كيري ولافروف يبحثان الملفات الإقليمية في الدوحة الأسبوع المقبل صفقة الانتخابات بين واشنطن وأنقرة لا تتضمّن مناطق حظر جوي

كتب المحرر السياسي :

حتى الأسبوع المقبل ستتواصل الاتصالات بين واشنطن وحلفائها من جهة وبين موسكو وحلفائها من جهة مقابلة، وسيحمل خلاصتها وزيرا خارجية أميركا وروسيا جون كيري وسيرغي لافروف إلى الدوحة حيث يلتقيان الاثنين المقبل، والعنوان بحث الملفات الإقليمية، فتحضر الحرب السعودية على اليمن وكيفية إقلاع مساعي المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد بالتحضير لجولة حوار يمني ـ يمني تعقب تثبيت الهدنة ورفع اليد السعودية عن الجو والبحر اليمنيين. وفيما سيحمل كيري مطالبة السعودية بتسليم الحوثيين وحلفائهم برئاسة خالد بحاح كحلّ وسط وتسليمه عدن للبدء بالحوار، سيدعو لافروف إلى التحضير للقاء سعودي ـ إيراني يمهّد الطريق لحلّ راسخ في اليمن تحت عباءة أممية في مسقط تشترك فيه واشنطن وموسكو معهما، بينما سيكون سهلاً التفاهم على الملف العراقي حيث التنسيق الأميركي ـ الإيراني عبر غرفة العمليات التي يتولاها الجيش العراقي ويشارك فيها الحشد الشعبي وخبراء إيرانيون وأميركيون. سيتوقف البحث عند العقدة السورية حيث تعطي موسكو الأولوية لمشروع الرئيس فلاديمير بوتين بقيام حلف إقليمي يضمّ سورية وتركيا والأردن والسعودية وتدعمه إيران وروسيا وأميركا لمواجهة خطر الإرهاب الذي يهدّد الجميع بلا استثناء، وتنطلق من عنوان الحرب على الإرهاب في تطبيق القرارات الأممية الخاصة بوقف تدفق المال والسلاح والرجال عبر الحدود السورية، ومن هذا التعاون الإقليمي فتح الباب لحوار سوري ـ سوري يستكمل ما تمّ إنجازه في حوارات موسكو من تفاهم على حكومة تضع أولوية الحرب على الإرهاب تمهيداً للانتخابات النيابية المقبلة، لتحويلها إلى محطة يشارك فيها الجميع وتنبثق منها حكومة يعترف بها العالم كحكومة تعبّر عن مشيئة السوريين، وتقرّر النتائج الانتخابية وفقاً لقواعد الدستور السوري حلّ القضايا الخلافية بين السوريين كقضية الرئاسة والمؤسسات السياسية وسواها. يبدو في المقابل أنّ الأميركيين لا يزالون يقاربون الملف السوري بموقف رمادي يضع أولويته رضى الحكومة التركية، للمشاركة في الحرب على «داعش» من جهة، ومن جهة مقابلة الرهان على إدارة مسعى المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا في الدعوة إلى مؤتمر حوار في جنيف تحت سقف إحياء بيان جنيف الأول والدعوة إلى تشكيل هيئة حكم انتقالي، يعرفون أن طرحها سيعني العودة إلى الفشل الذي حصده جنيف في حلقتيه الأولى والثانية، وأنّ السعي للدعوة إلى إخراجها من مجلس الأمن سيواجه بالفيتو الروسي.

تتوقع مصادر ديبلوماسية أن يستمرّ تعليق المساعي المشتركة حول سورية، في انتظار استكشاف الأميركيين لحدود التغيير الذي سيترتب على التموضع التركي مع هامش يمنح أنقرة تفويض الحرب على حزب العمال الكردستاني مقابل وقف خطوط إمداد «داعش» وإحكام الحصار على التمويل والتسليح وحركة الرجال، بينما سيكون الميدان هو صاحب الكلمة الفصل وفقاً لنظرة سورية التي كان رئيسها الدكتور بشار الأسد واضحاً في رسم هذه المعادلة.

المصادر ذاتها تحسم أن لا وجود لمناطق عازلة أو مناطق حظر جوي في التفاهم التركي الأميركي لأنّ الأسباب التي منعت السير فيها في السابق ازدادت حضوراً وبقوة أكبر، ولذلك فالصفقة التركية الأميركية أقرب ما تكون صفقة انتخابات متبادلة يريدها الأميركيون لتحقيق إنجازات في وجه «داعش» تساعدهم في تعويض خسائر التفاهم النووي مع إيران، في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ويريدها الأتراك فرصة لتحقيق انتصارات تحجم الأكراد أملاً بتغيير نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة عندما يضطرون للذهاب إلى انتخابات مبكرة.

لبنان، الذي يبدو طريق الحلول الوسط فيه للشأن الحكومي مقفلاً، تبدو فيه أزمة النفايات كقنبلة موقوتة قد تأخذه إلى الفوضى، في ظلّ سوء إدارة حكومية جعلت القضية موضوعاً تصادمياً في الشارع، وفي مناخات أمنية حذرة سواء تجاه ما يتواتر من أجواء المخيمات، أو مناطق الشمال، عن تحركات لمجموعات تابعة لـ«داعش» و»النصرة»، بينما أوحت زيارات وزير الدفاع سمير مقبل لكلّ من العماد ميشال عون والنائب وليد جنبلاط بوجود مسعى حلحلة لقضية التعيينات الأمنية والعسكرية ربما يتضمّن ترفيع العميد شامل روكز إلى رتبة لواء ما يمنحه تمديداً لخدمته العسكرية لسنتين تلقائياً، مقابل تمديد موقت لقائد الجيش العماد جان قهوجي بالتزامن مع تعيين رئيس جديد للأركان بديلاً من اللواء وليد سلمان، بينما تحدّثت معلومات أخرى عن مسعى تمديد للثلاثة لستة أشهر.

حلّ موقت لملف النفايات

أبصر الحلّ الموقت لملف النفايات في اجتماع اللجنة الفرعية لادارة النفايات الصلبة فبدأت أعمال رفع النفايات من بيروت. قابل ذلك حركة احتجاجية أمام منزل رئيس الحكومة تمام سلام في المصيطبة وهتافات مطالبة باستقالته، وقيام مجهولين برمي أكياس نفايات أمام منزله، وقطع أهالي إقليم الخروب الطريق البحرية وتهديد بإشعال أي شاحنة محملة بالنفايات تمر باتجاه مناطقهم.

وتواصل اللجنة الفرعية اجتماعاتها اليوم، حيث تعقد اجتماعاً عند الرابعة عصراً في السراي برئاسة سلام لمناقشة بعض النقاط العالقة، بعدما توصلت أمس بحسب البيان الذي تلاه وزير البيئة محمد المشنوق إلى حل موقت يقضي باستمرار سوكلين بجمع وكنس النفايات من بيروت وأقضية جبل لبنان كافة باستثناء جبيل وبعد معالجتها يعاد توزيعها على هذه المناطق بالتوازي وإنشاء غرفة عمليات متفرغة في مجلس الإنماء والإعمار لمتابعة الخطوات التنفيذية. وأوضح المشنوق أنه سيتم إقرار حوافز بديلة للبلديات التي ستستقبل النفايات، وأشار إلى أنه سيتم استكمال إجراءات تقييم عروض للمناقصات المقدمة للمناطق كافة كما هو مقرر في 7 آب المقبل، المباشرة بالإجراءات التنفيذية لإعلان مناقصة بناء مراكز للتفكك الحراري خلال شهر آب المقبل.

شدّ حبال بين جنبلاط والسنيورة

وأكدت مصادر مطلعة في 14 آذار لـ«البناء» أن ما يجري في ملف النفايات شد حبال بين الرئيس فؤاد السنيورة والنائب وليد جنبلاط، الذي يريد أن يردّ الصاع صاعين لتيار المستقبل في ملف النفايات ويسعى ورياض الأسعد إلى تأسيس شركة وسحب الاتفاق من سوكلين». ولفتت المصادر إلى «أنّ تحرك أهالي إقليم الخروب أول أمس كان بإيعاز من «المستقبل» ضدّ جنبلاط لعرقلة ما يسعى إليه، لا سيما أنّ رئيس التقدمي في حاجة إلى أرض في سبلين لطمر النفايات، بالتالي فإنّ تعطيل إمكانية إقامة مكبّ في سبلين يعني تعطيل للشركة».

وأشار النائب علاء الدين ترو لـ«البناء» إلى أنّ أهالي واتحاد بلديات ومخاتير إقليم الخروب لم يوافقوا على نقل نفايات بيروت وضواحيها إلى مناطق في الإقليم، وأنّ هذا الموضوع حسم ووضع في عهدة اللجنة الوزارية المصغرة التي تتابع بحثه للمعالجة.

وأكد أن «الوزير نهاد المشنوق وعد رؤساء بلديات الإقليم بأنه لن تنقل النفايات إلى مناطقهم من دون موافقة أهالي المنطقة».

وأكد أن لا خلافات بين تيار المستقبل والنائب جنبلاط في هذا الموضوع بل يعملان معاً لمعالجة جذرية لهذا الملف ويملكان وجهة نظر واحدة لرفع نفايات بيروت والضاحية من الشوارع.

وأشار إلى «أن وزيري الداخلية والبيئة سيطرحان ملف النفايات في جلسة مجلس الوزراء اليوم في حال وافق وزراء التيار الوطني الحر على بحث الملف قبل الاتفاق على آلية عمل الحكومة».

ودعا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل إلى فتح كلّ حسابات سوكلين، وأكد أنّ المسؤولين عنها سيحاسَبون، كما دعا إلى رفع السرية المصرفية لمعرفة الجهات السياسية المستفيدة من هذا الملف في وقت يعيش الشعب بين النفايات منذ أسبوع.

سلام يرغب بالاستقالة واتصالات دولية تثنيه عن ذلك

إلى ذلك لم تنجح محاولات رئيس اللقاء الديمقراطي مع الرئيس سلام لتأجيل جلسة اليوم وإعطاء فرصة للاتصالات. وعلمت «البناء» أن اجتماعاً حصل أول من أمس بين الوزيرين أكرم شهيّب ووائل أبو فاعور والنائب ترو والرئيس سلام في منزل الأخير للبحث في الوضع الحكومي. ونقل المجتمعون استياء سلام من تصرفات بعض مكونات الحكومة وانزعاجه الشديد من استمرار الشلل الذي أصاب مجلس الوزراء.

ولفتت المصادر إلى «أنّ اتصالات تلقاها رئيس الحكومة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والسفير البابوي غبريال كاتشيا تمنى المسؤولون الثلاثة خلالها على سلام عدم الاستقالة، وأكدوا له «المساندة الكاملة للحؤول دون تسلل الشلل إلى مؤسسة مجلس الوزراء».

ولفتت المصادر إلى «أنّ سلام لم يعد يحتمل الوضع ويرغب جدياً في الاستقالة، وأبلغ رئيس تيار المستقبل سعد الحريري ورئيس اللقاء الديمقراطي بالأمر». وشدّدت المصادر على أنّ سلام يصرّ على أنّ المطلوب مقاربة للعمل الحكومي لكن من غير المنطقي انتهاج سياسة الاستفزاز والابتزاز». ويقول إذا كانت الحكومة غير قادرة على تسيير شؤون الناس، الأفضل أن تتحوّل إلى تصريف أعمال، فلن تعطي أكثر مما أعطت».

وفي سياق متصل أكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» أنّ قرار استقالة الرئيس سلام هو في الرياض التي لم تجد أنّ الوقت حان لذلك». ولفتت المصادر إلى «أنّ رئيس الحكومة يعلم أنّ إقدامه على خطوة كهذه من دون رضا السعودية يعني انتهاءه سياسياً».

وأكدت مصادر وزارية في 14 آذار لـ«البناء» أن الجلسة اليوم ستبحث في آلية عمل الحكومة، والتعيينات والنفايات والنازحين». ولفتت المصادر إلى «أن وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس سيردّ على كلام وزير الخارجية جبران باسيل الذي نقل عن مفوضية شؤون اللاجئين أنها سجّلت ستة آلاف سوري دخلوا حديثاً وأعلن أنّه طلب من المفوضية وقف تسجيل الولادات السورية في لبنان، داعياً إلى إتمام التسجيل في السفارة المعنية في لبنان».

هل يمدّد لقهوجي وسلمان وروكز ستة أشهر؟

في غضون ذلك، تنقّل وزير الدفاع الوطني سمير مقبل أمس بين الرابية وبكفيا وكليمنصو حاملاً ملف التعيينات الأمنية. وقال مقبل بعد لقائه العماد عون: «إنّ الجنرال هو مئة في المئة مع التعيين وأنا شخصياً أيضاً مع التعيين. وإذا لم يتمّ التوافق والتعيين، عندها سنرى كما قال العماد عون في حينه». وختم قائلاً: «إنْ شاء الله خيراً».

وعلمت «البناء» أنّ مقبل عرض على العماد عون التمديد ستة أشهر لكلّ من رئيس الأركان وليد سلمان، قائد الجيش العماد جان قهوجي، وقائد فوج المغاوير العميد شامل روكز».

ولفتت مصادر مطلعة لـ«البناء» إلى «أنّ العماد عون رفض ذلك، لا سيما أنّ التمديد لروكز ستة أشهر يعني قطع الطريق أمامه لقيادة الجيش، لأنه يكون قد تخطى الـ 58 سنة. ولفتت محطة الـ»أو تي في» إلى أنّ عون أكد لمقبل «أن لا سبب لتعطيل التعيين إلا في حال وجود كيدية سياسية لدى البعض لضرب مؤسسات الجيش وتفريغها وشلّ العمل الحكومي».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى