«القانون لا يحمي المغفّلين»!

يكتبها الياس عشي

كلّ حديث عن طرابلس خارج عن موضوع السير لا طعم له ولا لون ولا رائحة، وعلى الأخصّ عندما يبدأ الحديث عن حضرات النوائب عفواً النواب الطرابلسيين الذين يتهيأون ويعدّون العدّة لمعاركهم الانتخابية. هؤلاء النوائب استقالوا من وظيفتهم الأساس التي هي خدمة الشعب والمدينة، وذلك بعد أن فيّموا سياراتهم، وجلسوا في أبراجهم، فلم يروا دراجة واحدة تعبر الرصيف، وتخالف قواعد المرور، وتجوب المدينة بلا لوحات وبلا أخلاق، وتصطاد المارّين، وإنْ نجا المارّون واعترضوا قامت الدنيا ولم تقعد.

منذ أسبوع كنت خارجاً لتوّي من محلّ تجاري مقابل كنيسة مار مارون، وما إنْ وضعت قدمي على الرصيف حتى «هجمت» عليّ دراجة كادت تودي بي لولا انتباهي في اللحظة الأخيرة. وقفت مشدوهاً، ولم أفق من الصدمة إلّا على صوت راكب الدراجة وهو يصرخ مؤنّباً: انتبه يا عمّ واطلّع قدامك. وتركني دون أن أقدّم له اعتذاري، وأقول له: عفوا يا «محترم» نسيت أنّ الرصيف هو للدراجات، وأحياناً للسيارات، وليس للمشاة!

وعلى ذكر السيارات… في شارع عزمي ومقابل المستشفى الإسلامي محلّ للمعجّنات صاحبه أبو محمود، دخلت إليه فوجدت يده ملفوفة بالجصّ. سألته: ما الأمر؟ قال لي: كنت في شارع قاديشا أقف على الرصيف فصدمتني سيارة وكسرت يدي، وهرب صاحبها على مرأى من المئات، ليس بينهم شهم واحد سجّل رقمها.

قلت له: حسناً فعلوا، لأنك أنت المسؤول وليس السائق.

سألني مستغرباً: ليش يا أستاذ، فأنا كنت أقف على الرصيف وبشهادة كلّ المارّين.

قلت له: هون المشكلة.. المسؤولون غيّروا قانون السير، و«القانون لا يحمي المغفّلين» يا أبا محمود.. الرصيف للسيارات والدراجات، وأما المشاة فليس لهم مكان في مدينة لم نرَ فيها نائباً واحداً يتحدّث عن همومها، ومشكلة السير فيها.

من أولياتهم: التمديد، الانتخاب، النازحون، و…

وكفى ذلك…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى