أسبوع حاسم يفصل الاتفاق النووي الإيراني

توفيق المحمود

سبعة أيام تفصل عن توقيع الاتفاق التاريخي بعدما مددت إيران والدول الست المفاوضات في شأن الملف النووي التي كانت يجب أن تنتهي في 30 من حزيران حتى 7 تموز هذا الموعد الذي حدده الطرفان منذ سنة وبخاصة بعدما فشل الجانبين في التوصل إلى صفقة بسبب بعض الخلافات والاتهامات الغربية لطهران بالتراجع عن بنود تضمّنها اتفاق الإطار المُبرَم في لوزان في نيسان الماضي.

وعلى رغم عقد الطرفين جولات مفاوضات كثيرة منذ التوصل إلى اتفاق لوزان إلا أنهما لم يتفقا في شأن بعض القضايا والتي من أبرزها آلية رفع العقوبات المفروضة على إيران وإعادة فرضها تلقائياً إذا لم تلتزم باتفاق محتمل وتفتيش مواقعها العسكرية واستجواب علمائها النوويين إضافة إلى مدة أي اتفاق ومسألة البحوث والتطوير في البرنامج النووي الإيراني.

لكن على رغم صعوبة المفاوضات إلا أن التقدم سيد الموقف وفي الاتجاه الصحيح، وتفيد مصادر في الخارجية الروسية بأن النقاط الخلافية الأساسية تم تذليلها مع بقاء عدد من الجزئيات التي تقف في الاتجاه نحو الاتفاق، فأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي من فيينا أن اتفاقاً في هذا الصدد بين طهران والقوى الكبرى بات في متناول اليد وشدد على أن المفاوضات تتقدم في الاتجاه السليم ولكن تبقى قضايا تتصل في شكل رئيسي بمشاكل ذات طابع اجرائي أكثر منه تقنياً.

ويعتبر بند تفتيش المنشآت العسكرية البند الأكثر تعقيداً على طاولة الحوار بإصرار غربي على التفتيش الذي يواجهه إصرار إيراني على منع ذلك، وخصوصاً بعد صدور قرار من البرلمان الإيراني بمنع المفتشين تفتيش المواقع العسكرية إضافة إلى إصرار مرشد الثورة الإمام علي خامنئي عدم السماح بتفتيش المواقع العسكرية الايرانية واستجواب العلماء النوويين كما أكد ضرورة إلغاء كافة أشكال الحظر الغربي فوراً عند توقيع الاتفاق النووي النهائي بما فيه الاقتصادي والمالي والمصرفي سواء ما يتعلق بمجلس الأمن او الكونغرس الاميركي أو الإدارة الأميركية.

لكن الغرب يصر على ذلك للتأكد من أن إيران لم تستخدم هذه المنشآت لتجارب نووية أو في محاولة لإنتاج القنبلة بينما تعتبرها طهران حجة للتجسس على النظام العسكري الإيراني، لكن هذه العقدة قد تجد تسوية من خلال اقتراح حل وسط يقوم على أساس السماح للمفتشين الدوليين بزيارة مواقع عسكرية ولكن من دون التفتيش أو أخذ عينات بحسب ما أعلن العديد من المصادر التي تشارك في المفاوضات.

أما قضية رفع العقوبات التي تطالب إيران برفعها بالكامل بعد توقيع الاتفاق فوراً بينما يصر الغرب على رفعها بالتدريج بحجة الخوف من أن تقوم إيران بخرق بنود هذا الاتفاق، لكن إحدى الصحف الأميركية ونقلاً عن مصادر إيرانية أفادت بأنه تمّ وضع خطة عمل من أجل حلّ مسألة رفع العقوبات وهذه الخطة مقسمة إلى ثلاث مراحل وأوضحت أن المرحلة الأولى، وهي «تبني الاتفاق» وتصبح فاعلة عند التوصل إلى الاتفاق النهائي أما المرحلة الثانية «تفعيل الاتفاق» فهي موافقة القوى السياسية الداخلية التابعة لمختلف الأطراف على الاتفاق، وقد أضيفت هذه المرحلة، نتيجة لسماح واشنطن للكونغرس بمراجعة الاتفاق والتصويت عليه، وفترة هذه المرحلة مرتبطة بتاريخ التوصل إلى الاتفاق، فإذا ما توصل الطرفان إليه قبل 10 تموز تكون فترة مراجعة الكونغرس ثلاثين يوماً إضافة إلى 22 يوماً للموافقة أو رفض الاتفاق، ولاستعمال الرئيس الفيتو إذا ما احتاج لذلك وإذا ما فشل الطرفان في التوصل إلى الاتفاق، قبل 10 تموز فإن فترة المراجعة الممنوحة للكونغرس سترتفع إلى 60 يوماً.

اخيراً المفاوضات حول الملف النووي الايراني دخلت مرحلة دقيقة للتوصل الى اتفاق تاريخي بشأن هذا الملف والذي سيحمل مفتاحاً لحل العديد من الأزمات التي يمر بها الشرق الأوسط وعلى رأسها الأزمتان السورية واليمنية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى