الكيماوي واحد والمجرم مكشوف

معن حمية

حين تقرّر الولايات المتحدة الأميركية أن تتهم الدول جزافاً ونفاقاً… ومن دون أية أدلة أو قرائن، يسير خلفها حلفاء وأتباع وأدوات، لا يسألونها الخطأ من الصواب، فهؤلاء، دولاً ومجموعات، مقتنعون أنّ ما تراه أميركا وتقرّره، هو القدر الذي لا يُردّ!

حلفاء أميركا من الدول الأوروبية، مسكونون بعقد النقص، وهم يعتقدون أنّ قارتهم العجوز لا تقوى على مواجهة عتوّ أميركا وغطرستها، والحال ذاته مع الأدوات مثل تركيا الأردوغانية وبعض العربان المتأسرلين.

أميركا عدا عن كونها قوة عظمى، ترعى أخطر كيان عنصري قام بالاحتلال على أرض فلسطين، وتقود «جيوشاً» إرهابية جرّارة، من الأصقاع كلّها وللأصقاع كلّها. وهي تستخدم هذه «الجيوش» في حروبها التدميرية التي لم تتوقف يوماً، وفي ترويع الشعوب وحتى في «تفزيع» حلفائها.

أن يتّهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الدولة السورية باستخدام الكيماوي في خان شيخون، وهو يدرك بأنّ هذا الاتهام عارٍ من الصحة، وأن يستخدم عبارات قبيحة تفصح عن ميوله، معنى ذلك أننا أمام قوة عظمى غادرة وغاشمة وكاذبة، لم تسقط من عالم الإنسانية وحسب، بل أصبحت خطراً على الإنسانية جمعاء.

وعليه، فإنّ روسيا الاتحادية بموقفها الحازم والرافض أيّ عدوان أميركي على سورية تحت ذرائع واهية، لم يعد موقفاً تحكمه العلاقة التحالفية القائمة بين روسيا وسورية، بل صار موقفاً مدافعاً عن الأمن والسلم الدوليين، وعن استقرار المجتمعات الإنسانية. وفي كلّ مرة يكتسب «الفيتو» الروسي في مجلس الأمن، أهمية كبيرة لكونه يدلّل على أنّ روسيا دولة عظمى تحترم القوانين والمواثيق الدولية وتعمل من أجل تثبيتها، حتى وإنْ اضطرت الى تحقير المندوب البريطاني في مجلس الأمن الدولي.

كلّ ضجيج المزاعم والأكاذيب الأميركية، حول الكيماوي، لن يحقق أهدافه، فما بين روسيا وسورية من جهة وأميركا من جهة أخرى، نتائج التحقيق النزيه ومنظمة نزع الأسلحة الكيماوية، وغير ذلك، يُبقي الاتهامات مجرّد فقاعات لا قيمة لها.

ما استجدّ إعلان صدر عن الجيش السوري يؤكد أنّ التحالف الذي تقوده أميركا نفّذ قصفاً على قرية حطلة بدير الزور، ما سبّب انفجاراً في مواقع يستخدمها تنظيم داعش مخازن له، وتحوي موادّ كيماوية سامة، أدّت الى قتل المئات، بينهم مدنيون…

المطلوب إذن، تحقيق، يستند بالدرجة الأولى إلى المعلومات التي كشفت عنها الدولة السورية في أكثر من مناسبة، حول امتلاك المجموعات الإرهابية أسلحة كيماوية وغازات سامة.

بين خان شيخون الإدلبية، حطلة الديرية، كيماوي واحد، تمتلكه المجموعات الإرهابية.

عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى