يازجي: لوضع حدّ لعذابات الشعب السوري والحفاظ على استقرار لبنان

دعا بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي «العالم إلى السعي الجاد من أجل وضع حدّ لعذابات الشعب السوري»، مشدّداً على وحدة الأراضي السورية وعلى ضرورة تضافر الجهود من أجل إعادة إعمار هذا البلد، كما إلى الحفاظ على استقرار لبنان مشدّداً «على ضرورة الإسراع في الاتفاق على قانون للانتخابات النيابيّة يؤمّن التمثيل الصحيح لجميع أطياف الشعب اللبناني».

جاء ذلك في رسالة وجّهها البطريرك يازجي إلى رعاة الكنيسة الأنطاكيّة وأبنائها، في الأحد الأول من الصوم، شدّد فيها على أهميّة استقامة الرأي معدّداً مجالاتها في الحياة العامّة وداخل الكنيسة، وقال: «واستقامة الرأي هذه يصونها في هذا المدى الأنطاكي المجمّع الأنطاكي المقدّس، الذي يسهر على سلامة العقيدة والإيمان القويم وعلى استقامة الممارسات بحيث تعبِّر عن حقيقة إيماننا الأرثوذكسي الذي تسلّمناه من الرسل والقدّيسين. فنحن ندير شؤون كنيستنا مجمعياً، أي في هذا اللقاء المحب بين المطارنة والبطريرك. وإدارتنا لشؤوننا الكنسيّة تخضع لأحكام الإنجيل وتتمّ بالتفاهم والتناغم فيما بيننا، بحيث لا يتفرّد أحدنا بموقف على بالغ أهمية ضمن الكنيسة لا يحظى برضى الإخوة في المجمع.

والمجمع يشرف أيضاً على أن تعبِّر مواقفنا الوطنية عن إيماننا الحقيقي، وهو يخاطب المؤمنين ليوضح كيفيّة تجسيد هذا الإيمان في التزامنا لشؤون أوطاننا وقضاياها. ويتكلّم البطريرك بِاسم هذا المجمع ناقلاً هذه المواقف إلى السلطات المعنيّة، كما يسهر خارج أوقات انعقاد المجمع على التذكير بمواقف الكنيسة الأنطاكية ومتابعة تنفيذها».

وأضاف: «من هنا، ووسط ما نعيشه في هذه الأيام، أدعو العالم إلى السعي الجاد من أجل وضع حدّ لعذابات الشعب السوري الذي يرزح تحت وطأة نتائج الحرب المدمّرة عليه، والذي يعاني من صعوبات حياتيّة واقتصادية هائلة. وأشدّد على وحدة الأراضي السورية، وعلى ضرورة تضافر الجهود من أجل إعادة إعمار هذا البلد، ومن أجل تسهيل عودة أبنائه إليه ومساعدة من بقي منهم على الثبات في أرضه والعيش فيها بحريّة وكرامة. وأناشد العالم الالتفات إلى مصير المخطوفين، ومنهم أخَوانا مطرانا حلب بولس يازجي ويوحنا إبراهيم، اللذان مضى على خطفهما ما يقارب الأربع سنوات في ظلّ صمت دوليّ صار يضاهي في وطأته علينا ألم غيابهما.

وفي هذا اليوم، بِاسمي وبِاسم إخوتي مطارنة الكرسي الأنطاكي، نعبّر عن فرحنا بإعادة انتظام المؤسّسات في لبنان. ونشكر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على لفتته المُحبّة بتكريم أخينا المطران جورج خضر ومنحه وسام الأرز الوطني، ونرى في هذا التكريم تقديراً للمواقف الوطنيّة للكنيسة الأنطاكيّة التي جسّدها المطران المكرّم طيلة سنوات خدمته».

ودعا «من أجل الحفاظ على استقرار لبنان»، مشدّداً «على ضرورة الإسراع في الاتفاق على قانون للانتخابات النيابيّة، يؤمّن التمثيل الصحيح لجميع أطياف الشعب اللبناني، ويعزّز الشراكة الوطنية والعيش الواحد ويكفل استمراريّة الحياة الدستورية». كما دعا «أبناءنا إلى اليقظة من أجل الإتيان بنوّاب يعلون المصلحة الوطنيّة على مصالحهم الشخصية، ويتحلّون باستقامة السيرة، ويكونون قادرين على محاربة الفساد وإيقاف التعدّي على الملك العام وإيفاء الحقوق لمستحقّيها من أجل النهوض بهذا الوطن. صلاتنا اليوم أن يكلّل الرب درب الصوم الكبير بقيامة مجيدة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى