السيسي يبحث وبوتين التعاون لمواجهة الإرهاب

القاهرة ـ فارس رياض الجيرودي

بحث الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والمصري عبد الفتاح السيسي هاتفياً تعزيز العلاقات الثنائية ومكافحة الإرهاب وتسوية أزمات المنطقة سياسياً. وذلك بحسب بيان أصدرته الرئاسة المصرية.

وذكرت بوابة الأهرام الإلكترونية أن السيسي وبوتين ناقشا خلال الاتصال الهاتفي: «آخر التطورات في منطقة الشرق الأوسط»، وجاء الاتصال في وقت توجه القوات الروسية الجوية والبحرية ضربات للجماعات المسلحة على الأرض السورية وعلى رأسها تنظيم داعش.

وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري قد أدلى السبت الماضي بتصريحات عبّرت عن تأييد القاهرة للعمليات العسكرية الروسية المستمرة منذ تسعة أيام، فقد قال شكري إن بلاده ترى أن الضربات الروسية «سيكون لها أثر في محاصرة الإرهاب والقضاء عليه».

الضربات الروسية شرعية

وفي سياق المواجهة مع الإرهاب، وصف الخبير القانوني المستشار الدكتور مساعد عبد العاطي، أستاذ القانون الدولي، الضربات الجوية التي تقوم بها القوات الروسية على تنظيم داعش الإرهابي في سورية بالشرعية والتي تتوافق مع مبادئ القانون الدولي، وذلك لأنها تمت بناء على طلب من الحكومة السورية وبالتنسيق معها، مؤكداً أن ما تقوم به قوات التحالف الدولي المشكل لمحاربة داعش بقيادة الولايات المتحدة، يعد خرقاً وانتهاكاً للقانون الدولي حيث لم تنسّق واشنطن مع حكومة دمشق، ما يعدّ انتهاكاً للمجال الجوي لدولة ذات سيادة.

وأكد عبد العاطي، أنه طبقاً للمادة 52 من ميثاق الأمم المتحدة يحق للدول بشكل فردي أو جماعات طلب المعونة العسكرية وهذا ما قامت به سورية، موضحًا أنه يحقّ لروسيا تطوير عملياتها العسكرية لتشمل تنظيمات إرهابية أخرى في العراق على سبيل المثال في حال طلبت بغداد ذلك، وهذا ما أعلنت موسكو استهدادها لتنفيذه.

كما أكد عبد العاطي، أن روسيا تتبنى نهج المواجهة الشاملة لكل الجماعات الإرهابية في كل أماكن انتشارها، وذلك وفقاً لما أعلنه مسؤولون روس على رأسهم الرئيس الروسي الذي أكد اعتزام روسيا، استصدار قرارٍ من مجلس الأمن لتنسيق جهود جميع القوى المناهضة لتنظيم داعش وجماعات إرهابية أخرى.

وقال عبد العاطي إن روسيا ترأست اللجنة الوزارية لمجلس الأمن، تحت عنوان «تسوية الصراع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والتهديدات الإرهابية في المنطقة» الأمر الذي يفتح المجال واسعاً لضربات عسكرية روسية على التنظيمات الإرهابية التي تنتشر بليبيا على سبيل المثال، كما يفتح المجال لعمليات عسكرية روسية ضد تنظيمات مسلحة أخرى غير مدرجة على لائحة الإرهاب مثل الجيش السوري الحر أو المعارضة السورية المدربة أميركياً.

وحول مشروع القرار الذي تحاول موسكو استصداره من مجلس الأمن بشأن مكافحة الإرهاب، أشار عبد العاطي إلى أن المجلس سبق له أن أصدر مجموعة قرارات تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة باعتبار بعض التنظيمات كجماعات إرهابية وعلى رأسها «داعش» و«جبهة النصرة»، ومن ثم فإن الجهود الدولية الروسية تتماشى تماماً مع الشرعية الدولية، لكنه استدرك قائلاً: «من الممكن تقويض تلك الجهود الروسية حال استخدام الولايات المتحدة على سبيل المثال حق الفيتو».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى