بوتين يوقّع مرسوماً في شأن الرد على عقوبات الغرب

وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم أمس مرسوماً بشأن اتخاذ إجراءات اقتصادية محددة خاصة لضمان أمن روسيا الاتحادية ردا على العقوبات الغربية المفروضة على البلاد، حيث يتوجب على السلطات الروسية بحسب المرسوم أن تنطلق في نشاطاتها بناء على هذا المرسوم منذ بدء سريان مفعوله ولمدة سنة واحدة، يتم حظر أو تقييد إجراء العمليات الاقتصادية الخارجية التي تقتضي إدخال أنواع معينة من المنتجات الزراعية والمواد الخام والغالبية إلى أراضي روسيا من أية دولة قررت فرض عقوبات اقتصادية ضد هيئات و/أو شخصيات روسية، أو دولة انضمت إلى هذا القرار.

الى ذلك، قالت ماريا زاخاروفا نائبة مدير دائرة الإعلام في الخارجية الروسية إن صحافيي وسائل الإعلام الأميركية رفضوا دعوة موسكو لزيارة مقاطعة روستوف وعقد لقاء مع العسكريين الأوكرانيين هناك. وأضافت: «أنه بإمكان طائرة وزارة الدفاع الروسية التي توجهت الى مقاطعة روستوف ان تحمل ما بين 30 و40 صحافياً.

وكان 438 عسكرياً أوكرانياً توجهوا ليل الاثنين بنداء الى حراسة الحدود الروسية طلبا للجوء. وتمكنوا من عبور الحدود مع روسيا عبر الممر الإنساني الخاص وتم توزيعهم في أحد المخيمات الموقتة لاستقبال اللاجئين.

وأعلن رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي أليكسي بوشكوف أن وسائل الإعلام الأميركية «ماتت» وأصبحت أقساما تابعة لوزارة الخارجية الأميركية.

وكتب بوشكوف في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» يوم أمس أن «وسائل الإعلام الأميركية ماتت، وأصبحت الآن أقساما لوزارة الخارجية الأميركية. لم يسافر أحد من الصحافيين الأميركيين إلى مقاطعة روستوف للقاء العسكريين الأوكرانيين الذين لجأوا إلى روسيا».

وفي السياق، وافقت منظمة الصليب الأحمر الدولية على اقتراح الصليب الأحمر الروسي العمل مع موظفي حقوق الإنسان الروس وتنظيم ممر إنساني لإخراج الأطفال المرضى من أوكرانيا.

كما تقدمت مسؤولة حقوق الإنسان في روسيا إيلا بامفيلوفا ومجلس حقوق الإنسان في إدارة الرئيس ورئيسة صندوق «المساعدة العادلة» يليزافيتا غلينكا بالطلب نفسه الى كل من الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والحكومة الأوكرانية والسلطات في جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين، بالإضافة الى منظمات حقوق الإنسان الدولية.

من جهته، اقترح مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إرسال المساعدات الإنسانية الروسية إلى مدينتي دونيتسك ولوغانسك وغيرها من المدن التي تشهد حالياً زيادة بعدد النازحين تحت رعاية الصليب الأحمر.

وقال تشوركين في اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي: «نقترح إرسال القافلات بالمساعدات الإنسانية الروسية تحت رعاية وبمرافقة ممثلي الصليب الأحمر الى دونيتسك ولوغانسك والتجمعات السكنية الأوكرانية الأخرى التي يتمركز فيها عدد كبير من النازحين من شرق أوكرانيا.

وأضاف ان بلاده مستعدة لجعل قافلاتها «شفافة» بشكل كامل. وقال: «من الممكن أن يتابع الصليب الأحمر عملية تشحين المساعدات ويرافقها في طريقها كلها ويدير توزيع المساعدات بين من يحتاج إليها».

كما أشار الدبلوماسي الروسي إلى أن» سكان شرق أوكرانيا يحتاجون حالياً بالدرجة الأولى إلى المواد الغذائية والأدوات والمعدات الطبية ومنظومات لتنظيف المياه ومولدات الكهرباء واصفاً الوضع في مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك بالكاريثي.

وذكر تشوركين أن حصيلة ضحايا العملية العسكرية الأوكرانية في شرق أوكرانيا تبلغ 1367 شخصاً، وفق التقويمات الحذرة لوكالات الإغاثة الدولية. مضيفاً أن عدد الجرحى يبلغ عدة آلاف شخص بينهم عشرات الأطفال، مضيفاً أن منطقة العملية العسكرية يقطنها نحو 4 ملايين نسمة مشيرا الى ان الظروف التي يعيشون فيها تشبه كارثة إنسانية بسبب غياب الكهرباء والمياه والاتصال وتراكم القمامة.

وأكد تشوركين أن كييف ترفض بالكامل الدعوات الروسية إلى إنشاء ممرات إنسانية لخروج المدنيين وإجلاء الأطفال وبالدرجة الأولى المرضى والأيتام من شرق أوكرانيا ونقل المساعدات الإنسانية الروسية إلى المنطقة.

وأفاد أن الوضع الحالي يدفع المواطنين الأوكرانيين لمغادرة بلادهم. مشيراً الى أن نحو 800 ألف شخص عبروا الحدود الروسية منذ بداية الأزمة وبينهم 170 ألف شخص توجهوا بنداءات الى هيئة الهجرة الفدرالية الروسية. وتابع: «بلادنا مستعدة لحل هذه المشكلة الكبيرة. لا نحتاج إلى مساعدة من الخارج. بالعكس نستعد لزيادة تقديم مساعداتنا الإنسانية للشعب الأوكراني».

كما عبّر الدبلوماسي عن أسفه من أن كييف لا تزال توسع أعمالها العسكرية على حساب حياة مئات وآلاف الناس، مشيراً الى أن الغارات الجوية على المدن أصبحت يومية وكذلك استخدام المدفعية والدبابات وصواريخ «غراد والقنابل الفوسفورية والعنقودية. وحذر من أن قمع قوات الدفاع الشعبي بالقوة سيؤدي إلى «أصعب تداعيات بالنسبة للشعب الأوكراني كله».

وفي السياق، اقترحت الولايات المتحدة على السلطات الأوكرانية إنشاء نظام موحد لتسجيل النازحين الأوكرانيين لضمان تقديم مساعدات لهم بشكل أكثر فعالية.

وقالت روزماري ديكارلو نائبة مندوب الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة: «إنه يتوجب على السلطات الأوكرانية والمجتمع الإنساني الدولي تنسيق الجهود لتقديم المساعدات السريعة للناس الذين لم يتمكنوا من العودة الى منازلهم حتى الآن».

ودعت أوكرانيا إلى «إنشاء نظام تسجيل شامل للنازحين الأوكرانيين وتنسيق تقديم المساعدات الإنسانية لهم والمساعدة في توزيع المعلومات حول عملية التسجيل». مشيرة إلى «أن ذلك سيسمح بتلبية احتياجات الناس الذين اضطروا لمغادرة منازلهم بسبب النزاع».

كما دعت ديكارلو السلطات الروسية الى أن «تسمح بإجراء تقويم مستقل للاحتياجات الإنسانية في الأراضي الروسية وبالقرب من الحدود مع أوكرانيا، مضيفة انه «أمر مهم لكي يفهم المجتمع الدولي بشكل أفضل حجم المساعدات الضرورية.

جاء ذلك في وقت دعت الأمم المتحدة السلطات الأوكرانية إلى وقف اقتطاع ضرائب من الشحنات الإنسانية التي تصل إلى البلاد وكذلك تسهيل وصول موظفي المنظمة الى أوكرانيا.

وقال مدير العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة جون غينغ: «إن كييف يجب ان تحل بعض القضايا المهمة التي تعرقل العمل الإنساني». مشيراً «الى ضرورة إنشاء نظام موحد لتسجيل النازحين وكذلك تسريع عملية توقيع وإبرام الاتفاقية بين الأمم المتحدة والحكومة الأوكرانية حول تسهيل دخول موظفي الإغاثة والمساعدات الإنسانية الى البلاد. مشيراً الى أن هيئته «أرسلت مجموعة من الخبراء إلى أوكرانيا لتحليل الوضع الإنساني وتنسيق الجهود الهادفة إلى تلبية احتياجات الناس».

وأشار المسؤول الأممي إلى أن «العنصر المركزي لخطط الأمم المتحدة في مجال تقديم المساعدات الإنسانية لأوكرانيا هو إعداد النازحين للشتاء المقبل. وأضاف: «يجب علينا الاقتناع باتخاذ كل الجهود الضرورية التي ستسمح بتسهيل تداعيات الشتاء المقبل الذي سيكون صارماً بحسب توقعاتنا بالنسبة للنازحين».

وذكر أن السلطات الأوكرانية سجلت نحو 118 ألفا من النازحين الذين فروا من شرق البلاد، مضيفاً أن 740 ألف أوكراني وفق معلومات الجانب الروسي وصلوا إلى روسيا منذ بداية النزاع.

وأشار غينغ إلى أن الممرات الإنسانية التي تقود إلى أجزاء البلاد التي يسيطر عليها الجيش الأوكراني مفتوحة لمدة ساعات عدة يوميا، لكنها تغلق مرارا بسبب الأعمال الحربية، الأمر الذي يعرقل على حد قوله إجلاء الناس عبر هذه الممرات.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى