الرباعية تنحت في الصخر

هتاف دهام

تنحت اللجنة الرباعية في الصخر. تناقش الصيغ الانتخابية تحت انقضاء المهلة، إذ ثمة اتفاق بأن يُقرّ القانون الانتخابي قبل 14 شباط المقبل. تجري محاولات حثيثة من وزير الخارجية جبران باسيل، وزير المال علي حسن خليل، عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض، مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري، للوصول إلى توافق في أسرع وقت ممكن.

ليس من نتائج محدّدة حتى اللحظة، ما يحدث من ركض في الأسابيع الأخيرة التي تفصل عن ساعة الصفر الشباطية لا يتعدّى حصر الخيارات وتضييق شقة المواضيع التي تتمّ معالجتها.

تراجعت فرص التأهيل لصالح المختلط. وضع مشروع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي القائم على تقسيم لبنان 13 دائرة وفق النسبية جانباً. بعض الوشوشات غمزت أنّ تيار المستقبل تعاطى إيجاباً مع اقتراح التيار الوطني الحر ومستعدّ للنقاش بأية صيغة مختلطة، لكنه لن يتزحزح عن رفضه المطلق للنسبية الكاملة.

تركّز البحث في اجتماع وزارة المال حول دراسة حقيقة الاقتراح المختلط المقدّم من «الوطني الحر». تقوم هذه الصيغة على اعتماد معيار الـ 65 كصيغة تصنيف للمقاعد ما بين النظام النسبي والنظام الأكثري، بحيث فيما لو فاق عديد ناخبي المسيحيين الـ 65 في قضاء معيّن تترك مقاعدهم على أساس النظام الأكثري. أما إذا قلّت عن ذلك فتُحال إلى النظام النسبي على أساس المحافظة. أما المسلمون فيُحسب لكلّ مذهب نسبة الـ 65 كمعيار لتصنيف المقاعد في الأقضية على أساس الأكثري وفي المحافظات على أساس النسبي.

اجتماع الساعات الثلاث في مكتب الوزير خليل أتى تقنياً وبعيداً كلّ البعد عن الخلافات. حصرت المشاورات باقتراح مختلط «البرتقالي» بأبعاده المختلفة، لا سيما لناحية قدرته على استيعاب مشكلة الحزب التقدمي الاشتراكي وما يستدعيه من ضرورات لتكييف بعض جوانبها، وحيث إنّ ثمة اقتراحات لا تزال موضع اختلاف وثمة جوانب تحتاج الى مزيد من الدرس والبحث، فإنّ النقاش لم ينته بعد، وتمّ الاتفاق على استكماله في وقت لاحق.

غياب ممثل عن اللقاء الديمقراطي لا يعني استثناء لـ»جرّاح» من «جرّاحي» القانون الانتخابي. من الأفضل وفق المعنيين أن لا يتحوّل اللقاء الدوري إلى خماسي أو سداسي. يجري تمحيص في الدوائر والنتائج بين المجتمعين من أجل إيجاد تسوية في تقسيم المحافظات ترضي النائب وليد جنبلاط. مراعاة له، يتجه المعنيون إلى اعتماد المحافطات التاريخية مع تقسيم جبل لبنان إلى دائرتين واحدة تضمّ قضاءي الشوف – عاليه وأخرى تضمّ بعبدا – المتن – كسروان – جبيل. حين تنضج الصيغة – التسوية سيتم وضع «بك» المختارة في أجوائها، فأيّ قانون جديد لن يبصر النور إلا بموافقة كلّ الأطراف.

في المقابل، لا يعيش حزب الله هاجس التفاصيل. وعد بدرس الصيغة العونية خاصة أنّ تيار المستقبل اقترح إدخال تعديلات عليها. يريد حزب الله قانوناً يحدث صدمة إيجابية في البلد. بالنسبة إليه اللازمة الأولى لهذا القانون تتمثل بإدخال النسبية، واللازمة الثانية تكمن باعتماد دوائر جديدة، لأنّ من شأن ذلك أن يوسّع من إمكانات التمثيل لمختلف الشرائح ولا يُلغي أحداً.

من المؤكد، أنّ رباعية البرتقالي والأصفر والأزرق والأخضر ستجتمع الأسبوع المقبل، غير أنّ أعضاءها تعهّدوا أمس، بعدم إفشاء سرّ مكان الاجتماع وزمانه، للاستفاضة في ورش عملهم وتفنيد اقتراحات الانتخابات بعيداً عن صخب الإعلام.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى