إسماعيل: لا مشاركة عسكرية في سورية

القاهرة ـ فارس رياض الجيرودي

أكد المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، أن مصر لا تدرس إرسال قوات برية لمشاركة واشنطن في محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي بسورية والعراق.

وأوضح إسماعيل في حديثه للصحافيين على هامش مشاركته بالدورة الرابعة للقمة العالمية للحكومات المنعقدة في دبي، أن الحكومة لم تتخذ قراراً حتى الآن في هذا الأمر، وليس هناك موعد محدد أيضاً لمناقشته الأمر.

وكانت المملكة العربية السعودية أعلنت استعدادها لإرسال قوات برية لمشاركة الولايات المتحدة، في حربها ضد «داعش»بسورية والعراق، حال قررت الأخيرة تنفيذ هجوماً برياً هناك، ولحقته الإمارات بتصريح مشابه.

وتزامن ذلك مع ذهاب عناصر من القوات المسلحة المصرية، تضم وحدات مقاتلة من القوات البرية، والجوية، والدفاع الجوي، والقوات الخاصة، إلى المملكة العربية السعودية في نهاية شهر كانون ثاني الماضي للمشاركة في التدريب المشترك الذي يضم عدداً من الدول العربية، والإسلامية، والمسمى بـ«درع الشمال»، ما فسره البعض على أنه مقدمة لمشاركة القوات المصرية في الحرب البرية في سورية بقيادة سعودية.

ودعم هذا الاستنتاج ما كشفته بعض وسائل الإعلام العالمية وعلى رأسها شبكة «CNN»، والتي تحدثت عن أن هذه التدريبات جزء من استعدادات المملكة للتدخل البري في سورية لمحاربة تنظيم «داعش»، وأن عدد المتدربين يصل إلى 150 ألف جندي، أغلبهم من السعودية، بالإضافة إلى قوات من مصر والسودان والأردن.

وأضافت الشبكة التلفلزيونية الأميركية أن المغرب التزمت بإرسال قوات إلى جانب تركيا، والكويت، والبحرين، والإمارات العربية المتحدة، وقطر، كما كشفت عن إنشاء السعوديين والأتراك قيادة للقوات المشتركة التي ستدخل سورية من الشمال عبر تركيا، وأوضحت أن قائمة الدول الآسيوية المشاركة تشمل ماليزيا وإندونيسيا وبروناي.

في هذا السياق استبعد الباحث المصري في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بشير عبد الفتاح أي احتمال لمشاركة برية مصرية في أي عمل عسكري ضد داعش في سورية أوالعراق، وأورد عبد الفتاح جملة أسباب لذلك، منها معاناة مصر من نشاط ارهابي داخل حدودها في سيناء والدلتا والوادي جزء منه تعلن داعش سيناء المسؤولية عنه، ما يجعل الأولوية المصرية لمواجهة الارهاب الداخلي، والسبب الثاني بحسب عبد الفتاح هو أن الدستور الجديد في البلاد يضع شرطاً لأي مشاركة للقوات المصرية خارج حدود مصر، يتعلق بموافقة مجلس الدفاع الوطني وثلثي أغضاء البرلمان، ما يقلص فرص حدوث تلك المشاركة وبشكل كبير، أما السبب الثالث فيعود للرؤية المصرية لحل الأزمة السورية والتي تستعصي على الحل الدبلوماسي عبر الحوار والمفاوضات، ونتيجة لذلك رأى عبد الفتاح أن المساهمة المصرية في الحرب على داعش في سورية والعراق ستقتصر على جوانب التنسيق الاستخباري والأمني وعلى الدور الثقافي، الذي يقوم به الأزهر من خلال تفنيد الحجج الفقهية التي يستند إليها تنظيم داعش في ممارسة إرهابه.

أما الخبير العسكري اللواء نبيل فؤاد، مساعد وزير الدفاع المصري الأسبق فقد قال: إن هناك رفضاً تاماً من جانب الدولة السورية لأي تدخل بري في سورية، واعتبرت ذلك عملاً غير قانوني ويعد احتلالاً وتجب مواجهته، مشيراً إلى أن سورية ليست «دولة سداح مداح» على حد تعبيره.

وأضاف فؤاد أنه يخشى على المملكة العربية السعودية لعدم امتلاكها قوات كافية للحرب على جبهتين، وهما الجبهة اليمنية والجبهة السورية، وبالتالي يعتقد أن التدخل البري السعودي في سورية غير مناسب، لا سيما في ظل عدم امتلاك المملكة القوات الكافية التي تمكنها من الحرب على أكثر من جبهة، منوهاً إلى أن الموضوع يحتاج إلى مراجعة وبلورة رؤية جديدة.

وتابع الخبير العسكري أن مصر لم تعلن بشكل رسمي مشاركتها في هذا الموضوع، مشيراً إلى أن مصر تشارك الآن في الحملة الدولية ضد الإرهاب التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية، وتضم نحو 65 دولة، وهي تشارك لوجستياً ومعلوماتيا ً.

من جانبه، قال اللواء عبد الرافع درويش، الخبير العسكري والاستراتيجي، إنه يستبعد تماماً تدخل السعودية برياً في سورية، موضحاً أن مصر لم تعلن حتى الآن عن مشاركتها في هذا الموضوع، وأن الرئيس سوف يعلن ذلك لو تم، لافتاً إلى أن تدخل المملكة العربية السعودية برياً في سورية سيكون خطأ كبيراً، لا سيما أن تدخلها سيؤدي إلى تأجيج الصراع المذهبي في المنطقة.

وأضاف درويش أن التدخل في الشأن السوري – إذا حدث – يجب أن يكون تدخلاً قانونياً، وبغطاء دولي وبقرار من الأمم المتحدة ومجلس الأمن، مشيراً إلى أن الهدف من التدخل البري السعودي هو إسقاط الحكومة السورية وليس القضاء على داعش، وبالتالي سوف يؤدي ذلك إلى الصدام مع روسيا وإيران، محذراً من أن التدخل السعودي سوف يؤدي إلى توسيع الحرب في سورية وجلب المزيد من الدمار وفتح جبهات قتال جديدة ضد المملكة من جانب إيران سواء في اليمن أو في سورية أو في العراق.

من جانبه، قال الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء المصري المتقاعد طلعت مسلم، إنه يستبعد تماماً مشاركة قوات مصرية مع المملكة العربية السعودية للتدخل في سورية، مشيراً إلى أن مصر لن تتدخل إلا إذا كانت هناك دولة عربية يتعرض أمنها القومي للتهديد، لافتاً إلى أن محاربة داعش تحتاج لقرار دولي يتعلق بمكافحة الإرهاب، وليس قرار منفرد من جانب الدول، ولم يستبعد مسلم مشاركة قوات مصرية في سورية تحت مظلة الأمم المتحدة أو مجلس الأمن في حال إقرار ذلك بقرارات دولية، مع تحديد مهام هذه القوات.

وأضاف مسلم أن مشاركة مصر في التحالف الإسلامي لا يعني مشاركتها في الحرب في سورية، والدليل على ذلك أن القوات المصرية لم تشارك حتى الآن في الحرب في اليمن، إلا عن طريق مضيق باب المندب لحماية الملاحة.

وأشار الخبير العسكري إلى أن مشاركة القوات المصرية في مهمة تدريبية في السعودية لا يعني تورطها للقتال في سورية حتى لو كان تحت شعار مكافحة الإرهاب.

من جانبها، أكدت نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية، وخبيرة علاقات خارجية، أن التصريح الأخير لمستشار وزير الدفاع السعودي بشأن عمل عسكري بري ضد تنظيم «داعش» في سورية غير واضح، ومصر لن تتورط عسكرياً به لأن هذا هوموقفها واضح من البداية.

وتابعت بكر: «السعودية أعلنت عن التحالف الإسلامي، والحقيقة إنه لم يكن واضح وجاء قرارها منفرداً، خاصةً أن الثلاثة جيوش المعلن عنهم ليس بينهم أي تناغم في العمل»، لافتةً إلى أن جيش مصر وتركيا العلاقات بينهم متزعزعة بشكل يجعل أي عمل عسكري مشترك بين الجيشين مستبعداً تماماً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى