الجولاني مرمى الهدف الأميركي بإشبين وحاضن قطري

لمى خيرالله

ابتدأ المشوار بجمعة الكرامة وتلتها أخريات كجمعة الموت ولا المذلة، وأردفتها جمعة بروتوكول الموت وليس آخرها قادمون يا دمشق، مسميات عدة أطلقتها المجموعات المسلحة وأخواتها من «النصرة» ومثيلاتها آنذاك أملاً بتحقيق شيء يذكر سوى القتل والدمار.

حسم المعركة سيكون في دمشق، هذا ما أعلنه أمير «جبهة النصرة» المدعو «أبو محمد الجولاني» في مقابلته مع قناة «الجزيرة» القطرية موضحاً أن «جيش الفتح» ركَّز معاركه في الشمال السوري على المناطق الحساسة التي تربط مدن السنّة بمدن الطائفة العلوية، مشيراً الى أن «المجاهدين على بعد 30 كلم من مدينة القرداحة» حسب تعبيره.

وافترض الجولاني أنه في حالة إقامة حكم إسلامي في المنطقة، فسيحصل المسيحيون على مزايا لم يتمتعوا بها من قبل، مشيراً إلى أن «من سيدفع الجزية هو المقتدر فقط».

وبيّن الجولاني أن «القبور الشركية والمعابد» لدى الدروز تتعامل معها «جبهة النصرة» وفقاً للشريعة، موضحاً أن «الدروز، والنصيرية، والمسيحيين» غير المحارِبين هم محل دعوة، وليسوا محل استهداف أحد من المجاهدين، وفق تعبيره.

العزف على الوتر الطائفي في كلام الجولاني إنما يثبت ارتباطه بتنظيم «القاعدة» ويعلن الدعم القطري لها متمثلاً بزعيمها الذي ظهر مستديراً للكاميرا متخفياً بوشاح أسود ليطرح العديد من التساؤلات. لماذا ظهر الجولاني متخفياً؟ وما سر هذا التوقيت للظهور؟

لعلّ أولى الإجابات ظهرت بتحذير تنظيم «القاعدة» بقيادة المصري أيمن الظواهري للجولاني من الأحلام الخاصة به والمتمثلة في الانشقاق عن «جبهة النصرة»، وتكوين تنظيم خاص به ينضم إلى أكبر التنظيمات الجهادية في العالم على غرار ما فعله أبو بكر البغدادي الذي انشق عن «القاعدة» وأسس تنظيم «داعش» الأخطر في العالم والمدرج على قائمة الإرهاب.

«جبهة النصرة» التي تبحث عن دور فاعل بين الكيانات الإرهابية رأت أن زوال نظام الأسد سيؤدي الى زوال حزب الله، وطالبت القوى السياسية في لبنان أن تشارك «الثوار» في إسقاط النظام السوري وحزب الله، ما يؤكد أن معركته الأم مع المقاومة وأن حليفه الأساس هو العدوان والدمار والإرهاب الرافض للحلول السياسية من جهة، ويفشل الرهانات القطرية – السعودية بتلميع «النصرة» كفصيل سياسي وعسكري من جهة أخرى، في ظل تركيز الجولاني على الجانب الشرعي ما يثبت هواه القاعدي، فانتقال التهديد منذ سنوات من معركة دمشق واستحضارها اليوم بمعركة دمشق الكبرى ما هي الا التفاف سياسي وخلط للأوراق أملاً بتعويم «النصرة» كبديل لـ«داعش» يمكن التفاوض معه وإدخاله في الحياة السياسية توازياً مع جنيف، إلا أن غياب الجولاني عن الظهور العلني في اللقاء وظهره للكاميرا يتنافى مع ادعاءاته السعي للوصول الى دمشق سيّما في ظل إفصاح مواقع جهادية تأكيدها أن طيران «التحالف الدولي» الذي استهدف مقراً لـ«جبهة النصرة» منذ أيام كان هدفه الرئيسي «الجولاني»، وطاقم «الجزيرة» الذي أجرى اللقاء بعد وصول معلومات عن مكان وزمان المقابلة للأميركيين لتكون الرسالة أنت في أعيننا من دون أن تتجاوزنا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى