منتدى «كلّ الألوان» يرسم عيد التحرير في قصرنبا

عبير حمدان

تتّقد شموع النصر حيث يمتدّ سهل البقاع بتلاوينه وسنابله وجباه أهله حين يشرّعون أبوابهم للريشة بما تحتويه من دهشة وجمال.

هنا، على هذه الأرض يكتمل نسيج الصمود. وبين البندقية واللون حكاية عشق. هناك رجال اختاروا السهر عند حدود القلب، فيما نحن نغفو باطمئنان على إيقاع خطاهم الثابتة. وهناك من جعل محبرته فعل وجود ليخطّ ملامحهم وينشرها للعالم، وهناك من تعمّد بالإبداع مجسّداً لياليهم وأيامهم على قماشة بيضاء ليصبح فعل التحرير لوحة بكلّ ألوان الطيف.

ولأنّ الذكرى نبض المكان والزمان، اختار «منتدى كلّ الألوان» الاحتفاء بعيد التحرير هذه السنة في منطقة البقاع، لتكون قصرنبا ملتقى الفنانين الذين يحملون في وجدانهم الفرح بالنصر.

يعرب الفنان ياسر الديراني مدير الأنشطة في «منتدى كلّ الألوان» عن فرحه لأن الحدث الفنّي المرتبط بعيد التحرير سيكون في ربوع قريته قصرنبا، فيقول: دأب «منتدى كلّ الألوان» على الاحتفاء بالانتصار الذي تحقق بفضل المقاومة في أيار 2000، وهو يعمل على إحياء هذه الذكرى بكلّ ألوان الفرح، وبجهد مشكور من رئيسه الشاعر والإعلامي محمد البندر. وهذه التظاهرة الفنية التي تضمّ نخبة من الفنانين التشكيليين العرب واللبنانيين، ما هي إلا دليل على حبّ التلاقي وتوثيق ملاحم الحقّ بالريشة واللون. هذه الملاحم البطولية التي جلبت لنا الانتصار على العدوّ الذي ظنّ يوماً أنه لا يُهزَم، لكنه هُزِم واندحر بفضل سواعد الأبطال وصمود أهل المقاومة. ويسعدني جدّاً أن يكون هذا السمبوزيوم المرتبط بعيد التحرير في منطقة البقاع وتحديداً في بلدتي قصرنبا التي قدّمت الشهداء في سبيل هذا الوطن ولن تبخل بالمزيد إذا ما تطلّب الأمر. وسيكون لدى المنتدى المزيد من النشاطات في البقاع وبيروت وكلّ المناطق اللبنانية.

يصف الفنان مهدي حوماني الحدث بأنه عناق لسماء النصر وعن مشاركته يقول: أعتبر نفسي محظوظاً وبشكل رائع حيث تسنّى لي هذا اللقاء وأنا الآتي من الجنوب إلى قصرنبا مع مجموعة من المبدعين كي نعانق سماء النصر ونرتّل آيات التحرير بالريشة واللون. ومن هنا سننشد نشيد العزّة والكرامة الذي حُفِر منذ القِدم فوق صخور هذه البلدة وبلغ اليوم آلاف السنين. وكلّ الشكر لبلدة قصرنبا على احتضانها فيض إبداعنا، والشكر الدائم لـ«منتدى كلّ الألوان».

من ناحيتها اختارت الفنانة والشاعرة فاطمة أيوب التعبير عن أهمية هذه التظاهرة الفنية بقصيدة، جاء فيها:

تراب الوحي…

أرضك سما رح طالها وضُمّك

وعطرك تراب يفيِّق التفكير

إنت الوحي ورْسالتو شِمّك

حرّك جنون ال خاينو التعبير بشمّك أنا

بشتاق تا لِمّك لمّة طفل ما يفارقك

ويصير يشدّك لعندو يغلغل بدمّك

متل الشهيد ال عانق التحرير

ومتْلي سكبت اللون من يمّك

ومنّك نسجت الكون بالتصوير

وريشة ما بدي…

عيرني كِمّك وامسح على جبيني

من ترابك بتخلق رسم من آية التطهير

متل الشهيد ل عانقو التحرير…

أما الفنان سيمون بولس فيرى في هذه التظاهرة الفنية رسالة سامية، ويقول: الفنّ رسالة جمال قادرة على إلغاء الحدود بين الناس، ونحن من موقعنا كفنانين نسعى إلى إيصال رسالتنا من خلال اللون والفنّ، وهذا الملتقى عنوانه المحبة والسلام حيث يجمعنا اللون على أرض البقاع وفي بلدة قصرنبا حيث يتجلّى العطاء منذ فجر التاريخ. وهي مشاركة أعتزّ بها وأتمنّى أن تصبح هذه النشاطات حالة عامة كي ننشر ألوان الفرح على امتداد الوطن.

يذكر أن ثلاثين فناناً وفنانة من لبنان وكافة الدول العربية المجاورة يشاركون في هذا اليوم الفنّي الطويل الذي ستليه أمسية شعرية زجلية يحييها الشعراء علي عبيد وشربل كاملة وفيصل الصايغ ومحسن عبيد. وسيتخلّل هذا اليوم الفنّي الطويل توزيع شهادات على المشاركين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى