إيران دولة نووية باعتراف تاريخي من الدول الغربية

علي رضا

بعد مفاوضات مارثونية استمرت أكثر من اثنتي عشرة سنة وقفت من خلالها الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقفة تاريخية أمام الدول الست أو كما يعرف بـ 5+1 حيث حصدت من خلاله نصراً مدوياً ونزعت اعترافاً دولياً ببرنامجها النووي السلمي بشكل قانوني ودولي، وقد نصّ الاتفاق على النحو التالي :

1 – اعتراف دولي بسلمية البرنامج النووي الإيراني وهذا انتصار قد سجّل في محافل المجد الإيراني انتصاراً دبلوماسياً وسياسياً واقتصادياً ومعنوياً كبيراً فهذه هي المرة الأولى في التاريخ يكتسب برنامج نووي سلمي مستقل شرعية دولية.

2 – إلغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على الجمهورية الإيرانية تدريجياً وطبعاً فك الحجز عن الأرصدة الإيرانية في البنوك الأوربية وهذا نصر اقتصادي أيضاً.

3 – مواصلة مفاعل «آراك» عمله بالماء الثقيل.

4 – السماح لإيران بتصدير المنتجات النووية كاليورانيوم.

5 – الإفراج عن جزء من الأرصدة الإيرانية المجمدة في الخارج.

6 – منع إيران من تطوير صواريخ تحمل رؤوساً نووية.

7 – فرض قيود على بيع السلاح لإيران لأكثر من خمس سنوات والتي نوه إليها الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن العقوبات التي فرضت على بعض الأسلحة ستلغى بتنفيذ الاتفاق.

المفاوضات انتهت، فكان النصر المؤجل الذي حققه محور المقاومة لم يعجب حكومة الكيان الصهيوني ولا الإمبراطور العثماني ولا الكاهل السعودي عناصر محور الشر في المنطقة، حيث تخوفت «إسرائيل» وأعربت عن قلقها في مناسبات عدة عبر لسان إرهابي حكومتها، إلا أن السيناريو الأميركي فرض على حلفائه الهزيمة بعد وقوعه في فخ دول بريكس بزعامة روسيا والتنين الصيني الذين ساعدوا ورحبوا بنجاح هذا المشهد وإكماله حتى النهاية.

محور المقاومة ينتصر بجولة جديدة، لكن هذه المرة من العيار الثقيل، فأثبت هذا النصر أن المقاومة ليست فقط في حمل السلاح إنما ثقافة ومنهج تفكير وسياسة ومواقف.

فالنصر تحقق بالصمود والمثابرة والاجتهاد ويحق لنا التفاخر والتباهي والفرح لأنه إنجاز حقيقي لكل أبناء محور المقاومة الذين يقاومون محور الشر محور القتل والإرهاب والتدمير.

طبعاً إذا تعمقنا بالحدث التاريخي نجد أن أسس النظام العالمي الجديد الذي يفرض على التفاهم والشراكة والحوار وهذا ما دعت إليه القيادة السورية منذ بداية الأزمات العربية في 2010، فأيّ مشكلة يجب أن تحل بالحوار والتفاوض لا بالقتل والتدمير وإن نجاح المفاوضات الإيرانية مع دول 5+1 هو بادرة خير مبشرة في حلحلة عقد الأزمة السورية التي أصبحت دولية بعد الضغط على الأطراف الداعمة للإرهابيين والخارجيين عن القانون والذين يتدخلون في الشؤون الداخلية، ويصنف هذا إرهاباً دولياً ممنهجاً على الدولة السورية، فبعد الاتفاق الإيراني أصبح الموقف التركي ضعيفاً أمام فتح حدوده لإرهابيي الكرة الأرضية للعبور إلى سورية شمالاً، أما السعودية دولة البترودولار فغرقت بوحل اليمن، ما يؤدي إلى تراجع موقفها العدائي أمام سورية، والدليل على هذا الكلام تصريحات نبيل العربي الأخيرة، وصولاً إلى الكيان الصهيوني الحلقة الأضعف في هذه الصفقة الدولية حيث جرت الرياح الإيرانية بعكس السفن «الإسرائيلية».

بوادر الحل قريبة، فالنظام العالمي ثنائي القطب أصبح متوازناً بشكل مثالي لحل القضايا كافة، ومنها الملف النووي الإيراني وهذا يعني أننا نشاهد انفراجات قريبة بالأزمة السورية، فإيران حليفة استراتيجية لن تتخلى عن حليفتها سورية، فهي جزء من المحور المقاوم الممانع صاحب أحد الأقطاب العالمية.

فالانتصار اليوم ليس انتصاراً طائفياً كما سوف يروج له، إنما هو انتصار لجميع الطوائف والأديان السماوية التي تطالب بالاعتدال والوسطية والقضاء على كل أشكال الإرهاب، وهو انتصار حقيقي على الصهيونية وكل أشكال المتصهينين، فهو انتصار إيراني بنكهة سورية سوف تنعكس نتائجه الإيجابية على كامل المنطقة العربية برمتها في الأيام المقبلة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى