طبول الحرب تقرع في إدلب بين «جيش الفتح» و«أجناد الشام»…

باريس نضال حمادة

تعيش مناطق سيطرة المسلحين في إدلب وريفها على وقع الاقتتال الداخلي بين المسلحين المنتمين إلى «جيش الفتح»، خصوصاً بين «النصرة» و«أحرار الشام» من جهة و«جند الأقصى» ممن جهة ثانية، وكان الأخير بايع تنظيم «داعش» بحسب ما تقوله جماعة «النصرة» و«أحرار الشام»، وتعيش المنطقة على واقع عمليات الاغتيال التي تستهدف قياديين محليين في «النصرة» و«أحرار الشام» كان آخرها استهداف أسامة قسوم المحسوب على جماعة «الإخوان المسلمين»، وهو قائد لواء الحق المحسوب على فيلق الشام، وهذا الفيلق من توابع «جبهة النصرة» ومن مؤسسيه عبد القادر الصالح، وكان قسوم ضمن لواء التوحيد حتى تأسيس «النصرة» على يد الصالح وعبد العزيز سلامة، وذوبان غالبية أعضاء «لواء التوحيد» في «النصرة» وذلك عند وصول أبو أسامة الواحدي الملقب أبو محمد الجولاني مبعوثاً من البغدادي والظواهري إلى سورية.

وتتهم «النصرة» و«أحرار الشام» تنظيم «جند الأقصى» بكلّ العمليات التي تستهدف كوادرها في ريف إدلب، وفي هذا يقول القائد العسكري المفصول من «جبهة النصرة» أبو محمد الحموي الحلفاوي الملقب اس الصراع بالشام في «تويتر» أن أحد أمنيّي «جند الأقصى» أخبره بأن ستين في المئة منهم مبايعون لـ«داعش».

ويشتدّ الصراع الخفي داخل «جبهة النصرة»، وأكثر مناطق هذا الصراع حالياً يدور في إدلب وريفها، تقول المصادر السورية المعارضة، فبينما يحاول الجولاني الإمساك بزمام الأمور عبر تغييرات في القيادات المحلية يتواصل الحموي مع «أحرار الشام» ويتفق مع أبو ماريا القحطاني الرجل الثاني سابقاً في «النصرة»، على عدم ترك «جبهة النصرة» تحت سيطرة الجولاني، فيما الشيخ السعودي عبد الله المحيسني الذي يعتبر حالياً في الخفاء شرعي «جبهة النصرة» العام يعمل لمصلحة «جند الأقصى» المدعومة سعودياً، وتشير المصادر إلى أن المحيسني يعمل لمصلحة المخابرات السعودية التي تدعم سيطرة «داعش» على المنطقة المحاذية لتركيا والتي لقطر وتركيا فيها نفوذ قوي وفعّال.

وتسعى «جند الأقصى» للسيطرة على إدلب وجسر الشغور على طريقة سيطرة «داعش» على مدينة الرقة، وذلك عبر ظاهرة الأمنيّين الذين يتجوّلون في تلك المناطق دونما حسيب أو رقيب، وهؤلاء جميعهم من الجيل الجديد وكلهم دون العقد الثالث من العمر، لقد مات كلّ الجيل القديم من الأمنيين والعسكريين ومن بقي منهم تتمّ تصفيته عبر عمليات اغتيال منظمة ومبرمجة بدقة، بحيث يتمّ اغتيال المسؤولين المحليين الذين يحتلون مكانة اجتماعية مهمة ومؤثرة في المجتمع، ويمكنهم لعب دور مانع لسيطرة «داعش» على إدلب وجسر الشغور، وتضيف المصادر إن تفتت «جيش الفتح» مسألة وقت ليس إلا، حيث يشتدّ الصراع بين أجنحة «النصرة» المكوّن الأكبر في «جيش الفتح» في إدلب وريفها وبين «النصرة» و«أحرار الشام»، خصوصاً أن «النصرة» تتهم الأخيرة بالاتفاق مع تركيا وأميركا عليها، وأنّ «أحرار الشام» سوف يشكلون القوة التي تحلّ في مناطق الشمال لمصلحة الأميركي والتركي بعد خروج «داعش».

وتشير المصادر عينها إلى أن فتح جبهة الفوعة جاء لتأخير موعد الحرب الداخلية الكبرى بين مكوّنات «جيش الفتح»، وعندما فشل الهجوم وتبيّن أن استمراره يعني استنزاف الفصائل هناك تمّ الانتقال إلى الريف الإدلبي على أبواب سهل الغاب، وتضيف المصادر أن القيمين على معركة سهل الغاب يعلمون أنها سوف تكون أصعب المعارك في سورية على الإطلاق، لكن الأفق السياسي أمام المكوّنات الأساس لجيش الفتح، مغلق خصوصاً «النصرة» التي تشهد انشقاقات صامتة قد تنفجر إذا أعلن الجولاني عن تأسيس إمارة، من هنا فإنّ البعض منهم يعتبر أن المغامرة بفتح معركة سهل الغاب سوف تؤخر المعركة الداخلية وتعيد «النصرة» و«أحرار الشام» إلى الواجهة الإعلامية والسياسية بانتظار اتضاح الموقف الدولي بعد الاتفاق النووي الإيراني الغربي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى