نصف قرن على هبوط «لونا 9» السوفياتية برفق على سطح القمر

مضى نصف قرن على هبوط المركبة السوفياتية «لونا- 9 « برفق على سطح القمر في منطقة يُطلق عليها العلماء اسم «محيط العواصف».

وقد كان هبوط المركبة «لونا- 9» السوفياتية برفق على سطح القمر هو الأول في العالم. وكانت المعلومات المتوفّرة حينذاك عن القمر محدودة جداً، لذلك أحدثت الصور التي كانت تُرسلها المركبة السوفياتية إلى الأرض اهتماماً كبيراً جداً لدى مختلف الأوساط العلمية في مختلف دول العالم.

وقد كان العديد من العلماء يعتقدون أنّ طبقة سميكة من الغبار تُغطّي سطح القمر. لذلك ولقطع حبل المناقشات في هذا المجال، قرّر الأكاديمي سيرغي كوروليوف، أن تكون الحسابات الخاصة بعملية الهبوط مبنيّة على أساس أنّ سطح القمر صلب لكي تضمن عدم إصابة المركبة بأضرار عند هبوطها عليه. فهبطت المركبة في منطقة «وادي العواصف» على سطح القمر بنجاح.

واستمر عمل المركبة أيام عدّة، التُقطت خلالها ثلاث صور بانورامية للقمر من ثلاث زوايا مختلفة، وبعدها توقّفت عن العمل.

وقد بيّن نجاح هبوط المركبة السوفياتية برفق على سطح القمر أنّ بالإمكان الهبوط والسير وعمل ما يحلم به الإنسان هناك. فوضع هذا الهبوط الاتحاد السوفياتي في المرتبة الأولى بين الدول في مجال غزو الفضاء.

بعد هذا النجاح أطلق الاتحاد السوفياتي مركبة إلى كوكب الزهرة. وبلغت هذه المركبة الكوكب، ولكنّها لم تتمكّن من الهبوط على سطحه إلّا بعد مضيّ أربع سنوات. وأكّدت المركبة السوفياتية عدم وجود الحياة على سطح كوكب الزهرة بسبب ارتفاع الضغط هناك، إضافةً إلى ارتفاع درجة الحرارة التي تصل إلى 500 درجة مئوية، وإلى الأمطار الكبريتية.

ولقد كشفت الصورة التي التقطتها المركبة السوفياتية باللونين الأسود والأبيض، ومن ثمّ الملونة شكل تضاريس سطح كوكب الزهرة أيضاً.

وهكذا بعد مضيّ سنوات عديدة يعود العلماء ويركّزون اهتمامهم على القمر وكوكب الزهرة من جديد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى