ياغي: سيسجّل التاريخ وقفات العزّ ومواقف الشرف لشعبنا في سورية ولجيشها وقائدها

أقامت منفذية الحصن في الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً في صالة الشهداء في بلدة عناز، تحية للجيش السوري في عيده، وتخليداً لذكرى معركة ميسلون.

حضر الاحتفال وفد من قيادة الحزب ضمّ العمد: صبحي ياغي، زياد معلوف، بشار يازجي، وأعضاء المجلس الأعلى: بشرى مسوح، ميشيل معطي، سيمون حاجوج، وكلاء العمد إسبر حلاق وبسام نجيب، منفذ عام الحصن غطفان عبّود وأعضاء هيئة المنفذية، منفذ عام صافيتا اسكندر كباس، منفذ عام الحسكة كبرئيل قبلو، منفذ عام العاصي علي عواد، وعدد من أعضاء المجلس القومي والمسؤولين.

كما حضر العميد سهيل عباس ممثلاً الجيش السوري، وعدد من مسؤولي الأجهزة الأمنية وضباط وصفّ ضباط ورجال دين ورؤساء بلديات وأمناء فِرق حزب البعث العربي الاشتراكي في المنطقة، وفاعليات وجمع كبير من المواطنين والقوميين.

بعد عزف نشيد الجمهورية ونشيد الحزب من قبل فرقة نسور الزوبعة الموسيقية، والوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، ألقى مدير مديرية مرمريتا وعضو هيئة منفذية الحصن د. نضال منصور كلمة ترحيب وتعريف. وتعاقب على الكلمات ناظر التدريب في منفذية الحصن جورج سليم بِاسم القطاع العسكري، ومنفذ عام الحصن غطفان عبّود بِاسم المنفذية، والعميد سهيل عباس بِاسم الجيش والقوات المسلحة. وتناولت الكلمات معاني المناسبتين والالتحام العضوي بين أبطال الحزب السوري القومي الاجتماعي وبواسل الجيش السوري في مواجهة العدوّ الصهيوني والإرهاب. وحيّت الكلمات القائد العام للجيش والقوات المسلحة الرئيس الدكتور بشار الأسد.

وألقى كلمة مركز الحزب عميد الداخلية صبحي ياغي واستهلّها بالقول: «من الوزير الشهيد يوسف العظمة إلى الوزير الشهيد داود راجحة، مسيرة معبّدة بأجساد الشهداء من أبطال القوات المسلحة السورية، أبطال جيش ميسلون… جيش تشرين… حماة الديار.

منذ أيام مرّت ذكرى معركة ميسلون، يوم خرج وزير الحربية السوري مع مجموعة من الجنود الأبطال إلى مشارف دمشق في أكبر عملية استشهادية ضدّ جنود المحتلّ الفرنسي، وهو العالِم أنّ المواجهة غير متكافئة، إلا أنه أراد أن يسجّل درساً للتاريخ، وأنه لا يمكن السماح للمحتلّ بدخول دمشق من دون مقاومة، ولو استشهد الجميع. لأنّ ذلك يرتبط بالسيادة والكرامة، ولأنّ الحياة كلها وقفة عزّ فقط كما قال زعيمنا سعاده.

وبالأمس القريب كان المشهد مشابهاً إلى حدّ كبير يوم احتشد العالم للعدوان على سورية لأسباب وذرائع مفتعلة، فوقفت سورية جيشاً وشعباً، ووقف الرئيس بشار الأسد ليعلن أننا سنواجه أيّ عدوان مهما كلف الأمر».

وأضاف ياغي: «إنّ التاريخ لا يسجل الأقوال بل الأفعال والوقائع، وكما سجّل التاريخ دروس ميسلون للأجيال المتعاقبة، سيسجّل التاريخ غداً معارك اليوم ووقفات العزّ ومواقف الشرف لهذا الشعب وهذا الجيش بقيادة الرئيس بشار الاسد.

نحتفل بعيد واحد للجيش في لبنان والشام، فهما جيش واحد والكلّية الحربية كانت واحدة في حمص، إلا أنّ لعنة «سايكس ـ بيكو» حلت على الأمة، فأضحى هناك لبنان وسورية… هذه الواو الكافرة كم حملت لنا من الويلات.

إنّ الاحتفال بعيد الجيش السوري حقّ وواجب، فهو بعض من التكريم لهذا الجيش الذي لم يكن يوماً إلا جيشاً يحمل الهمّ القومي».

وقال: «يوم اندلعت الحرب في لبنان عام 1975، دخل الجيش السوري إلى لبنان، محطِّماً جدار سايكس ـ بيكو لوقف تلك الحرب والحفاظ على وحدة لبنان ومنع تقسيمه، وفي 1978 و1982، قاتلنا معاً في كلّ المناطق في مواجهة مشاريع التقسيم والفدرالية، وفي مواجهة الاحتلال الصهيوني، فامتزجت دماء السوريين القوميين الاجتماعيين بدماء ضباط الجيش السوري وجنوده، وقدّمنا معاً الشهداء من أجل لبنان قوي ومحرّر، وكما بالأمس كذلك اليوم، نواجه معاً يهود الداخل والخارج».

وتابع ياغي: «إنّ احتضان سورية المقاومة في لبنان كان له الدور الأساس في التحرير، هذه المقاومة التي قدّمت سناء محيدلي وعمار الأعسر وخالد الأزرق ومالك وهبي وعلي طالب، وغيرهم الكثير من الاستشهاديين وآلاف الشهداء إلى أن كان التحرير عام 2000، وكذلك الانتصار في تموز 2006 وفي صدّ العدوان ضدّ غزة في 2008 وإلى يومنا هذا.

إنّ هذا الجيش يمتلك بوصلة واضحة الاتجاه هي فلسطين، وهو الذي احتضن أيضاً المقاومة الفلسطينية ودعمها، ولا يزال الجيش الوحيد في العالم العربي جيشاً مقاوماً بامتياز».

وأضاف: «منذ اللحظة الأولى لبدء المؤامرة الحالية على سورية، تعرّض الجيش السوري للاستهداف والضغوط والإغراءات والتهويل، لكنه استطاع أن يثبت مرّة جديدة مصداقيته والتزامه، فقدّم الشهداء والجرحى دفاعاً عن المواطنين في مواجهة العصابات المسلّحة المأجورة. ويواجه اليوم في كلّ المناطق، ويحقق الانتصارات وإلى جانبه قوى حزبية وشعبية.

لقد استطاعت سورية من خلال صمودها الأسطوري أن تجري انتخابات رئاسية، شكّلت صفعة وردّاً على كلّ المتآمرين والمشككين، لأن إرادة السوريين جاءت قراراً حاسماً وحازماً، أن هذا هو الخيار وهذا هو القرار وهذا هو الأمل بالمستقبل، نعم «سوا» مع الرئيس الأسد، ومع هذا الجيش نعيد الأمان والاستقرار إلى الربوع السورية، فنقضي على الإرهاب وعصاباته وأفكاره الهدّامة، ونبني إنساناً جديداً بوعيه وانتمائه وولائه القومي الجامع في مواجهة العصبيات الطائفية والمذهبية والاثنية الممزقة وحدة المجتمع».

وإذ ذكّر بقول سعاده: إن أزمنة مليئة بالصعاب والمحن تأتي على الأمم الحية فلا يكون لها إنقاذ منها إلا بالبطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة، أشار ياغي إلى أنّ أمتنا تواجه اليوم أخطر حرب إرهابية، فها هو العراق يتعرّض لهجوم يتهدّد وحدته ومستقبله، ويؤسّس لحروب طويلة، إذا لم يتمّ القضاء عليه واجتثاث الإرهاب فكراً وسلوكاً. لذلك، إنّ شعبنا في العراق مدعوّ إلى الوحدة في مواجهة التقسيم والتفتيت، ووعي مخاطر ما يحصل من أجل بناء عراق موحّد وعزيز، عراق جامع في وجه كل العصبيات.

أما في فلسطين، فالمجازر يومية وشلال الدم الفلسطيني لا يتوقف على مرأى ما يُسمّى بمجلس الأمن والأمم المتحدة والجامعة العربية ومجالس حقوق الإنسان وغيرهم وغيرهم.

وأكد ياغي أنه بات واضحاً للجميع أنّ الطريق الوحيد للتحرير واستعادة الحقوق هو طريق المقاومة، نعم وحدها المقاومة، لأنّها بأبطالها وصواريخها وانتصاراتها تؤسّس للهجرة اليهودية المعاكسة من فلسطين، لافتاً إلى أنّ أهم أسباب ما تتعرّض له سورية، هو هذا الدعم والاحتضان للمقاومة، والذي ما زال مستمراً على رغم الجراح والصعاب. هذه هي سورية الوفية دائماً.

وختاماً، وجّه ياغي التحية بِاسم رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان وبِاسم قيادة الحزب إلى أهلنا في منطقة الحصن، مهنّئاً الجيش في عيده ومحيّياً الشهداء الذين ارتقوا دفاعاً عن سورية، وهنّأ عوائلهم وكلّ الصامدين والأبطال المقاومين.

وشهد الاحتفال تكريماً لضباط الجيش السوري في المنطقة، فسُلّموا دروعاً تقديرية، ثم لبّى المشاركون دعوة منفذية الحصن إلى مأدبة غداء تكريمية في منطقة الحواش.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى