ترامب يتقدّم نحو البيت الأبيض رغم الانتقادات الشديدة حيال تصريحاته

لا تزال الانتخابات الرئاسية الأميركية العتيدة تحظى باهتمام الصحافة الأجنبية رغم ما يحفل به العالم من أحداث سياسية وأمنية كبيرة لا سيما ما يحصل في الشرق الأوسط.

ومن بين المرشّحين الكثر الذين يشقّون طريقهم نحو البيت الأبيض، يبرز اسم الملياردير دونالد ترامب. وتشير التقارير إلى أنّه الأوفر حظّاً رغم تصريحاته العدائية والعنصرية التي تقابَل بانتقادات شديدة.

وفي هذا السياق، نشرت صحيفة «إيزفستيا» الروسية مقالاً تطرّقت فيه إلى مجريات الحملة الانتخابية في الولايات وبروز شخصية الملياردير دونالد ترامب، مشيرة إلى أنه شبه مرآة لأميركا والأميركيين، لذلك يثير عواطف البعض ومخاوف آخرين.

وقالت الصحيفة إنّ شخصية ترامب تعكس مشاعر الناخبين وأحاسيسهم. فهو من جهة يجسّد الحلم الأميركي كونه صاحب امبراطورية بناء ومليارديراً، وسابقاً مقدّم برنامج تلفزيوني ذي شعبية ومنظم مسابقات جمال ومحاطاً دائماً بالممثلين والفنانين وعارضات الأزياء والحسناوات. حتى أن خصومه ومنافسيه يعترفون بعبقريته في الترويج لشخصه. ومن جانب آخر، شعار ترامب الرئيس في الحملة الانتخابية هو «سنعيد لأميركا عظمتها»، وهو الشعار الذي يعبّر عن الاحتجاج على من دمّر هذه العظمة أو سلبها من مواطني الولايات المتحدة البسطاء.

وفي ما يتعلّق بأزمة اللاجئين السوريين إلى أوروبا، نشرت صحيفة «إندبندنت» مقالاً عنوانه «الاتفاق بين تركيا وأوروبا لا يضمن حلّاً نهائياً لأزمة اللاجئين»، وقالت فيه إنّ إيوجين إمبروسي ـ مدير منظمة الهجرة الدولية التابعة للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو ـ يشكّك في قدرة الاتفاق على إيجاد حلّ نهائي لأزمة اللاجئين، إذ يشير إلى أن اللاجئين يصعب إرجاعهم إلى بلادهم كونهم يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة، ما يعني أنهم قد يندفعون إلى اقتحام الحواجز التي تقام لمنعهم من دخول أوروبا. وأضاف إمبروسي أن تركيا ستجد صعوبة لا محالة في استضافة اللاجئين الفارين إليها من سورية، إضافة إلى العائدين من أوروبا بعد تنفيذ الاتفاق، فطول فترة الاستضافة سيشكّل مصدر ضغط على البنية التحتية المتواجدة في تركيا لتقديم خدمات أساسية مثل التعليم والصحة.

أما صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، فنشرت تقريراً جاء فيه أنّ تنظيم «داعش» ضَعُف لكنه لم يمت. وتقول فيه أنّ التنظيم بدأ يضعف تدريجياً، إلا أنه لا يزال يحتفظ بمناطق واسعة في سورية والعراق والآن في ليبيا، وبشبكة إرهابية عالمية مع ما أظهره من استعداد لاستخدام الأسلحة الكيماوية.

«إيزفستيا»: الولايات المتحدة بين «حبّ ترامب» و«الخوف من ترامب»!

تطرّقت صحيفة «إيزفستيا» الروسية إلى مجريات الحملة الانتخابية في الولايات وبروز شخصية الملياردير دونالد ترامب، مشيرة إلى أنه شبه مرآة لأميركا والأميركيين، لذلك يثير عواطف البعض ومخاوف آخرين.

وجاء في المقال: الأميركيون أنفسهم لا يفكرون بمثل هذا التوضيح البسيط، لأنهم لا يرغبون في رؤية انعكاس صورتهم في المرآة. وإلا كيف يمكن تفسير كون أشد خصوم ترامب وكارهيه من أعضاء الحزب الجمهوري نفسه وقيادته، الحزب الذي ينتمي ترامب اليه؟

أفضل ردّ على هذا التساؤل هو «نحن لسنا هكذا». هذا الردّ البسيط الذي يعبّر عن عدم رغبتهم في رؤية انعكاس صورتهم في المرآة يساعد في توسع شعبية ترامب الذي يحبّ التباهي بكونه كسب حبّ ملايين الناخبين. وهذا هو جوهر دور الزعيم السياسي عملياً المتضمن عكسَ مطامح الجماهير وتلمّس مطالبها وآمالها وما تحلم به.

شخصية ترامب تعكس مشاعر الناخبين وأحاسيسهم. فهو من جهة يجسّد الحلم الأميركي كونه صاحب امبراطورية بناء ومليارديراً، وسابقاً مقدّم برنامج تلفزيوني ذي شعبية ومنظم مسابقات جمال ومحاطاً دائماً بالممثلين والفنانين وعارضات الأزياء والحسناوات. حتى أن خصومه ومنافسيه يعترفون بعبقريته في الترويج لشخصه.

من جانب آخر، شعار ترامب الرئيس في الحملة الانتخابية هو «سنعيد لأميركا عظمتها»، وهو الشعار الذي يعبّر عن الاحتجاج على من دمّر هذه العظمة أو سلبها من مواطني الولايات المتحدة البسطاء.

ليس هناك أيّ شك في حقيقة تدني المستوى المعيشي للمواطنين الأميركيين، إذ يؤكد علماء الاجتماع والاقتصاد بعد دراسات عدّة أن جيل الشباب الأميركي الحالي سيكون مستوى معيشته دون المستوى الذي عاش عليه آباؤهم للمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة الحديث. فتزداد حالياً الهوّة بين الأغنياء والفقراء، وتشتدّ التفرقة العنصرية مع استلام أول رئيس أسود منصب رئيس الدولة.

ويسبب هذا، لدى غالبية الناخبين شعور بأنه لا يمكن الاستمرار في العيش هكذا، وترامب يلعب على هذا الوتر الحسّاس وعلى مزاج المواطنين، ما تسبب في اتهامه بالعنصرية والأنانية وكره النساء.

ويعد ترامب المواطنين بإعادة وظائف العمل الجيدة التي في ظل السلطات الحالية صدِّرت إلى الخارج، وبأنه سيدافع عن مصالحهم حتى لو تطلب الأمر بناء جدار على امتداد الحدود الجنوبية للبلاد وفرض قيود موقتة على منح تأشيرات دخول للمسلمين إلى الولايات المتحدة، وهذا يلقى استحساناً من جانب كثيرين. كما أنّ ترامب يقدّم نفسه بنجاح كشخص يخوض مجال السياسة ليس بهدف تحقيق مكاسب شخصية، فهو من الناحية المالية لا يرتبط بأي لوبي، وتعود على قول الحقيقة كما هي بغضّ النظر عن قواعد اللياقة السياسية المتعارف عليها.

وليس ترامب هو المنافس الوحيد الذي يستخدم عدم رضا الناخبين عن الأوضاع الحالية في الحملة الانتخابية، فالأمر نفسه يستخدمه منافسوه الجمهوريون بدرجات متفاوتة، وحتى المنافِسة الديمقراطية هيلاري كلينتون التي، عموماً، وبحسب قول المحللين المحليين، تسعى إلى الحفاظ على الوضع الراهن مع إدخال بعض الاصلاحات التجميلية. أما السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرس فيدعو دائماً إلى «ثورة سياسية» وبالدرجة الأولى إجراء إصلاحات جذرية في نظام الانتخابات الفاسد تماماً.

على خلفية استمرار الجدال السطحي حول ظاهرة ترامب في الولايات المتحدة، لا وضوح تاماً في ما إذا كان البطل يقدّر دوره في افتعال هذا الضجيج، رغم أنّ وسائل الاعلام المحافظة تشير إلى أنّ كل ما يقوم به ترامب في الحملة الانتخابية مخطّط له بدقة.

فبعد انتهاء المناقشات بين المنافسين الجمهوريين التي نظّمتها قناة «فوكس نيوز» سأل مقّدم البرامج بيل أورايلي، لماذا برأيه لا يحبه رفاقه في الحزب. فردّ ترامب على ذلك بالقول: تشير نتائج الاستطلاعات إلى أن 65 في المئة من الجمهوريين يحبونه، لأنه لا يعمل على تقسيم الحزب، بل على توحيده. وأنه ينقل الواقع كما هو.

وهكذا، يعتبر ترامب المرشح الأكثر سطوعاً وتألقاً في منافسات الحملة الانتخابية، وهذا بحدّ ذاته مهم جدّاً. ولكن بعد كل ذلك هل سيحلّ دونالد ترامب محلّ باراك أوباما في البيت الأبيض؟

«إندبندنت»: الاتفاق بين تركيا وأوروبا لا يضمن حلّاً نهائياً لأزمة اللاجئين

توصّل الاتحاد الأوروبي وتركيا إلى مسودّة اتفاق يهدف إلى وقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا وإجبارهم على العودة من حيث أتوا عن طريق البحر.

واحتفل بالاتفاق 28 دولة عضوة في الاتحاد الأوربي وبالقضاء على الهجرة غير المنتظمة إلى أوروبا.

ويشكّك إيوجين إمبروسي مدير منظمة الهجرة الدولية التابعة للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو في قدرة الاتفاق على ايجاد حل نهائي لأزمة اللاجئين، إذ يشير إلى أن اللاجئين يصعب إرجاعهم إلى بلادهم كونهم يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة، ما يعني أنهم قد يندفعون إلى اقتحام الحواجز التي تقام لمنعهم من دخول أوروبا.

وأضاف إمبروسي في حوار نشرته صحيفة «إندبندنت» البريطانية أن تركيا ستجد صعوبة لا محالة في استضافة اللاجئين الفارين إليها من سورية، إضافة إلى العائدين من أوروبا بعد تنفيذ الاتفاق، فطول فترة الاستضافة سيشكّل مصدر ضغط على البنية التحتية المتواجدة في تركيا لتقديم خدمات أساسية مثل التعليم والصحة. إغلاق الحدود الأوروبية بشكل كامل، سيزيد من ناحية أخرى من الحركة غير المنتظمة وسيدفع اللاجئين للبحث عن طرق بديلة يصعب رصدها كتلك التي تستهدف أوروبا عبر وسط البحر المتوسط والآتية مثلاً من مصر أو ليبيا. الطريقة المثلى للتعامل مع الأزمة تكمن في ضمان مشاركة عدد أكبر من الدول، فقد قامت كندا مثلاً باستضافة 25 ألف سوري خلال الأشهر القليلة الماضية إلى جانب تحمل الدول المجاورة لسورية نسبة 90 في المئة من اللاجئين.

وتعدّ دول الخليج الأقل استقبالاً للاجئين، كما ينبغي أن تلعب أوروبا دوراً أكبر في استقبالهم لأن مستويات توطينهم هناك متدنية مقارنة بأجزاء أخرى من العالم.

وطالب إمبروسي بمحاكمة المهرّبين ومعاقبتهم كوسيلة لمنع نشاط التهريب وتجارة البشر، كما أكد أن الامتناع عن خلق طرق بديلة أمام هؤلاء اللاجئين سيدفعهم للانضمام إلى جماعات إرهابية أو حتى إجرامية.

«واشنطن بوست»: تنظيم «داعش» ضَعُف لكنه لم يمت

رغم أنّ تنظيم «داعش» بدأ يضعف تدريجياً، فإنه لا يزال يحتفظ بمناطق واسعة في سورية والعراق والآن في ليبيا، وبشبكة إرهابية عالمية مع ما أظهره من استعداد لاستخدام الأسلحة الكيماوية، بحسب الصحيفة الأميركية «واشنطن بوست» التي أوردت أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، يضاعف من هجماته فيما يحاول التنظيم الردّ عليها.

وبينما ينشر تنظيم «داعش» أذرعه في دول أخرى أبعد من العراق وسورية، كذلك يفعل التحالف الدولي في حملته التي تستهدفه هو وتنظيم «القاعدة»، لكن في نطاق محدود وبعمليات معزولة حتى الآن، على حدّ تعبير الصحيفة.

وأشار الكاتب ديفد إغناشيوس إلى أن قوات العمليات الأميركية الخاصة تطبق ـ رويداً رويداً ـ الخناق على مقاتلي «داعش» شرق سورية، وتتقدّم نحو عاصمة التنظيم في مدينة الرقة لشنّ هجوم نهائي عليها بمساعدة من سمّاهم «شركاء» عديدين.

وقال إن الولايات المتحدة تهدف إلى القبض على قادة التنظيم، مثلما فعلت في الأول من آذار الجاري عندما اعتقلت أحد القياديين أثناء تنقله في شمال العراق.

وأضاف إغناشيوس في تقريره في الصحيفة نفسها أن هذا القيادي يخضع الآن لاستجواب الجيش الأميركي، ومن المتوقع تسليمه للأكراد العراقيين.

ويدير الحملة العسكرية في شرق سورية نحو خمسين من القوات الأميركية الخاصة المنتشرين هناك، بمشاركة حوالى عشرين فرنسيا وربما عشرة أو أكثر من المغاوير البريطانيين. ويعمل هؤلاء مع أربعين ألفاً من الأكراد السوريين ومقاتلين من قوات «سورية الديمقراطية».

ويأمل القادة العسكريون الأميركيون في مضاعفة قواتهم البرّية في سورية إلى حوالى ثلاثمئة جندي، لتدريب أولئك المقاتلين ومساعدتهم. ومن المؤمل كذلك أن تلعب قوات خاصة من دول أخرى ـ كالإمارات العربية المتحدة ـ دوراً هناك.

وفي الإطار ذاته، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أنّ وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» قدّمت للبيت الأبيض خطة اعتبرت الأكثر تفصيلاً حتى الآن، وتحتوي على عدّة خيارات عسكرية للتصدّي للخطر المتعاظم من تنظيم «داعش» في ليبيا.

وتشمل تلك الخيارات شنّ غارات جوّية محتملة ضدّ معسكرات التدريب ومراكز القيادة ومستودعات الذخيرة، وأهدافاً أخرى تابعة للتنظيم في ليبيا.

وأوضحت الصحيفة أن الغارات الجوية ستطاول ما بين ثلاثين وأربعين هدفاً في أربع مناطق من البلاد، بغية إصابة أخطر أفرع التنظيم خارج العراق وسورية بالشلل، ثمّ فتح الطريق أمام المجموعات الليبية المدعومة من الغرب للاشتباك مع مقاتليه برّاً.

وبحسب «نيويورك تايمز»، فإن بعض كبار مسؤولي الإدارة الأميركية فوجئوا بنطاق الخطة العسكرية، كما حذّر عدد من المسؤولين في وزارة الخارجية من أن مثل هذه الغارات إذا لم يسبقها تنسيق مناسب فقد تعرّض للخطر جهود التحالف الدولي لتشكيل حكومة وحدة وطنية من أطراف سياسية ليبية متناحرة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى