المعلم يلتقي ظريف وبوغدانوف اليوم لبحث المبادرة الإيرانية ونتائج اجتماعات الدوحة

في أول زيارة لمسؤول سوري رفيع لطهران بعد توقيع الاتفاق النووي بين ايران ودول 5+1 ، وصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس الى العاصمة الايرانية لبحث المبادرة الإيرانية المعدلة ذات النقاط الأربع لحل الأزمة السورية.

والتقى المعلم أمس بمساعد وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان، ويبدأ اجتماعاته اليوم بلقاء ثلاثي يجمعه ونظيره الايراني محمد جواد ظريف، ومساعد وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الذي كان وصل طهران أمس والتقى نظيره عبداللهيان.

اللقاء الثلاثي سيبحث نتائج اجتماعات الدوحة بين وزراء خارجية أميركا وروسيا والسعودية، والمبادرة الايرانية المعدّلة في شكل مفصّل، كما سيبحث مبادرة الرئيس الروسي حول قيام تحالف إقليمي لمحاربة «داعش»، يضم كلاً من سورية والسعودية والأردن وتركيا ودولاً إقليمية أخرى، والتي جرى طرحها في موسكو أثناء زيارة وزير الخارجية السوري أواخر حزيران الماضي.

وفي السياق، أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي ميخائيل بوغدانوف أن موقف موسكو إزاء سورية لم ولن يتغير.

وفي تصريح أدلى به عقب محادثاته مع مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قال بوغدانوف إن «موقف روسيا ليس شيئاً قابلاً للتغير مع تغير الظروف، ونحن متمسكون بالاتفاقات والبيانات بما فيها بيان جنيف الصادر في 30 حزيران 2012، فموقفنا حيال سورية لم يتغير ونرى ضرورة إقامة حوار بين الحكومة والمعارضة على طاولة المفاوضات لتقرير مستقبل سورية بما يحفظ مصالح الجميع».

وأعلن بوغدانوف عقب اللقاء عن «اجتماع ثلاثي سيعقد بين مساعدي وزراء خارجية سورية وإيران وروسيا في طهران لبحث تطورات الأوضاع في سورية»، موضحاً أنه «على اتصال دائم مع فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري».

وأشار بوغدانوف إلى اللقاءات التي جمعته بالمسؤولين السوريين وأطراف المعارضة، موضحاً أنه «بحث المسألة السورية خلال اللقاءات التي أجراها في الدوحة أمس مع بعض الشخصيات المعارضة وعدد من اللاعبين الإقليميين والدوليين»، وإن زيارته إلى طهران تهدف للاستماع إلى وجهات نظر إيران وما ينبغي عمله في هذا الإطار.

ورداً على سؤال حول اللقاء الذي جرى بين وزراء خارجية أميركا وروسيا والسعودية والقرارات التي اتخذت خلال هذا اللقاء في الدوحة قال: «لقد عقد اللقاء الثلاثي لبحث الأزمة في سورية وأننا نمارس نشاطاً سياسياً لعقد لقاءات بين المسؤولين الأميركيين والروس والإيرانيين والسعوديين والأتراك لمساعدة السوريين».

وكانت مصادر إعلامية نقلت عن مصدر ايراني رفيع تفاصيل المبادرة وتعديلاتها، حيث يتضمن البند الأول الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، ويدعو البند الثاني إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية.

أما البند الثالث فيتضمن إعادة تعديل الدستور السوري بما يتوافق وطمأنة المجموعات الإثنية والطائفية في سورية، كما يدعو البند الرابع إلى إجراء انتخابات بإشراف مراقبين دوليين.

وأشار المسؤول الإيراني الرفيع إلى أن «المبادرة جرى تقديمها والتشاور في شأنها مع تركيا وقطر ومصر ودول أعضاء في مجلس الأمن»، وأضاف: «نُصر على أن أي تحالف ضد «داعش» يجب أن يهدف لمساعدة شعب وحكومة العراق وسورية بإشراف أممي»، معتبراً أن «الطريقة الوحيدة لإخضاع «داعش» وغيره هي عبر وقف دفق المال والسلاح والمقاتلين إلى المنطقة، وأن «القوى الدولية ارتكبت أخطاء استراتجية في حربها ضد الإرهاب منذ 11 أيلول».

وقال المسؤول الإيراني إن على لجنة مكافحة الإرهاب المشكلة عام 2001 أخذ دور أكبر في إقناع الدول بوقف دفق المال للمسلحين، ودمج هذه الآليات مع مبادرات كمبادرة «عالم ضد العنف والتطرف» العام الماضي في الأمم المتحدة.

وفي السياق، أعرب الكرملين عن قلقه العميق من تنامي نفوذ تنظيم «داعش» الإرهابي، داعياً الدول الأوروبية والولايات المتحدة إلى التعاون في مكافحة الإرهاب.

وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحافي باسم الرئيس الروسي أمس «ليس سراً أن الجانب الروسي يعرب على مستوى القمة عن قلقه من وتائر تنامي نفوذ ما يسمى «داعش» ومن توسع رقعة الأراضي الخاضعة لسيطرة الإرهابيين في سورية والعراق».

وأعاد بيسكوف إلى الأذهان أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تناول هذه القضية مراراً خلال اتصالاته مع نظرائه من دول أوروبية عديدة، وخلال المكالمات الهاتفية مع الرئيس الأميركي باراك أوباما. وكشف أن بوتين استعرض هذا الموضوع بالتفصيل خلال اتصاله الهاتفي الأخير مع أوباما. وأردف قائلاً «نحن نشعر بالقلق ونعتزم دعوة الجميع إلى التعاون».

وامتنع بيسكوف عن الكشف عن مزيد من التفاصيل حول مبادرة موسكو الخاصة بتشكيل تحالف مناهض لـ«داعش»، مؤكداً أن الجانب الروسي يعمل على تنفيذ هذا المشروع.

وفي الوقت نفسه كرر بيسكوف الموقف الروسي من سعي بعض الدول إلى «مواصلة زعزعة مواقع القيادة السورية»، موضحاً «إنه يؤدي، حسب اعتقادنا، إلى مزيد من تدهور الأوضاع».

ميدانياً، أكد «البنتاغون» أن الولايات المتحدة نفذت أول غارة جوية لها في الأراضي السورية لدعم مجموعة من المسلحين المعارضين الذين دربتهم.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية بيل أوربان إن الغارة الأميركية الأولى من نوعها نفذت يوم الجمعة لمؤازرة مجموعة مسلحين يطلقون على أنفسهم اسم مجموعة «سورية الجديدة».

وكان مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أعلن أن الولايات المتحدة قصفت مواقع لـ«جبهة النصرة» رداً على هجوم شنته على مسلحين معارضين دربتهم واشنطن.

وجاءت التصريحات الأميركية في وقت اختطف تنظيم «جبهة النصرة» خمسة مقاتلين آخرين على الأقل، كانوا قد تلقوا تدريبات في إطار برنامج التدريب الأميركي لـ «المعارضة المعتدلة» في شمال غربي سورية.

ونقلت «فرانس برس» عن النشطاء أن «النصرة» اختطفت المقاتلين بين يومي الاثنين والثلاثاء من «الفرقة 30» في قرية قاح القريبة من الحدود مع تركيا، حيث يأتي ذلك بعد أقل من أسبوع على خطف ثمانية مقاتلين من المجموعة نفسها، وبعد يومين من قصف جوي أميركي لـ«النصرة».

الى ذلك، حققت وحدات الجيش السوري بالتعاون مع المقاومة تقدماً جديداً في الزبداني، حيث أحكمت السيطرة على كتل الأبنية في فيلات أبو عايشة بجانب جمعية 8 آذار جنوب شرقي حي الجمعيات على الطرف الغربي للمدينة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى