للدكتور» حسين جمعة من سورية. وفي النحو طُبع كتاب لرابح بو معزة من الجزائر، وآخر عن الأزمات الاقتصادية لإيفلين مصطفى وغيرهم من الكتّاب الذين كتبوا في علم النفس والروح مثل «رحلة الروح» لعبير نادر.

وعن سبب بحثه في النظم الإدارية لفت علاء الدين الذي ألّف كتاباً بعنوان «التنظيم الإداري وسبل تطويره»، إلى أهمية هذا النوع من البحث لأنه يتناول مؤسسات إدارية كبيرة ونُظماً متنوعة، ويساهم في إنشاء ثقافة جديدة تقدّم نمطاً إدارياً حضارياً يخدم المجتمع والدولة.

وإن هذا النوع من البحث بحسب علاء الدين يساهم أيضاً في تنمية الحركة الإدارية لدار النشر وإعطائها دفعاً وتقدماً صحيحين لأن الثقافة والكتابة والنشر هي أيضاً تحتاج إلى نجاح في النظم الإدارية لتشكل رابطة حقيقية بين المثقف والكتاب.

يذكر أن «دار رسلان» شاركت خلال السنة الحالية في معرضي القاهرة الدولي للكتاب ومسقط الدولي للكتاب، إضافة إلى معارض أخرى في الاسكندرية وأبو ظبي وبغداد والدار البيضاء.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى