مهنا: الحاجة مستعجلة وفورية إلى ابتداع مطامر لدفن هذا النظام السياسي الطائفي المهترئ والمتخلّف

1

أقامت منفذية البقاع الغربي في الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً خطابياً إحياء لذكرى استشهاد باعث النهضة أنطون سعاده، في باحة ملعب مديرية مشغرة، حضره نائب رئيس الحزب توفيق مهنا، عميدا الداخلية والدفاع عبد الله وهّاب وزياد معلوف، وكيل عميد الداخلية سماح مهدي، المنفذون العامون لمنفذيات البقاع الغربي، زحلة، بعلبك، وراشيا، د. نضال منعم، أحمد سيف الدين، علي عرار وكمال عساف، عدد من أعضاء المجلس القومي، هيئة منفذية البقاع الغربي، مدراء وهيئات مديريات وجمع من القوميين والمواطنين.

كما حضر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فياض، عضو المكتب السياسي في حركة أمل محمد خواجة، مسؤول حركة أمل الشيخ حسن أسعد، عضو إقليم الجنوب في حركة أمل محمّد الخشن، ممثل حزب الله الحاج أحمد قمر، النائب السابق ناصر نصرالله، مسؤول الحزب التقدمي الاشتراكي………، رئيس بلدية مشغرة جورج الدبس، إمام البلدة الشيخ عبّاس ذيبة، أحمد حمادة، المهندس ابراهيم الحاج، الدكتور سامي الريشوني، المحاميان عامر العمّار وعلي زكي قمر، وجمع من عائلات بلدة مشغرة والأصدقاء.

استُهلّ المهرجان بنشيد الحزب والنشيد الوطني اللبناني، وقدم الخطباء وكيل عميد الداخلية سماح مهدي بكلمة جاء فيها: في نهاية خطابه بتاريخ 02/03/1947، ولدى وصوله إلى أرض الوطن من مغتربه القسري، أعلن الزعيم أنّ جهاد القوميين الاجتماعيين مستمرّ، وإرادتهم هي إنقاذ فلسطين من المطامع اليهودية ومشتركاتها، مؤكداً أنّ إنقاذ فلسطين هو أمر لبناني في الصميم، كما هو أمر شامي في الصميم، كما هو أمر فلسطيني في الصميم. والخطر اليهودي على فلسطين هو خطر على الأمة السورية كلها. وختم خطابه بالطلب إلى السوريين القوميين الاجتماعيين العودة إلى ساحة الجهاد التي لم يفارقوها قط.

لم يرُق هذا الأمر للحكومة اللبنانية آنذاك، ولا لمن تأتمر بأوامره. فكان القرار بالتخلص من سعاده ظناً منهم أنّ اغتياله سيؤدّي حكماً إلى القضاء على الحزب. وشنّت الحكومة حملة اعتقالات بحقّ القوميين متعمّدة التنكيل بهم، ونفذت خطتها على قاعدة أضرب أولاً ثم ابحث عن المبرّرات التي لم تجدها، فتابعت حملة اضطهاد ضدّ القوميين، مترافقة بتنكيل أقلّ ما يُقال فيه أنه وحشي.

كلمة حركة أمل

بعدها ألقى عضو المكتب السياسي في حركة أمل محمد خواجة كلمة تحدث فيها عن المحاكمة الصورية واغتيال أنطون سعاده، معتبراً أنّ هذه المحاكمة تشكل وصمة عار على جبين القضاء اللبناني.

وتحدث خواجه عن الدور الريادي الذي يؤدّيه الحزب السوري القومي الاجتماعي في المقاومة الوطنية، التي كان من روادها في الأساس، وهو اليوم يتابع هذه المسيرة دفاعاً عن أهلنا في سورية.

وتطرّق إلى الاتفاق النووي الإيراني فأكد أنّ إيران هي الرابح الأول من هذا الاتفاق، لافتاً إلى «أنّ الذين راهنوا على إسقاط الدولة السورية هم الذين سقطوا، وها هو الجيش استعاد زمام الأمور، وأصبح في موضع الهجوم، كما أنّ الجماعات المسلحة بدأت بالتراجع».

وأضاف: إنّ ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة التي نجحت في كبح العدوانية «الإسرائيلية»، هي اليوم تتفوّق في كبح جماح تمدّد الإرهاب التكفيري.

كلمة حزب الله

وألقى عضو كتلة الوفاء والمقاومة النائب الدكتور علي فيّاض كلمة حزب الله، ركز في بدايتها على «أسبقيّة سعاده في التحذير من الخطر اليهودي على بلادنا، وهو صاحب رؤية واستشراف لما يعانيه شعبنا من مآس، فحذر من خطر الطائفية، ودعا إلى قيام حكم علماني، لكنّ علمانية سعاده لم تمنعه من احترام الأديان وشعائرها».

وقال: «ها نحن اليوم نشهد ما يتعرّض له العالم العربي من إرهاب قاتل يعيث في بلادنا فساداً وقتلاً وتخريباً، لكنّ مقاومتنا وإصرارنا على حماية شعبنا، ستتمكن في النهاية من القضاء على هذا الإرهاب وهزيمته مهما كبرت التضحيات».

ثم تطرّق فياض إلى الاتفاق النووي بين إيران والغرب، فأضاء على «أبعاده الإيجابيّة بالنسبة إلى الشعب الإيراني والقوى الحليفة لهذا البلد الذي عرف كيف يصل إلى حقه، بالرغم من قساوة العقوبات التي واجهها»، داعياً كلّ القوى «على اختلاف مشاربها إلى الاستفادة من إيجابيات هذا الاتفاق».

ورأى فياض «أنّ مشكلة النفايات مشكلة فساد مستشر، وليست خلافاً على جدول الأعمال في مجلس الوزراء، فمنذ العام 2010 أقرّ مجلس الوزراء خطة لمعالجة المشكلة، فلماذا لم تنفذ هذه الخطة، وقد تسبّب هذا التلكؤ بانفجار الأزمة في وجه الجميع».

وتابع: «المشكلة هي مشكلة فساد وصراع صفقات وتنازع مصالح، وبعض الطبقة السياسية في هذا البلد يصارع على الصفقة، هذه هي حقيقة الأمر، وهؤلاء لا يكترثون، لا بمصالح الناس ولا بأمنهم ولا بصحتهم ولا برفاههم، بل يهتمّون بمشاريعهم ومصالحهم الشخصيّة والفئويّة، لذلك يجب أن نصارح الرأي العام ونسمّي الأشياء بأسمائها، ويجب أن تكون المسائل واضحة تماماً».

وختم فياض: «ارحموا هذا البلد وارحموا الناس ويكفينا ما عندنا من مشاكل تتعلق بترهّل الدولة وعجز المؤسسات وشلل الإدارة وتراجع الوظائف والخدمات وكلّ ما يتعلق بدور الدولة في خدمة الوطن والمواطنين».

كلمة الحزب

وألقى نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي توفيق مهنا كلمة جاء فيها: «نحْيي الثامن من تموز، لنحيا جيلاً بعد جيل وقفة عزّ وملحمة بطولة، ومبادئ عقيدة ساوت لباعث النهضة السورية القومية الاجتماعية الزعيم أنطون سعاده كلّ وجوده.

نحيا الثامن من تموز، نهضة جديدة، مفاهيم ثورية تغييرية جديدة، أسلوب حياة جديداً، نهجاً جديداً ونظرة جديدة إلى الوجود القومي والإنساني… خارج مألوف السياسة والمفاهيم السائدة والحاكمة لحياة شعبنا، وهي المفاهيم والسياسات التي أعاقت تقدّمه وتطوّره، وشلّت قدراته، وأرهقت كاهله، فقراً وظلماً، هجرة وتشريداً، ذلاً وقهراً، واستباحت سيادته تبعيةً وارتماءً في أحضان الإرادات الخارجية الاستعمارية…

نحيا الثامن من تموز، ثورة ترسم لنا معالم الحرية والتحرّر من نظام وحكام فاسدين مفسدين، لم تعْنِ السياسة في مقاييسهم إلا النفوذ والجاه، إلا الاحتكار والاستغلال، إلا التبعية والتواطؤ مع أعداء الأمة…

نحيا الثامن من تموز، نهج مقاومة، نابعة من ثقة بالشعب، بأصالة الأمة وتراث مبدعيها ومواهبها، لأنّ فيها، في النفس السورية كلّ علم وفن وفلسفة… ولأنها أمة معلمة هادية، منذ فجر التاريخ حتى بزوغ النهضة السورية وإشراق تعاليمها، وإشعاع أنوارها، تضيء أمام الأجيال مشعل قيم الحقّ والخير والجمال… تحملها نفوس أبية، لا نفوس ذليلة، ويمضي بها رجال أحرار من أمة حرة، لا يرضون إلا حرية أمتهم ومجد شعبهم… وسيادة قرارهم على كامل أرضهم القومية من فلسطين المحتلة إلى اسكندرون إلى كلّ جزء مغتصب أو سليب من أرضنا القومية…

ها نحن، نحياك يا زعيمي، عاماً بعد عام، نحيا مبادئك وثورتك، ونهج البطولة التي رسمت، أما القتلة، أما الحكام المأجورون، أما أشباه الرجال، المتسلطون الظالمون، أما أتباع الأجنبي وخدّامه، أما حاشية حسني الزعيم والملك فاروق وأدوات الصهيونية والرجعية، المحليين الذين نفذوا مؤامرة الإعدام والاغتيال، فلا يذكرهم التاريخ، إلا بصفاتهم الحقيرة… وبإجرامهم غير المسبوق… وتبقى أنت تحتلّ صدارة التاريخ، ويبقون أسماء ميتة… كلما مضى زمن استذكر شعبنا سيئات أفعالهم، واستعاد رمزية قدوتك وبطولتك وصفائك على مرّ الزمان»…

النظام الطائفي علة العلل

ورأى مهنا «أنّ النظام الطائفي عينه، نظام التخلف والتمزق، نظام الإقطاع السياسي والعائلي والطائفي الذي اغتال سعاده… يغتال اللبنانيين، يفقرهم ويجوّعهم، ويستغلهم، ويقيم نظام الامتيازات والطبقات والاحتكارات والضرائب الفاحشة، تؤخذ من جيب المتعبين والكادحين والمنتجين صناعة وغلالاً وفكراً، لتكدّس ثرواتها بعيداً عن نظام العدالة الاجتماعية وحقوق المنتجين وإنصافهم.

النظام الطائفي علة العلل، حكاماً وقوانين وتشريعات، نهجاً وفساد ممارسات سياسية. هذا النظام المعاق، بصيغته ومعادلاته الطائفية والمذهبية، قواعده فاسدة، تشريعاته فاسدة، إداراته فاسدة… بنيانه فاسد، بات عصياً على الإصلاح والتطوّر، وعقبة أمام التقدّم، وقوة تعطيل تعرقل كلّ توجّه للإصلاح والتغيير والتطوير والانتماء إلى روح العصر.

هذا النظام، عاجز عن بناء دولة، وقد بات نظاماً فاقد الصلاحية، يقوّض هيكل الدولة الهشّ… انظروا إلى الواقع… دولة تفرغ مؤسساتها الدستورية مؤسسة بعد أخرى، دولة فاشلة، لم تعد مؤهلة أن توفر الحدّ الأدنى من مقوّمات الدولة…. موقع رئاسة الجمهورية فارغ، التشريع معطل، السلطة التنفيذية تقف على الشوار، كما يقول المثل الشعبي في بلادنا… هي أعجز أن تحلّ مشكلة يعاني منها المواطن وما أكثر ما يعانيه من مشاكل حتى مشكلة النفايات، يعجز أهل النظام السياسي عن حلها… لسبب بسيط جداً، هو أنّ نفايات النظام السياسي هي أصل البلاء، وهي مصدر الرائحة النتنة، التي تلوّث بيئتنا الصحية والنفسية… هي منبع السموم التي تقضي على مناعة جسم الدولة والمجتمع. لذلك الحاجة مستعجلة، وفورية إلى ابتداع الحلول، لإيجاد مطامر للنفايات، وقبلها ابتداع مطامر لدفن هذا النظام السياسي المتهرئ والمتخلف»…

أضاف مهنا: «عبثاً، في ظلّ المقاربات الجارية، والسياسات المعتمدة، والوسائل المتبعة من أهل النظام ومرجعياته، عبثاً نسير إلى الأمام، أو نخرج من أزماتنا، ونتجاوز المطبات الكبيرة التي تعترض سبيل شعبنا…

عبثاً في ظلّ هذا النظام، نبني دولة، أو نحافظ في الحدّ الأدنى على هيكل دولة واحدة موحدة، والعبث الأكبر والأخطر أن يظن بعض الأفرقاء السياسيين، أنّ الحلّ لمشكلة النظام وصيغته القائمة، هي في طروحات إسقاط صيغة الدولة الواحدة المركزية واعتماد صيغ الفيدرالية والولايات أو الأقاليم أو اللامركزية الموسعة إنمائياً وإدارياً ومالياً وسياسياً…

قاومنا وسنقاوم كلّ الصيغ التقسيمية

نحن باسم الحزب السوري القومي الاجتماعي، نحذر شعبنا، بكلّ فئاته، من جنون الطروحات التقسيمية… ليس الحلّ بالانفكاك عن الدولة المركزية الواحدة، ولا بالفيدرالية، ولا بخطاب حقوق الطوائف، ولا باللامركزية السياسية والمالية. ألا يكفي أنّ شعبنا دفع مئات آلاف الشهداء والضحايا لإسقاط مشاريع الفيدرالية والكانتونات.. لقد قاومنا تقسيم لبنان، وسنقاوم كلّ أشكال الصيغ التقسيمية تحت أيّ ذريعة كانت.

إنّ الحلّ الجذري ولا حلّ سواه، هو بقيام الدولة المدنية الديمقراطية، دولة المواطن المتساوي بالحقوق والواجبات، الموحد الانتماء، المرتبط حياةً ووجوداً ومصالح بدولته، دون وسطاء، من سماسرة الطوائف والمذاهب والعائلات والإقطاع المالي أو الديني أو سواه.

فصل الدين عن الدولة لا عن الحياة

الحلّ بمبادئنا، وأول المبادئ الإصلاحية، فصل الدين عن الدولة… وإني هنا أحيّي البعد التنويري في كلمة الصديق الدكتور علي فياض الذي أشار إلى أنّ علمانية الحزب السوري القومي الاجتماعي لا تعني عدم احترامه للدين وموقعه في الحياة الإنسانية.

نحن إذ ندعو إلى فصل الدين عن الدولة، لا ندعو إلى فصل الدين عن الحياة، أو عن المجتمع ولا نمسّ حرية المعتقد والمذهب لأنّ الدين ذخرٌ وثروة من ثقافتنا وحضارتنا ورسالتنا، وقد علّمنا سعاده أننا كلنا مسلمون لرب العالمين، ولكن تزداد قناعتنا، في ضوء حالات التمذهب والتطييف والتشظي والاصطافات الحادّة، أنّ إقحام الدين في السياسة، ليس أمراً مفيداً لا للدولة ولا للدين ولا للسياسة»…

وقال مهنا: «من هنا ندعو إلى ولوج نهج الإصلاحات السياسية، وبابها الأول تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية، ومباشرة وضع قانون انتخاب خارج القيد الطائفي، يقوم على قاعدة النسبية واعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة، إنّ لبنان الجديد لا ينهض إلا بالإصلاح الحقيقي لنظامه السياسي، لأنّ لبنان يحيا بالاخاء القومي ويندثر بالطائفية والمذهبية.

الأزمنة المليئة بالصعاب

قال سعاده «إنّ أزمنة مليئة بالصعاب والمحن تأتي على الأمم الحية، فلا يكون لها إنقاذ منها إلا بالبطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة». أيّ زمان مرّ على أمتنا أخطر من هذا الزمن؟ هذا زمن البطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة، ندافع فيه عن الأمة ضدّ العدو الصهيوني الغاصب لأرضنا في فلسطين والجولان وجزء من لبنان والمتربّص ليشنّ علينا الحروب تلو الحروب ليقضي على مقوّمات القوة فينا. ويشطب إرادة القوى المقاومة التي انتصرت على عدوانه من لبنان إلى فلسطين… في أكثر من حرب ومواجهة، وهزت كيان اغتصابه، وصدّعت أحلام العدو بقيام «إسرائيل» الكبرى، وتمهّد إلى تحرير كامل أرضنا المغتصبة.

ندافع، لاسترجاع أرضنا القومية المغتصبة ونستردّ سيادتنا، ونستعيد فلسطين وكلّ شبر فيها، وبكلّ ما فيها من ثروات ومقدّسات وتاريخ وحضارة، ونقهر بإرادتنا إرهاب العدو الصهيوني وكيانه مصدر كلّ إرهاب.

ندافع فيه عن الأمة في مواجهة جماعات إرهابية متطرفة في عقائدها ومذاهبها وفتاواها الشيطانية. إنّ أولوية صدّ خطر هذه الجماعات الإرهابية المتطرفة، تلاقي أولوية مقاومة العدو الصهيوني وكيانه وأطماعه ومشاريعه.

جوابنا واضح… قل لي من تعادي هذه الجماعات الإرهابية، أقل لك من هي! تعادي المقاومة، بدواع مذهبية مختلقة ومشبوهة! تعادي سورية المقاومة والصامدة والمتمسكة بالحقّ القومي، وبالموقع القومي بدواع مذهبية مختلقة ومشبوهة! تعادي إيران الثورة الإسلامية التي رفعت علم فلسطين في قلب طهران وأنزلت العلم الصهيوني، وتساند جهاد شعبنا ومقاومته! تعادي الجيوش العربية، جيش لبنان، جيش سورية، جيش العراق، جيش مصر، جيش الجزائر!!

تحية إلى جيشي لبنان وسورية

وإني هنا، أحيّي الجيشين اللبناني والسوري في عيديهما في الأول من آب بعد أيام وتضحياتهما وتصدّيهما لأعداء الأمة.

هذه الجماعات تعادي محور المقاومة! الصامد في وجه المؤامرة وأدواتها، والذي يواجه العدو الصهيوني وأدواته، ويتصدّى للهيمنة الأميركية الاستعمارية على ثرواتنا ومواردنا ومصالحنا، لذلك، هذه الجماعات، هي الوجه الآخر، والأداة المباشرة لمشروع تفتيتي تدميري، يستهدف قوة الأمة في مقاومتها ومحور صمودها ومنعتها.

ونحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي، نقاتل الإرهاب وجماعاته في كلّ الساحة القومية، وبكلّ الوسائل دفاعاً عن المقاومة، وعن لبنان والشام وفلسطين والعراق والأمة، فالتحية كلّ التحية للقوميين الاجتماعيين الأبطال الذين يقاومون الإرهاب على مدى جغرافية الجمهورية العربية السورية ويصنعون سجلاً ذهبياً جديداً لحزبنا، كما صنع المقاومون القوميون سجلاً ذهبياً في مقاومة الاجتياح اليهودي الصهيوني وكانوا طليعة في إطلاق المقاومة القومية.

نقاتل، دفاعاً عن الإنسان والدين والمجتمع والثقافة والهوية والتاريخ والحضارة، نقاتل تمسكاً بوحدة الأمة والمجتمع والتنوّع والديمقراطية والانفتاح وحرية الضمير والمعتقد، وعن سماحة الدين ورسالاته التي ترفع الإنسان إلى السماء، ولا تدفنه وتقضي عليه، وتحرق الأرض طمعاً بجنة موعودة».

واستطرد مهنا قائلاً: «من حقنا القول إنّ من يتخلّف عن تأدية هذا الدور من كلّ الفئات طمعاً بمكسب سياسي أو توسّلاً لاستثمار مذهبي ومعادلات سلطوية، في هذا البلد أو ذاك، ليس إلا فاقد البصر والبصيرة.

من يركب رأسه واهم أن ينجو، إنْ حيّد نفسه، أو راهن على تلك الجماعات، أو اختلق لها التبريرات، سيستفيق وهذا الوحش يلتهمه.

لذلك خير البرّ عاجله، المطلوب وعي جديد، نهج جديد لتتوحد فيه جهود وقدرات كلّ القوى لخوض أولوية المواجهة مع الإرهاب وقواه…

الجبهة الشعبية لمواجهة الإرهاب

ونؤكد دعوة حزبنا إلى جبهة شعبية لمواجهة الإرهاب، مداها دول الهلال الخصيب من العراق إلى الشام إلى لبنان وفلسطين والأردن. نجدّد الدعوة، ونتوجه إلى كلّ القوى وبخاصة قوى المقاومة الفلسطينية، أن تعيد درس الأولويات وتخرج بمعادلات جديدة، وتضيف إلى محور المقاومة قوة في ميدان المواجهة… كي لا تتوفر لقوى الإرهاب أية بيئة حاضنة، مهما كانت التبريرات والمسوغات.

وختم مهنا كلمته بالقول: «للثامن من تموز في بلدة مشغرة معنى مميّزاً، هذه البلدة التي غناها الشعراء أقماراً، أدّت دوراً جليلاً للنهضة وحملت مشعل الفكر والمفاهيم الجديدة وهي تستحق منا كلّ تقدير لدورها البارز من حسين منصور إلى عبدالله محسن، من إميل رفول إلى زكي ناصيف، من شفيق ناصيف إلى رشيد بركة ومحمود غزالة، إلى كلّ الرفقاء الأبطال في هذه البلدة وفي البقاع الغربي، نعاهدهم، لثباتهم ورسوخ إيمانهم وعظيم تضحياتهم، أننا سنبقى متمسكين بنضالنا ونهضتنا من أجل الحزب والأمة».
2 3 4 5 6

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى