قيصر الكرملين صقر التوازنات وصانع معجزات القرن الحادي والعشرين

لمى خير الله

امتطى رجل التحديات الروسي صهوة قطب التوازنات في العالم مروّضاً الكينغارو الأميركي… آخر الدروس الروسية في لعبة الأمم الدائرة على الساحة العالمية جاءت بإعلان موسكو رغبتها في جمع كل من دمشق والرياض وتركيا والأردن في تحالف واسع ضد تنظيم «داعش».

رغبةٌ عبّر عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف خلال لقائهما وزير الخارجية السوري وليد المعلم في موسكو.

وأعرب الرئيس الروسي عن قناعته بأن «محاربة الإرهاب ومظاهر التطرف تتطلب توحيدَ جهودِ كافةِ دول المنطقة» داعياً جميع الأصدقاء، «بمن فيهم الأصدقاء في سورية، بذل الجهود القصوى لإقامة حوار بنّاء مع جميع الدول المهتمة بمحاربة الإرهاب».

قائلاً: «من البديهي وجود خلافاتٍ وحالات سوء تفاهم ومشاكل تحمل طابعاً آنياً، أن تظهر من وقت الى آخر في العلاقات بين الجيران، لكن لا شك في ضرورة توحيد الجهود من أجل محاربة الشر الذي يهدد الجميع».

وفيما تسير التوافقات الدولية نحو حل الأزمة السورية، تتسارع التطورات السياسية في أوكرانيا في المسرح الدولي لتشكل إحدى حلقات الصراع بين روسيا الطامحة لإعادة القوة والنفوذ لها في الفضاء السوفياتي، وبين القوى الغربية التي تحاول تحجيم طموحات الرئيس فلاديمير بوتين، برسم خريطة النفوذ الدولي الجديد بعد انهيار الاتحاد السوفياتي الذي يعتبره خطيئة القرن العشرين ليشتد اللهيب في المناطق الساخنة من سورية إلى كوريا الشمالية، من ناحية محاولة روسيا عدم السماح لحلف الناتو بالنجاح في أوكرانيا والوصول إلى حدودها مباشرة، بينما يحاول الغرب من الجانب الآخر، زيادة ضغوطه على روسيا، للحصول على مكاسب جيوسياسية في أوكرانيا وغيرها من مناطق النزاع ليشكلّ الانقلاب الغربي دليلاً دامغاً على وجود مشروع متكامل لاستهدافها، فباغتت روسيا الغرب كله وفاجأته واستخباراته بخطة جاهزة انتهت خلال أسبوعين بضم شبه جزيرة القرم وإعلانها جزءاً نهائياً من روسيا.

أما في سورية أحكم الصقر الروسي السيطرة وبدون سابق إنذارٍ وكلامٍ سياسي أو إعلامي صدر بيانٌ روسي حمل إنذاراً بوضع المراصد والدفاعات الروسية بتصرف سورية إذا حدث العدوان، فزودت سورية بكل السلاح اللازم عندما استقدمت أميركا أساطيلها الى المتوسط بغية الحرب على سورية محذرةً إياها من ملمّة الحرب، قاسمة ظهرها بفيتو راسخ في عمق الأرض ومسقطة صاروخين أميركيين وجهتهما واشنطن صوب الساحل السوري ضارباً التعنت الأميركي الذي راهن على موقف روسي شبيه بالموقف الليبي.

بعيداً من المراهنات السياسية والتعامل بمبدأ ردود الأفعال الذي تنتهجه دول كبرى وعريقة في السياسة تتفرد روسيا بسياسة البرود والهدوء وانتظار اللحظة المناسبة لاقتناص فرصة الانقضاض على خصمها فالدب الروسي سرعان ما يتحول صقراً جارحاً حالما تحين الفرصة ويسنح الوقت.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى