الامتحان الأصعب…

ربّما يملّ المرء لكثرة ما يمكنه أن يقرأ من اعتراضات وغضب من قبل المواطن اللبناني من الحالة التي يعيشها اليوم، جرّاء غلاء المعيشة والفقر وغياب الكهرباء والماء وغيرها من الأزمات، وهنا خلجة للزميل خضر سلامة يشرح فيها الوضع المأسوي الذي يعيشه اللبنانيون بعبارت بسيطة واضحة يقول فيها: «الامتحان الأصعب هو حين تفتح عينيك صباحاً في هذا الوطن، سيكون عليك أولاً أنك لا تتصبب عرقاً لأن الكهرباء انقطعت وفق التقنين للعام 2015 بعد، وليس قبل، كما يظن المستمعون، ميلاد المسيح.

الآن تقدم إلى الحمام، وتأكد أن الماء لم تنقطع أيضاً، في نفس السنة، لتنجح في مواصلة نهارك.

اخرج من منزلك قبل ساعة ونصف الساعة من موعد على بعد نصف ساعة في بلاد أخرى لا يقتل الناس بعضهم البعض على أفضلية مرور.

لحظة، تأكدت من الوقود؟ توقف عند محطة وادفع أجر يوم كامل وفق الحد الأدنى للأجور، ثمن صفيحة بنزين لأن جحش الدولة معطل لأن نقابات النقل العمومي المعطلة بسبب القرابات العائلية المعطلة بسبب العمل الحزبي المعطل بفضل الطوائف المعطلة من قبل السفارات المغلقة بسبب الأشغال في المنطقة، وهكذا دواليك.

تقدم إلى عملك، تابع روتينك اليومي للأربعين عاماً المقبلة بانتظار ركل الدولة إياك وإلغاء تقاعدك ليحمل همك الآخرون.. تابع يومك حتى يحين وقت المعركة الثانية مع شوفير عمومي ربما من العشيرة الفلانية، أو خصوصي جداً من مكتب الوزير الفلاني، أو غاضب جداً من شباب المنطقة، حتى تصل إلى بيتك.

عربش على الدرج صعوداً، أضرب التحية لجابي فاتورة اشتراكك الكهربائي الخاص واشكره على حسه الوطني المرهف، فلولاه لما استطعنا أن نشرج هواتفنا لنتصل بأصدقائنا المغتربين ونقول لهم:

اشلحوا هالشراويل والطرابيش وبلا هبل».

ديناصورات في لبنان!

في كلّ يوم نتوقّع أن يتحسّن وضع البلد وتتغيّر الظروف، لكن نكتشف يوماً بعد يوم أنّ كل شيء في البلد يرجع إلى الوراء ولا يتغيّر أو يتحسّن شيء، بل من سيّء إلى أسوأ، والأزمة لا تقع إلّا على عاتق المواطن اللبنانيّ الذي ملّ من الشكوى التي ما عادت تجدي نفعاً في ظلّ الظروف الراهنة. ولأنّ التقدم بات غائباً عن بلدنا وما عاد له أيّ وجود بل أمسى مستحيلاً علّق أحد المواطنين ساخراً على الوضع بعبارات ربّما يجدها البعض مضحكة، لكنّها عبارات قد تأخذ بعداً كارثيّاً ليظهر من خلالها ملل الناس ويأسهم. فلربما بحسب رأيهم السرعة التي نعود فيها إلى الوراء تعيدنا إلى عصر الديناصورات علماً أننا في عصر الحيتان العملاقة التي لم تترك للمواطن حتى نعمة التنعّم بنوم مريح في صيف قاسٍ…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى