العبادي: الانتصارات على «داعش» تحقّقت بوحدة العراقيّين

أكّد رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أنّ الانتصارات على تنظيم «داعش» تحقّقت بوحدة العراقيّين وصمودهم والتضحيات الكبيرة لأبنائه، مبدياً استغرابه من التخوّف من مرحلة ما بعد «داعش»، متسائلاً: «لماذا لم تخافوا على أهل الأنبار وتكريت ونينوى عندما كانت «داعش» تحتلّ مدنهم وتسومهم سوء العذاب؟!».

وخلال كلمته في مؤتمر حوار بغداد الذي عُقد السبت، أوضح العبادي أنّه «عندما شرعنا بتشكيل الحكومة قبل أكثر من سنتين، وضعنا في مقدّمة برنامجنا الحكومي استعادة وتحرير أراضينا ومدننا وتطهير العراق من عصابة «داعش» الإرهابية، واعتبرنا هذا الهدف من الأولويّات الاستراتيجية لعمل الحكومة، وأعددنا خطة لمواجهة الإرهاب والقضاء عليه، ونحن الآن أقرب إلى تحقيق هذا الهدف وستعود جميع المدن إلى أرض الوطن قريباً جداً».

وقال: «ذكرنا سابقاً أنّ عمليّة تحرير الموصل ستكون في العام 2016، وبالفعل بدأنا عملية التحرير وقوّاتنا كانت داخل الموصل في العام 2016».

وأبدى العبادي ثقته التامّة بأنّ مستقبل العراق سيكون أفضل وأقوى، والاقتصاد سيتجاوز الأزمة وينتعش .. وسيكون العراق لجميع العراقيين الذين يخلصون العمل لوطنهم».

وأوضح العبادي أنّ «رؤيتنا لما بعد الانتصار والتحرير هي مجموعة خطوات مترابطة لا يتقدّم أحدها عن الآخر أو ينفصل عنه، ولا بُدّ أن نسير معاً في ظلّ حوار جدّي ومصالحة مجتمعية نطوي بهما صفحة الإرهاب وما خلّفه من دمار وتهجير وجرائم ضدّ الإنسانية، ويمكننا عرض رؤيتنا في سبع نقاط أساسية».

واعتبر أنّ «النقطة الأولى تتمثّل بإعادة الأمن والاستقرار والخدمات الأساسية بما أسميناه إعادة الاستقرار وتمكين النازحين من العودة إلى ديارهم ومشاركتهم في بناء وإعمار ما دمّرته «داعش»، ورعاية عوائل الشهداء والجرحى والمقاتلين الذين ضحّوا بدمائهم دفاعاً عن الوطن، وكذلك المتضرّرين من الإرهاب وتأهيل المجتمع لمحو مخلّفات «داعش» وثقافة العنف والكراهية، وتحشيد كلّ الجهود الوطنيّة من أجل تحقيق هذه الأهداف الوطنية والإنسانية».

ميدانيّاً، تمكّنت القوات العراقية، أمس، من تحرير حيّ الأندلس شمال شرقي مدينة الموصل ورفع العلم العراقي فوق مبانيه.

وأكّدت مصادر أنّ قوات مكافحة الإرهاب حرّرت حيّ الأندلس وحيّ الكفاءات الثانية في الساحل الأيسر للموصل، لتصبح على مشارف مجمع القصور الرئاسية.

وتواصل القوات الأمنيّة المشتركة، بمساندة طيران الجيش والتحالف الدولي، عملية تحرير مدينة الموصل من قبضة «داعش»، وذلك بعد إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي انطلاق عملية تحرير محافظة نينوى في تشرين الأول الماضي.

وكانت القوات العراقية تمكّنت، أول أمس، من تحرير جامعة الموصل بالكامل وحيّ الحدباء شمال الساحل الأيسر، وحيّ المدراء العامّين.

وقال مصدر عسكري، إنّ قطعات الفرقة المدرّعة التاسعة وفوج مغاوير قيادة عمليات نينوى قامت بتحرير قرية الشمسيات ورفعت العلم العراقي فوق مبانيه، وبذلك تكون الفرقة قد أكملت تحرير جميع القرى والمناطق الموكلة لها جنوب الساحل الأيسر.

هذا، وقال مصدر أمني محلّي آخر، إنّ «القوات العراقية تمكّنت من تكبيد تنظيم «داعش» الإرهابي خسائر فادحة في الأرواح والمعدّات أثناء عملية تحرير جامعة الموصل»، وأضاف أنّ «القوّات دخلت الجامعة ومشّطت المعهد التقني وكليّتَي الأسنان والآثار».

وكانت قوات جهاز مكافحة الإرهاب احتشدت في مقصف الجامعة، وبينما كانت تفتح خريطة للمنطقة حلّقت طائرة بدون طيار يُشتبه أنّها تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» فوقها، فأطلقت القوّات النار عليها.

وتقول الأمم المتحدة، إنّ المتشدّدين استولوا على مواد نوويّة كانت تُستخدم في أغراض البحث العلمي بجامعة الموصل، عندما اجتاحوا المدينة ومناطق واسعة من شمال العراق وشرق سورية في 2014.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى