وقفة محبّة مع نوّارة الدراما السوريّة لتتخطّى مرضاً عارضاً رندة مرعشلي لمحبّيها: وقوفكم إلى جانبي يمدّني بالقوة…أنا أكبُر بكم!

دمشق ـ آمنة ملحم

بابتسامة محبّة وتفاؤل ملأت وجهها، ويد رفعتها تضرّعاً للسماء، أملاً بعودة عبير قلبها الذي لم يعرف يوماً سوى الفرح وحبّ الناس، استقبلت الفنانة رندة مرعشلي كلّ من حمل رسالة حبّ إليها بداخله، وحضر ليشارك بوقفة صلاة ودعاء لها، نثرت أريج فسيفساء السوريين في بهو المشفى الإيطالي في دمشق وحديقته، بعيداً عن مخالب أيّ بذور طائفية، حاول كثيرون اللعب على وترها وضرب روح الألفة بين السوريين.

هناك، في الطابق الأول من المشفى، غصّت غرفة علاج مرعشلي بزملائها وزميلاتها الفنانين والفنانات، الذين ضَعُف عدد منهم، فانهمرت عبراتهم لتملأ وجناتهم من دون استئذان. دموع محبة، وغصّة على زميلة لم تعرف العداء يوماً لأيّ كان في وسطها المهني، إنما عُرِفت بالألفة والصداقة، وبمحبتها للجميع من دون استثناء.

أميّة ملص، احتضنت طفلة مرعشلي سيلينا لتمدّها بقوة الوقوف إلى جانب أمّها. ريم عبد العزيز وهادي بقدونس كانا الأكثر تأثّراً لمعاناة زميلتهما، فلم تقوَ عبراتهما على مقاومة الذكريات معها، وأملهما بشفائها العاجل. كما وقف كلّ من رنا شميس ورغداء هاشم وسمر عبد العزيز وطارق مرعشلي قرب سرير الفنانة المحبوبة والمحبة، يشدّون أزرها ويحاولون زرع القوّة في قلبها، لِيُفاجأوا بأنها هي التي تمدّ مَن حولها بالقوة والصبر، من خلال ابتسامتها وإيمانها.

كما شارك في الوقفة عدد من الفنانين الشباب الذين لطالما رأوا في رندة مرعشلي سندريلا الدراما السورية، ومنهم لمى ابراهيم، نادين قدّور، رهف الرحبي، مرح زيتون وفاتح سلمان. إضافة إلى الكاتب أحمد سلامة، مع عدد كبير من المحبين الذين جاؤوا ليصلّوا لرندة، وينثروا أريج محبتهم في أرجاء المشفى.

بكلمات قليلة، وعلى رغم ألمها، حمّلت رندة صحيفة «البناء» رسالةً إلى محبّيها فتقول: «بدعائكم وصلاتكم سأشفى وأعود قوية، أنتم أحبابي ومداد قلبي، سأعود من أجلكم، فأنوار شموعكم تمنحني الأمل لأقاوم وأعود كما كنت وأقوى وأفضل. استمرّوا في الدعاء، أنا أكبر بكم».

المسؤول الإعلامي للفنانة رندة مرعشلي محمد تنبوك، الذي لم يفارقها البتّة، لفت لـ«البناء» إلى أن هذه الوقفة جاءت لردّ جزء بسيط ممّا قدّمته رندة من محبّة للجميع على الدوام. وقال: «قليل من الأمل والحياة والفرح ما أردناه. هي دائماً كانت تمدّنا بكل الحب، كأصدقاء لها أو جمهور محبّ وحتى لكل من حولها».

وأشار تنبوك إلى أنّ الصلاة كانت على الطريقتين المحمدية والمسيحية، فالراهبات في الدير والكنيسة التابعين للمشفى الإيطالي صلّين لها ودعون لشفائها وأضأن الشموع لشفائها. كما قُرِأت آيات قرآنية وتُلي دعاء إسلاميّ، لتبقى رندة بخير وتعود إلينا بصحة جيدة. ومن هنا تأتي رسالتنا السورية الحقّة، أن الله واحد، وأنّ الوطن للجميع.

وأشار تنبوك إلى أن حالة رندة مرعشلي الصحية، بعد مرور عشرة أيام في المشفى، مستقرة. وهي ما زالت بخير. وبمحبة من يقف معها ستخرج من محنتها. وهي تردّد دائماً أنها ستُشفى بمحبة الناس ودعواتهم، وستعود إلى بيتها وأطفالها قوية كما عُرفت دائماً.

وعن وقفة الفنانين إلى جانبها، أكّد تنبوك أنها وقفة جميلة ونبيلة وتنمّ عن الروح السورية الأصيلة، فلا تكاد غرفة رندة تخلو من الزائرين طوال الوقت، وهي كانت دائماً تقف مع زملائها في مِحَنهم، ولا أعداء لها في وسطها، إنما الجميع أصدقاؤها وأخوة لها ومحبون. لذا، أتوا ليقفوا معها ويصلّوا ويغمروها بدعائهم لسلامتها.

وأعرب تنبوك عن استيائه من الإشاعات التي تناولت حياة مرعشلي، لافتاً إلى مسارعة المكتب الإعلامي وصفحتها الرسمية على «فايسبوك» إلى نفي هذه الإشاعات. وجاءت هذه الوقفة اليوم لردّ غيظ مطلقي تلك الإشاعات.

كلمات من القلب

«لمّة» ضمّت الفنانين لتؤكّد أنّ الحبّ فاق الوجع. إذ توجّه إلى زميلتهم الفنانون عبر «البناء» بكلمات من القلب.

الموسيقيّ هادي بقدونس ناداها بعدما لملم دموعه: «ارجعي. أرجوكِ عودي إلينا قوية». وأكّد أن قدومه مع مجموعة من المحبّين الذين انتشروا في كافة أرجاء المشفى، جاء ليشكّل حلقة حبّ من كلّ الأديان والطوائف. وليساهموا برفع معنويات رندة، فوجدوا أنها هي من ترفع معنوياتهم. مضيفاً: « يجب أن تبقى رندة الزهرة السورية الجميلة».

كما لفتت الفنانة أميّة ملص إلى أن رندة مرعشلي كانت على الدوام جميلة وموهوبة ومتألقة. لذا، توجهت بالدعاء لها كي تتخطّى محنة المرض، وقالت: «تألمت كثيراً لأنني دائماً أراها وردة متفتحة. فيا رب أعيدها وردةً من جديد. وأتمنى أن تقاوم مرضها وتتغلّب عليه. وبسمتها التي لا تفارق وجهها تدعونا جميعاً إلى التفاؤل».

وبكلمات ممزوجة بقوة إيمان رندة وصبرها، قالت رغداء هاشم: «رندة بخير وستعود لتنير الشاشة. الجميع يحبّون رندة ويسألون عنها. تمنياتي لها بأن تعود قوية كما كانت».

وعن الوقفة، لفتت هاشم إلى أنها رسالة لمن حولنا بأننا متماسكون وأننا قلب واحد مع زميلتنا. «وأتمنى أن يتماسك جميع السوريين وأن يعودوا يداً بيد في السرّاء والضرّاء، وأن نعود جميعاً قلباً واحداً، وأن تشفى رندة وتعود إلينا».

صديقة رندة الفنانة ريم عبد العزيز التي تحدثت بدموعها أكثر من نطقها بلسانها مخاطبة زميلتها: «قوّاكِ الله ومنحكِ العافية. قلوبنا كلها معك. نحبّك كثيراً. أتينا اليوم لندعو لك من قلبنا كي تتخطّي هذه المحنة التي آلمتنا جميعاً».

ووصفت عبد العزيز رندة مرعشلي بالقوّة، وهذه سمة عُرفت بها. لذا، هي على أمل بأن رندة ستخرج من محنتها بهذه القّوة التي تتصف بها.

أما لمى إبراهيم، التي لم تقارق رندة منذ دخولها إلى المشفى، فتقف إلى جانبها وجانب أبنائها لحظة بلحظة، وترى فيها أختاً لها. ويقينها كبير بأن البسمة التي على وجه رندة ستعود وتزيّن حياتها، لأن إيمانها كبير وإرادتها أكبر.

ولفتت ابراهيم إلى أنّ معنويات رندة عالية، وهي قوية، وتردّد أنها ستُشفى وتعود إلى عملها وبيتها وأولادها. وبكلمات مختصرة، أشارت ابراهيم إلى أنّ رندة قلب طيّب، لم تُسجَّل في حياتها نقطة سوداء تجاه أحد. تقابل الناس دائماً بالبسمة على وجهها، فلا يمكن أن يقال بحقها سوى أنها أطيب قلب.

الكاتب أحمد سلامة أكد أنّ رندة زهرة الشاشة السورية، لطالما فاح عبيرها في الدراما، وزيّنت بمحبتها كلّ حضور لها. متمنّياً لها الشفاء التام والعودة القوية المتماسكة كما كانت.

الشابة رهف الرحبي أكدت لمسها المعنويات العالية لدى رندة، وضحكتها التي لا تفارق محيّاها. لافتة إلى إيمانها بأنّ رندة ستتغلب على هذا المرض بتلك الضحكة. داعيةً لها بالشفاء والعودة كي تنير الشاشة من جديد.

كما خاطبتها رزان أبو رضوان: «أنتِ قمر الشاشة ونوارة سورية وشاشتها دائماً. ستبقين قمراً وتعودين بخير في أقرب وقت».

مرح زيتون وصفت رندة بـ«سندريللا»، وقالت: «سندريلا الدراما السورية ستكون بخير، وستعود إلينا،. كلنا اليوم استمددنا القوة منها… رندة مرعشلي حقاً لم تكن سوى شجرة طيبٍ فوّاحة، صامدة على فراش المرض، لتثبت حقاً أنّ لكلّ امرء من اسمه نصيب. فالرند لطالما كان رمزاً للانتصار، وهي ستنتصر على مرضها كما أكّدت لي».

وكانت الفنانة رندة مرعشلي قد أنهت تصوير دورها في مسلسل «مدرسة الحبّ» قبل أن يتدهور وضعها الصحي الناجم عن انتقال مرض عضال أصيبت به منذ عدة سنوات من الثدي إلى الكبد. كما سجّلت مشاركتها الأولى كمقدّمة لبرنامج «كاميرا خفية».

أسرة «البناء» تتمنّى لنوارة سورية الشفاء العاجل، وهي مؤمنة بأن رندة مرعشلي التي جذبت محبّي الدراما السورية بأدوارها وبسمتها وحِرَفيتها، ستكون قوية على كلّ مرض وستنتصر عليه، تماماً كما ستنتصر سوريانا على هذه المحنة التي ألمّت بها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى