زيتوني: معركة الأمعاء الخاوية تأكيد جديد لإرادة النضال على طريق النصر والتحرير

أشار نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي العميد وليد زيتوني، أنّ «اثنين وعشرين معتقلاً تحوّلت اثنين وعشرين منارة للحرية والكرامة على امتداد فلسطين، تشمخ بوقفات العزّ في وجه السجّان الذي يمارس أبشع صور الابتزاز في التاريخ الحديث، في ظلّ صمت عربيّ رسميّ، وعدم مبالاة المجتمع الدولي، واختناق أبواق جمعيات حقوق الإنسان، وغياب المؤسّسات الدوليّة المفيدة لهذه القضايا».

وشدّد على أنّ «صمود أبطالنا الأسرى في معركة الأمعاء الخاوية، هو تأكيد جديد ومستمر لإرادة النضال لشعبنا الفلسطيني على طريق النصر والتحرير، رغم الإشاعات التي يطلقها العدو الصهيوني، ورغم الحرب النفسية التي يشنّها على مجتمعنا وأهلنا، رغم التخلّي المفجع والمحزن لمن كان يتبجّح حتى الأمس القريب، بأنّ فلسطين هي القضية المركزية في الصراع».

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها زيتوني بِاسم الأحزاب والقوى الوطنيّة خلال الوقفة الحاشدة التي نظّمها مجلس محافظة البقاع في «حركة الناصريّين المستقلّين-المرابطون» تضامناً مع الأسرى والمعتقلين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال «الإسرائيلي» تحت عنوان «ماء وملح»، بحضور ممثّلي القوى والأحزاب والشخصيات الوطنية والفلسطينية والاجتماعية في ساحة بلدة برالياس البقاعيّة.

وألقى رئيس «جمعية قولنا والعمل» الشيخ أحمد القطّان كلمة، أكّد فيها أنّ «هؤلاء الرجال اليوم يقفون أمام غطرسة العدو «الإسرائيلي» من أجل أن يقولوا لكلّ العالم إنّ المقاومة لا تكون فقط بالسلاح أو في ساحة الوغى، بل يستطيع أن يقاوم كلّ إنسان منّا على حسب مقدراته التي يملكها».

وألقى كلمة «رابطة الشغّيلة» الدكتور فوّاز فرحات، الذي اعتبر أنّ «الموقف المشرّف لهؤلاء الأسرى الأبطال هو انتصار للحقوق الفلسطينية بوجه الغطرسة «الإسرائيلية» التعسّفية وسياستها في التمييز العنصري».

ورأى رئيس بلدية برالياس مواس عراجي، أنّ «معركة الأمعاء الخاوية للأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال «الإسرائيلي»، هي حركة مقاومة تستطيع أن تقاوم وهي في سجن الاعتقال». وتوجّه إلى الأسرى في سجون الاعتقال بالقول: «إنّ المعركة القادمة ستنطلق من أرض فلسطين».

وألقى كلمة الفصائل الفلسطينية أمين سرّ حركة فتح ومنظمة التحرير في البقاع محمود سعيد، الذي أكّد أنّ «الأسرى الأشاوس الصناديد الذين ضحّوا بزهرة شبابهم وحياتهم من أجل كرامة الأمّة، التي تتجسّد في كرامة فلسطين».

وفي الختام، ألقى زكريا زين الدين كلمة «المرابطون» مؤكّداً فيها أنّ «لا صمت بعد اليوم، فقد خرج المارد من قمقمه، وأصبح بمقدوركم أن تغسلوا العار، وأن تلتمسوا الغفران لأمّة كاد أن يغرقها الطّوفان، لأنّها قد كفرت وظنّت أنّ السِّلم مع اليهود يوصلها لشاطئ الأمان. لا صمت بعد اليوم، لا ارتهان.. موعدنا القريب في فلسطين».

…ووقفة في مارون الراس

وفي الذكرى التاسعة والستين لنكبة فلسطين، وصلت إلى تلّة مارون الراس قضاء بنت جبيل، المشرفة على الأراضي الفلسطينية المحتلّة، حشود كبيرة من الفلسطينيّين القاطنين في الجنوب، للتضامن مع قضية الأسرى المضربين عن الطعام منذ 30 يوماً في سجون العدوّ «الإسرائيلي» الذين يخوضون معركة الحرية والكرامة، وناشدت الشعب الفلسطيني العمل للوحدة ودعم شعوب العالم إضراب الأسرى حتى تحقيق مطالبهم.

واصطفّ عشرات الفلسطينيّين لالتقاط الصور التذكاريّة ومشاهدة قراهم في مناطق الجليل وصفد، منها: صالحة من القرى السبع ، الجش، كمب سعسع، رأس الأحمر وقُبيّع في صفد وغيرها من القرى في فلسطين ومستوطنة أفيفيم المحاذية للحدود مع لبنان، حاملين أعلام فلسطين ورايات حزب الله، وعمد عدد من الشبان إلى النزول إلى موقع نصب شهداء العودة القريب من السياج الشائك الفاصل، ورفعوا أعلام لبنان وفلسطين، ما حدا بالجيش اللبناني والأجهزة الأمنيّة إلى الانتشار في محيط التلّة وعلى الطريق المؤدّي إلى النّصب والطلب إليهم العودة حفاظاً على سلامتهم، في وقت راقبت عن بُعد قوات «يونيفيل» ما يجري، فيما لم تسجّل أيّ حركة ميدانية لجيش الاحتلال الذي راقب من خلف الدّشم والمواقع العسكرية وعبر كاميرات المراقبة ما يجري في الجانب اللبناني.

«البناء»، واكبت نشاط فلسطينيّي الجنوب في يوم النكبة، وتحدّثت إلى بعضهم، ومنهم الحاج سليمان الأحمد أبو العبد من مواليد صفد في فلسطين عام 1938، الذي دمعت عيناه لرؤية الأراضي الفلسطينية المحتلّة، وهو كان قد هرب مع أهله بعمر 7 سنوات، داعياً الفلسطينيّين إلى الوحدة والوعي لما يخطّط له العدو. وتوجّه بالتحية إلى الأسرى، داعماً صمودهم.

الحاج حسن أبو مرعي من بلدة قبيع في صفد ، الذي ما زال يحّن إلى أرض آبائه وأجداده، قال: «الحنين إلى الوطن ما زال موجوداً وهناك لهفة للعودة إلى وطننا للعيش هناك، لكن الظروف التي أتت والأحداث العربية ألهتهم عن قضية فلسطين بدل أن تعمل لاتحاد الشعوب العربيّة لتحريرها»، مشيراً إلى أنّ فلسطين ستعود يوماً، ولن ننسى كلام أهلنا عنها وعن خيرات بلادنا، متمنّياً أن تتحقّق كلّ مطالب الأسرى المضربين عن الطعام، وحتى عودة فلسطين».

أمّا الشابة فاطمة أيوب، فتمنّت أن يعودوا إلى بلادهم وأن لا يُطرد أيّ شعب من أرضه كما حصل مع الشعب الفلسطيني.

وقالت أحلام دحويش: «أتينا في ذكرى النكبة للتضامن مع الأسرى، آملين أن تكون آخر النكبات وتتحرّر فلسطين».

ووجّهت سناء جمعة تحية من مخيم عين الحلوة إلى الأسرى، مشيرةً إلى أنّه «مهما حاول العدو كسر عزيمتنا، لدينا إرادة قوية أيضاً لتحقيق مطالبنا».

وتمنّت منار شبيب، أن «يتمّ الإفراج عن الأسرى ويعود الشتات الفلسطيني إلى ديارهم، لأن فلسطين لا تستأهل ذلك».

مخيم شاتيلا

من جهةٍ أخرى، نظّمت «هيئة الأسرى المحرّرين» وخيمتا التضامن في شاتيلا وبرج البراجنة و«عائلات لبنان تساند عائلات فلسطين» و«المخيمات تقاطع»، سلسلة نشاطات لمناسبة ذكرى النكبة التي تزامنت هذا العام مع إضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

بدأ النشاط التضامني من خيمة التضامن مع الأسرى في مخيم شاتيلا بكتابة أسماء الأسرى المضربين على جداريّة من قماش، تحت شعار «لن ننسى أسرانا»، ثمّ انتقل المتضامنون إلى عين المريسة مقابل تمثال عبد الناصر، وكانت وقفة تضامنيّة استكملت فيها كتابة الأسماء والرسائل، واختُتمت بإضاءة الشموع.

وقد زار وفد من «المنتدى العربي والدولي لأجل العدالة لفلسطين»، الذي عُقد في بيروت يوم الأحد الماضي خيمة الأسير الفلسطيني في برج البراجنة بمشاركة منسّق عام الحملة الأهلية لنصرة قضايا الأمّة معن بشور وممثّلين عن حركة فتح والجبهة الديمقراطية، وفصائل منظّمة التحرير الفلسطينية وتحالف القوى الفلسطينية والأحزاب والقوى الإسلامية الفلسطينية واللجان الشعبية والقوى الأمنيّة وقوى الأمن الوطني الفلسطيني، وعدد من المشايخ ورجال الدين وجمعيات أهلية فلسطينيّة وفاعليات وأهالي مخيم شاتيلا، كما حضر الدكتور يانو.

وألقى رئيس الحراك الشعبي في مخيم شاتيلا علي أبو عزقة كلمة أهالي المخيم، حيّا فيها «الأسرى الأبطال الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية ضدّ جلّاديهم، وأنّهم نموذج للحرية والكرامة».

وكانت كلمة لممثّل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين سمير لوباني، الذي حيّا أسرى فلسطين والجولان ولبنان وكلّ أحرار العالم الذين يتظاهرون كلّ يوم لأجل فلسطين، مؤكّداً أنّ الشعب الفلسطيني ما زال على إيمانه وعقيدته الراسخة بالعودة إلى وطنه.

أمّا عميد المحامين في تونس عبد الوهاب الباهي، فقد شدّد على «مركزيّة القضية الفلسطينية»، فيما وجّه أمين سرّ اللجان الشعبية في مخيم شاتيلا سليمان عبد الهادي نداءً إلى القيادة الفلسطينية لتفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، بصفتها الممثّل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، وإنهاء الانقسام البغيض.

وكانت كلمة لرئيس المؤتمر الناصري العام علي عبد الحميد علي، قال فيها: «اليوم ذكرى النكبة 15 مايو 1948 ، جئنا هنا كي نتضامن من أجل العدالة لفلسطين. جئنا إلى هنا نعلن تضامننا مع الأسطورة الكفاحيّة النضالية التي يفجّرها أسرانا في سجون الاحتلال الصهيوني، مع أعظم أسطورة نضاليّة في تاريخ هذه الأمّة»، وأكّد «أنّ فلسطين باقية وستتحرّر مهما طال الزمن».

وألقى الدكتور يانو كلمة، أبدى فيها سعادته لوجوده بين أهله في المخيم الذي أمضى فيه أوقاتاً صعبة قدّم فيها ما تُملي عليه مهنته كطبيب، لافتاً إلى أنّ المخيمات الفلسطينية كانت وما تزال رمزاً للصمود والعودة، وأنّ إضراب الأسرى اليوم في سجون الاحتلال هو أسلوب من أساليب النضال الفلسطيني المشروعة.

وكانت كلمة للأسير المحرّر علي يونس أبو ثائر رئيس دعم الأسرى والمحررين السوريّين من سجون الاحتلال الصهيوني، جاء فيها: «نلتقي اليوم، وفي هذه اللحظات في مخيم شاتيلا، مخيم الصمود والإباء، لنقف مع أسرانا الأبطال الذين يصنعون بشائر النصر، من الجولان العربي المحتلّ ومن فلسطين، هؤلاء الأسرى الأبطال الذين يقدّمون أجسادهم فداءً للوطن، لفلسطين وللجولان ومنهم من قضى شهيداً».

وتحدّث عضو المنتدى الأميركي ريتشارد بيكر عن الدور الأميركي، معتبراً «أنّ أكبر جريمة في التاريخ ارتُكبت هي في حقّ الشعب الفلسطيني، وهذه الجريمة لم تكن لتُرتكب لولا تدخّل الإمبريالية الأميركية». وحيّا «الدور البطولي للأسرى في فلسطين»، وطالب «بالحرية لكلّ الأسرى، وأن تكون فلسطين حرة أيضاً». وحيّا جميع الأسرى وفي مقدّمهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات، وأعلن وقوفه إلى جانبهم في معركة الأمعاء الخاوية ضدّ سلطات الاحتلال».

كذلك، نظّم المجلس الثقافي للبنان الجنوبي ونادي التحرّر كفررمان والنجدة الشعبية اللبنانية، لقاءً تضامنياً مع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيّين في سجون العدو الصهيوني، وذلك في قاعة الدكتور حكمت الأمين في كفررمان بمشاركة الشاعر المصري زين العابدين فؤاد وحضور ممثّل النائب عبد اللطيف الزين أسعد الزين، رئيس بلدية كفررمان المحامي ياسر علي أحمد وشخصيات وفاعليات ووجوه متنوّعة.

وتخلّل اللقاء كلمة ترحيب من رئيسة النادي رجاء فخر الدين وقصيدة للشاعر مصطفى سبيتي، ثمّ ألقى الشاعر المصري فؤاد بعضاً من القصائد من وحي المناسبة، كما تحدّث عن قيمة الثورة والنضال وأهميّة المقاومة للوصول للأهداف، مركّزاً على أهميّة التضامن الحقيقي الذي يؤثّر في ثبات المقاومين، ويخلق أرضية صلبة للنضال.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى