المحامي الأمين عدنان طيارة كان يطلب الشهادة في كلّ لحظة

منذ انتمائه، طالباً جامعياً، حتى توليّه مسؤوليات مركزية، فوفاته، لم يتراجع عن حيويته، صراحته، والتزامه الصادق بالحزب.

تسنّى لي ان أعرفه منذ انتمائه، وبقينا. ثم عرفته أكثر عندما اقترن المهندس، الصديق، الأمين عاصم الداعوق، من شقيقته التي انتمت لاحقاً، نجوى.

فأكثر وأكثر عندما اقترن من رفيقة أعرفها في العمل الحزبي، منيرة مزاحم، كما أعرف شقيقتها الرفيقة ناديا، وكانتا موضع مودة واحترام وتقدير لديّ.

نشط الأمين عدنان في ستينات القرن الماضي، على الصعيد الجامعي، كما في زيارات الى مناطق عديدة في لبنان، لمتابعة عمل الرفقاء والأصدقاء من طلبة جامعيين وثانويين. كانت سيارته جاهزة لكلّ مهمة، فقد كان نهج مكتب الطلبة في تلك الفترة، توجيه الطلبة لأن ينشطوا صيفاً في قراهم وبلداتهم، وكنا، كمسؤولين، نزورهم حيث هم لمزيد من الحثّ والاهتمام. أذكر انّ رفقاء آخرين، طلبة جامعيين، كانوا يضعون سياراتهم عند الحاجة، ودائماً دون ايّ مقابل، منهم الأمين د. أنطون حتي، والرفيق د. صلاح زهر.

بعد العفو، تابع الأمين عدنان نشاطه الحزبي، متولياً مسؤوليات محلية ومركزية، متّصفاً بالجرأة في كلّ مواقفه، وخاصة ابّان الحرب اللبنانية التي شهدت له بصلابته وتحديه الموت في كلّ لحظة.

كان صلباً، عنيداً في ما يراه حقاً، وجريئاً الى حدّ التهوّر. انما كان عارفوه يجمعون على إيمانه الصادق وتفانيه وإخلاصه للحزب الذي عنى له كلّ وجوده.

وكما كان عنيداً صلباً في مواقفه الحزبية، واجه الداء الخبيث الذي راح يقتات من عافيته، بعناد وصلابة وتمكن ان يدحره لسنوات عديدة.

كنت أزوره واتفقده من حين الى آخر، لم أر فيه غير البسمة، والتفاؤل وإشراقة الحياة.

وفـــاتــــه

بعد صراعه المرير والطويل مع المرض، رحل الأمين عدنان يوم الأربعاء 27/08/2008، وشيّع يوم الجمعة الى مثواه الأخير في مدافن الشهداء وسط حشد من رفقائه وأهله وأصدقائه.

نعاه، الى عائلته، حزبه السوري القومي الاجتماعي ونقابة المحامين في بيروت.

رحل الأمين عدنان طيارة وفي قلبه غصة، انه لم يسقط شهيداً.

– ولد الأمين عدنان طيارة في بيروت في 4/2/1945.

– الوالد: بهجت.

– الأم: سهيلة خضر بك السجعان 1 .

– شقيقه: الكابتن الطيار توفيق الطيارة.

– شقيقته: الرفيقة نجوى عقيلة الأمين عاصم الداعوق.

– اقترن من الرفيقة منيرة مزاحم، ورزق منها غسان ونجوى.

– أنهى دراسته الابتدائية في مدرسة المقاصد – الحرش، الثانوية في معهد الرسل في جونية، والجامعية في كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية.

– انتمى اواسط ستينات القرن الماضي. تولى مسؤوليات حزبية عديدة: عميداً للقضاء، عميداً للداخلية، منفذاً عاماً للغرب عام 1976، ولبيروت في الفترة 1986 1987.

هوامش

1 – شقيقها «الوجه البيروتي» الرفيق حسين السجعان، كان انتمى في اوائل الثلاثينات الى الحزب

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى