إرجاء محادثات جنيف إلى نهاية الشهر المقبل.. وبوتين يبحث نتائج اجتماع أستانة

بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي نتائج مفاوضات أستانة والجهود المقبلة حول التسوية السياسيّة للأزمة السورية.

وقال دميتري بيسكوف، السكرتير الصحفي للرئيس الروسي: «تمّ خلال الاجتماع بحث المسائل المدرجة في جدول الأعمال الاجتماعي الاقتصادي الداخلي الروسي، ونتائج مفاوضات أستانة، وكذلك الجهود المقبلة حول التسوية السياسية في سورية».

وأشار بيسكوف إلى أهميّة توافق جميع الأطراف التي شاركت في مفاوضات أستانة على أنّ الأزمة السورية لا يمكن حلّها عسكرياً. وأضاف أنّ المجتمعين في المجلس تبادلوا الآراء حول الوضع الراهن للعلاقات الروسية الأميركية.

وشارك في الاجتماع رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف، ورئيسا مجلسَي البرلمان فالينتينا ماتفيينكو وفياتشيسلاف فولودين، ورئيس الديوان الرئاسي أنطون فاينو، وأمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، ووزير الداخلية فلاديمير كولوكولتسيف، ووزير الخارجية سيرغي لافروف، ووزير الدفاع سيرغي شويغو، ومدير هيئة الأمن الفيدرالية ألكسندر بورتنيكوف، ورئيس هيئة الاستخبارات الخارجيّة سيرغي ناريشكين، والممثّل الخاص لرئيس الدولة لشؤون حماية البيئة والإيكولوجيا والنقل سيرغي إيفانوف.

على صعيدٍ آخر، أعلن ممثّلون عن المعارضة السورية، خلال لقائهم مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، عن نيّتهم تشكيل فرق معنيّة لإطلاق العمل على صياغة دستور سوريّ جديد.

وأوضح بيان صدر عن وزارة الخارجية الروسية، أنّ المعارضين السوريّين الذين شاركوا في اجتماع موسكو، «تم إبلاغهم بالتقييمات الروسية للاجتماع الدولي حول سورية الذي انعقد في 23-24 كانون الثاني بأستانة»، مضيفاً أنّ «لافروف دعا الحاضرين إلى المشاركة النشيطة في ترتيب عملية تفاوضيّة مستدامة من أجل تسوية الأزمة السورية في جنيف، بالتعاون مع المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا».

وأشار البيان إلى أنّ «المشاركين في الاجتماع اطّلعوا على مشروع الدستور السوري الجديد الذي أعدّه خبراء روس وعرب، وتمّ توزيعه من قِبَل الوفد الروسي في أستانة».

وأعلن البيان، أنّ المعارضين السوريّين الذين شاركوا في الاجتماع مع لافروف، «أعربوا عن نيّتهم تشكيل فريق عمل لدراسة القضايا المتعلّقة بصياغة الدستور السوري ، وتكوين وفد موحّد للمعارضة إلى الجولة المقبلة من المفاوضات بين الأطراف السورية في جنيف برعاية الأمم المتحدة».

وكان لافروف أعلن إرجاء محادثات جنيف حول تسوية الأزمة في سورية إلى نهاية الشهر المقبل.

وقال لافروف خلال لقائه «المعارضة السورية» في موسكو: «تمّ الاتفاق على إرجاء المحادثات التي كانت مقرّرة في الثامن من شباط المقبل في جنيف إلى نهاية الشهر المقبل». وأعرَب في الوقت ذاته عن استيائه بشأن مماطلة الأمم المتحدة في إجراء أيّة جولات من المحادثات السوريّة منذ نيسان الماضي، واصفاً هذا الوضع بأنّه «غير مقبول».

وفي السِّياق، قال أمين ما يُسمّى بـ«حزب الإرادة الشعبية» قدري جميل، إنّ الأمم المتحدة هي التي أرجأت المحادثات السورية المنتظرة في مدينة جنيف السويسرية، لافتاً إلى أنّ وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أعرب عن انزعاجه من ذلك.

إلى ذلك، أكّدت يارا شريف، المتحدّثة بِاسم مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا، أنّ اجتماع أستانة شكّل إنجازاً كبيراً في سياق جهود تسوية الأزمة في سورية.

وقالت شريف في تصريح لها أمس، إنّ «الأمم المتحدة مستعدّة لدعم الآلية الثلاثية التي تضمّ روسيا وإيران وتركيا، الخاصة بمراقبة اتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية» مضيفةً أنّ «الاتفاق يمثّل أساساً للتوصّل إلى التسوية السياسية للأزمة هناك».

وحول احتمال تأجيل محادثات جنيف حول الأزمة فى سورية إلى نهاية الشهر المقبل، أشارت شريف إلى أنّ هذه المسألة قد تتّضح الأسبوع المقبل بعد لقاء دي ميستورا مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس.

من جهةٍ أخرى، أكّد عضو مجلس النوّاب المصري حمدي السيسي، أنّ سورية كشفت مبكراً المخطّط الصهيوني الأميركي الذي حيك ضدّ المنطقة، وعملت على التصدّي له وإحباطه وهزيمته.

وقال السيسي في تصريح لمراسل سانا في القاهرة، إنّ «سورية واجهت وتواجه المؤامرة التي تتعرّض لها منطقة الشرق الأوسط، وكانت من أوائل الدول التي كشفت المخطّط الصهيوني الأميركي وعملت على التصدّي له وإحباطه وهزيمته».

وأضاف السيسي، أنّ «الأطراف التي خطّطت للمؤامرة عملت على زرع العصابات الإرهابية في سورية لتنفيذ مخطّطاتها، وهو الأمر الذي أدركه الشعب السوري جيداً، حيث تجلّى ذلك في صموده خلف مؤسّساته الوطنية ودفاعه عن وحدة وطنه».

وأشار السيسي إلى أنّ الجيش السوري كان ولا يزال الحامي والمدافع عن تراب سورية في مواجهة الإرهاب، مشدّداً على أهميّة طرد الإرهابيين من جميع الأراضي السورية حتى تعود سورية كما كانت وأفضل بأيدي أبنائها والمخلصين لها.

ميدانيّاً، قضت وحدات من الجيش والقوات المسلّحة على أكثر من 15 إرهابياً من تنظيم «داعش»، ودمّرت لهم 3 آليات في منطقتَي القلمون الغربي والشرقي بريف دمشق.

وذكر مصدر عسكري في تصريح لـ«سانا»، أنّ وحدة من الجيش «نفّذت كميناً محكماً ضدّ مجموعة إرهابية تابعة لتنظيم «داعش» في جرود القلمون الغربي، أدّى إلى مقتل أفراد المجموعة المؤلّفة من 5 إرهابيّين ومصادرة أسلحة وذخائر كانت بحوزتهم».

وفي سلسلة جبال القلمون الشرقية، أشار المصدر إلى أنّ وحدة من الجيش دمّرت «نقطة محصّنة لإرهابيّي التنظيم التكفيري، وسيارة مزوّدة برشاش ثقيل، وحافلة تقلّ عدداً من الإرهابيّين في منطقة كسارات المنقورة».

وبيّن المصدر أنّ عناصر الهندسة قاموا بتفكيك 3 عبوات ناسفة على طريق الناصرية تدمر، زرعها الإرهابيّون بقصد إعاقة تقدّم وحدات الجيش التي تتابع عملياتها ضدّ تجمّعات التنظيم الإرهابى في المنطقة ذاتها.

ولفتَ المصدر في وقت لاحق مساء أمس، إلى أنّ «وحدة من الجيش والقوات المسلّحة قضت على 10 إرهابيّين من تنظيم «داعش» في جبل القطيعة، ودمّرت آليّة بمن فيها من إرهابيين في منطقة المرامل الحمراء في جبال القلمون الشرقي». كما قضت وحدات من الجيش أول أمس على 10 إرهابيّين من التنظيم على طريق خان المنقورة – مثلث تدمر فى أقصى ريف دمشق الشمالي الشرقي، ودمّرت لهم آليّتَين مزوّدتين برشاشين ثقيلين، فى حين فكّكت وحدة من عناصر الهندسة 14 عبوة ناسفة زرعها إرهابيّو التنظيم التكفيري على طريق قرن الكبش في جبال القلمون الشرقية.

على صعيد المواجهة بين الفصائل الإرهابية، أعلنت حركة «أحرار الشام» الإرهابيّة مبادرة لوقف الاقتتال بين الفصائل المسلّحة وجميع أشكال التحشيد العسكريّ والاقتتال على الفور، بعد إصرار جبهة النصرة «على مواصلة عدوانها»، بحسب قولها.

وجاء في بنود هذه المبادرة، حسب ما جاء في بيان صدر عن الحركة: «توقيف جميع الحشودات العسكرية والاقتتال في جميع المناطق، وأن يتمّ احتواء جميع مسلّحي الفصائل المنضمّة مؤخّراً للحركة ودمجهم داخل مكوّنات الحركة بشكل كامل، والقبول بالمبادرة التي تنصّ على دعوة مسؤولي الفصائل في الشمال السوري إلى اجتماع خلال 48 ساعة يتمخّض عنه قيادة موحّدة».

وأكّدت الحركة أنّه في حال استمرار «جبهة النصرة» في تحشيدها العسكري والهجوم على مقرّات «الحركة» في جبل الزاوية وغيرها من المناطق ورفضها للمبادرة المطروحة، فإنّ الحركة ستبدأ بالردّ وحماية مسلّحيها ومقرّاتها.

في غضون ذلك، تواصلت الاشتباكات بين المسلّحين في الشمال السوريّ.

بالتوازي، أعلن «مجلس الشورى» التابع لما يُسمّى بـ «جيش الشمال ـ الجيش الحرّ»، في مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، والمنضمّ أخيراً إلى حركة نور الدين الزنكي، انفصاله عن الحركة.

واستقدمت «جبهة النصرة» تعزيزات من ريف حماة الشماليّ استعداداً لاقتحام قرى تسيطر عليها «أحرار الشام» في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبيّ، بحسب تنسيقيّات المسلّحين.

وأفادت التنسيقيات بأنّ «النصرة» تقدّمت إلى حلفايا، وطالبت فصائل الجيش الحرّ بالانضمام إليها أو مغادرة البلدة.

إلى ذلك، دهمت «النصرة» مقارّ جيش الشمال في مدينة إعزاز بريف حلب الشماليّ، واعتقلت عدداً من عناصره.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى