تصاعد الأزمة الخليجية وقطر تبحث عن مساندة خارجية

شهدت الأزمة بين قطر والمملكة السعودية وحلفائها تصعيداً جديداً أمس، مع إصدار الدول المقاطعة للإمارة الصغيرة «لائحة إرهاب»تضم أفراداً وكيانات قالت إنها على علاقة بقطر، وإعلان الدوحة رفضها لها، داعية الى التفاوض بوساطة خارجية.

في موازاة ذلك تواصلت الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية في محاولة لوضع حد للتصعيد المتواصل، في وقت بدأ وزير خارجية قطر في ألمانيا زيارة أوروبية تشمل روسيا أيضاً في محاولة على ما يبدو لاستدراج مساندة دولية في مواجهة الحملة السعودية العربية.

وبعد أربعة أيام من قطع علاقاتها مع الدوحة، أعلنت المملكة السعودية ومصر ودولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين تصنيف 59 شخصاً و 12 كياناً في قوائم الإرهاب المحظورة لديها.

وقالت الدول الأربع في بيان مشترك نقلته وكالة «الأنباء»السعودية «إنّ القائمة مرتبطة بقطر، وتخدم أجندات مشبوهة في مؤشرعلى ازدواجية السياسة القطرية التي تعلن محاربة الإرهاب من جهة، وتمويل ودعم وإيواء مختلف التنظيمات الإرهابية من جهة أخرى».

وتضمّ اللائحة «الداعية المصري يوسف القرضاوي المقرّب من جماعة الإخوان المسلمين والمقيم في قطر، والليبي الإسلامي عبد الحكيم بلحاج الذي لعب دوراً رئيسياً في الإطاحة بنظام معمر القذافي، ورجل الدين الليبي علي محمد الصلابي، ومفتي ليبيا الصادق الغرياني، وشخص من آل ثاني العائلة الحاكمة في قطر».

وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات العربية المتحدة أنور قرقاش على تويتر «إنّ نشر القائمة فرصة لمراجعة الشقيق لسياسته»، مضيفاً أنه «رغم صعوبة الأزمة على الخليج العربي وشعوبه، إلا أنّ في الوضوح راحة، فمن الصعب التعامل مع شريك في ازدواجيته تعوّد على تقويض عالم شركائه».

ردّت الدوحة مندّدة باللائحة، واعتبرت في بيان «أنّ القائمة تؤكد مجدداً اتهامات لا أساس لها». وقالت: «إنها تقوم بجهود في مجال مكافحة الإرهاب أكبر من تلك التي تقوم بها بعض الدول الأربع».

وفي مدينة فولفنبوتل الألمانية، التقى وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نظيره الألماني سيغمار غابريال وعقدا مؤتمراً صحافياً ندّد فيه المسؤول القطري بالقائمة التي رأى أنها جزء من سلسلة اتهامات لا تستند إلى شيء».

وأكد «نحن في دولة قطر لن نتفاعل مع مثل هذه الاتهامات التي ليس لها أساس».

وذكر أنّ القائمة تضم أسماء أشخاص «ليس لهم علاقة بدولة قطر، ولا يعيشون بدولة قطر، وربما لم يمروا بحياتهم في دولة قطر»، وأنّ بعضهم «يقيمون في الدول التي أصدرت اللائحة».

ورأى وزير خارجية قطر في المؤتمر الصحافي «هناك تصعيد متتالٍ من قبل هذه الدول، لكن رغم ذلك ما زالت الخيارات الاستراتيجية لدولة قطر هي الخيار الدبلوماسي وخيار الحوار»، متحدثاً عن «جهود من دول صديقة كثيرة لاحتواء هذه الأزمة ورفع هذا الحصار الجائر على دولة قطر والبدء في مفاوضات بعد ذلك».

وفي هذا السياق، أجرى الوزير قبيل بدء زيارته الأوروبية والتي من المقرّر أن تشمل اليوم روسيا، اتصالاً هاتفياً مساء الخميس بنظيره الأميركي ريكس تيلرسون بحثا خلاله «الأوضاع والتطورات الأخيرة بين دول مجلس التعاون» الخليجي، بحسب بيان قطري.

كما تلقى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي يقوم بوساطة بين قطر والدول المقاطعة لها في الخليج، اتصالاً هاتفياً من تيلرسون.

وزار وزير خارجية السعودية عادل الجبير سلطنة عمان التي بقيت بعيداً عن الأزمة، حيث أجرى مباحثات مع يوسف بن علوي بن عبدالله وزير الشؤون الخارجية في السلطنة.

وبعيد لقائه نظيره الألماني، رأى وزير خارجية قطر «أنّ إغلاق الحدود البرية من جانب السعودية، ووقف الرحلات من الدول الأربع اليها، والطلب من القطريين مغادرة هذه الدول خلال أسبوعين، تمثل عقاباً جماعياً، ستكون له آثار كبيرة خصوصاً على المجتمع الخليجي نفسه».

وتابع أنّ «مثل هذه الإجراءات، فيها مخالفة واضحة للقانون الدولي»، مضيفاً «لم نر مثل هذه الإجراءات من قبل ضدّ دول معادية، فما بالكم في دولة صديقة ودولة شقيقة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى